أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


مروان حماده يتشفَّى: يا رايح كَتّر القبايح

– من فمك ندين.. المكتب التربوي – التيار الوطني الحر FPM Educational Office

***

“أشكر رئيسة دائرة الإمتحانات على جهدها المتواصل وسهرها” – مروان حماده – حزيران 2017

“وشكر حماده أيضا رئيسة دائرة الإمتحانات الرسمية على سهرها وتفانيها في إنجاز الإمتحانات يوميًّا وعلى مدار الساعة، ومع اللجان، للوصول إلى النتائج المرجوَّة” – 24 أيَّار 2018

… وقال حماده: “لقد بذلت المديريَّة العامَّة للتربية وإدارة الإمتحانات وجميع المديرين ورؤساء المصالح والمناطق التربويَّة والمعلِّمون والأساتذة، جهودًا متناسقة ومتضافرة، لإنجاز هذا الإستحقاق، وأودُّ أن أحيِّيهم جميعًا، وأن أخصَّ بالتقدير المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة، ورئيسة دائرة الإمتحانات الرسميَّة، حتَّى جاءت هذه الإمتحانات على هذا المستوى من الهدوء والشفافيَّة والدقَّة في التقييم” – 22حزيران 2018

يقول الجنرال الصينيّ “سان تزو” في أطروحته العسكريَّة “فنّ الحرب” الَّتي خطَّها في القرن السادس قبل الميلاد إنَّ “أخبث أنواع الغدر العسكريّ والإنسانيّ هو أن تُثني على أداء خصم أو صديق، ومن ثمَّ تنقضّ عليه دون سبب، سوى الحسد والغيرة لمجرّد أنَّه أفضل منك“.

هذا كان في الصين، في القرن السادس قبل الميلاد. في لبنان القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد، وفي وزارة التربية الوطنيَّة تحديدًا، طبَّق وزير الصدفة التربويَّة مروان حماده المبدأ ذاته، إنَّما بحدّه الأكثر شرًّا وأذى.

مروان حماده، ومن فمك ندينك! بكلِّ خفّة ودون أيِّ رادع أخلاقيّ، أقال حماده رئيسة دائرة الإمتحانات في وزارة التربية الوطنيَّة، والمشهود لها بتاريخها ومهنيَّتها وحرفيَّتها، وعلى لسان حماده بالتحديد، وطبعًا دون أيِّ مبرِّرٍ مسلكيّ أو تسويغ إداريّ… فقط من منطلق الكيد والكمد!

مروان حماده والحقد الدفين! روحيَّة التشفّي السياسيّ على حساب الكفاءة والمحسوبيَّة الشنيعة على أسبقيَّة المهنيَّة والعمل الدؤوب، خاصِّيَّة تثير الاشمئزاز، إلى جانب الدهشة والذهول حتَّى في الدول النامية، أمَّا أن يكون المُرتكب مروان حماده، فيبطُل العجب، ويُقطع شكّ الاستفهام بيقين الخطيئة.

مروان حماده، ومن أين نبدأ!؟ إستفاق الأكاديمي الصنديد “ميستر حمادا” على أنَّه لا يجوز الخروج من وزارة التربية قبل كيل طعنات الغدر على قاعدة “يا رايح كتّر القبايح”، وبدل أن يفني ولايته في إراحة التلاميذ وتجديد المناهج وحلّ معضلة حقوق الأساتذة بدل التكاذب والتواطؤ عليهم وعلى نضالهم التاريخيّ لنيل أبسط حقوقهم، وبدل الضغط على المدارس للاعتراف بحقوق المعلّمين التاريخيَّة، تراه ذاك الشمشون الَّذي استيقظ لتوّه من سباته الضميريّ الطاعن في الإهمال واللامبالاة والرعونة، ليستقوي على أكثر موظَّفي الوزارة خبرة ونزاهةً، “فيتمرجل” دون رادع، متناسيًا أو متجاهلًا مكامن الضعف والفساد في وزارته.

حماده، ومن أين نتابع؟! من حين استلامه وزارة التربية، الَّتي وصلته في ساعة تخلٍّ وفي لعنة من لعنات الأقدار ونكبات الدهر، لم يحقِّق إنجازًا واحدًا ولو طفيفًا في وزارته، لتعوم ولايته على طوف التردُّد لمجرَّد حلول طقس شتويٍّ عاصف، كما على المحسوبيَّة وحشر الوزارة والمدارس الرسميَّة والمهنيَّات بالمناصرين والمحازبين، في حين يُقيل الشرفاء والأوادم، في تجسيد مباشر لمقولة “الإنسان عدوّ ما يجهل”.

مروان حماده، وكيف تجرّأ؟! من نافلة القول أنَّ أهمَّ الإنجازات في وزارة التربية والتعليم العالي كانت على زنود أشرف الموظَّفين وفريق العمل الَّذي دأب على وصل الليل بالنهار لإمرار كلِّ استحقاق تربويّ وطنيّ على سكَّة النجاح، ليظنّ حماده أنَّ بوسعه امتطاء نجاحاتهم، ليرميهم عند نهاية مطافه؛ فإن لم تستحِ، إفعل ما شئت.

مروان حماده، والتاريخ يشهد! من تزلّفه المعهود من القرداحة لدمشق ومن العريضة للناقورة للإحتلال السوريّ وصديق عمره عبد الحليم خدَّام، ورمزه الوطنيّ “القائد الخالد حافظ الأسد” كما وصفه في عزّ انتفاضة الإستقلال عام 2005، وما الصورة الشهيرة الَّتي تظهره مغتبطًا مزهوًّا به سوى بيّنة من بيّنات موبقاته السياديَّة، فما بالكم بالتربويَّة!

حماده صديق اللواء محمَّد غانم (رئيس فرع الأمن والاستطلاع في الاستخبارات السوريَّة في لبنان قبل اللواء غازي كنعان). حماده أحد أشاوس «وحدة المسار والمصير»، وفي واحدة من مآثره في ذكرى تأسيس حزب البعث العربيِّ الاشتراكي، يجزم بأنَّ البعث «هو ضمير العرب، إنَّه حزب الريادة والقيادة، حزب التحرُّر والتحرير». مروان حماده رجل السفارات الأوَّل (جريدة الأخبار عدد السبت 6 تشرين الأول 2012)، وكاتب التقارير، وطاعن المقاومة في حرب تمُّوز بشهادة ويكيليكس، ومهندس أحداث 7 أيَّار المشؤومة وأوَّل خاسريها.

مروان حماده وعلامات الإستفهام والتعجّب! لم ينسَ اللبنانيُّون، ومهجَّرو الجبل بالتحديد، مآثره في وزارة المهجَّرين الَّتي تحوّلت في عهده إلى وزارة المهجِّرين، بكَسر الجيم، يوم أنفق غالبيَّة ميزانيَّتها على مَن اغتصب الأرض والمنازل المُهجّرة، ليقبض أكثر من مرّة بدل أن يعمل على عودة المهجَّرين وإقفال هذا الملفِّ الأليم الَّذي ما زال يهدر المليارات إلى يومنا هذا بعد مرور عقود على انتهاء الحرب، فهل يفاجئ منتفع لو أقفل مزراب ذهب، ولو على حساب العيش المشترك؟ فكم بالحري به يفتري ويظلم على حساب الإستقامة التربويَّة قيّمون أعلوا مستوى التصحيح في الامتحانات الرسميَّة إلى ذرى قمم المهنيَّة!

مروان حماده، والتاريخ لا يشفع! “ميستر فوكس”، وزير اتِّصالات فاشل غير منتج، من إنجازاته شبكة الباروك الشهيرة، وسوء الخدمة الأشهر، وغلاء كلفة الإتِّصالات الأكثر شهرة، وإن على حساب الشعب، فهل نتعجّب من أدائه في وزارة التربية!؟

كلامٌ كثير يقال عن فساد اقترفه حمادة حين كان وزيرًا للصحّة، ثمّ للاتّصالات. ومَّما يشاع أنَّ ابنه كريم استفاد قبلًا من وجود والده في وزارة الصحَّة ليدرّ أرباحًا على نفسه وعائلته عبر عمله في التأمين، ومن ثمَّ في الاتِّصالات عبر شركة «سيدركوم». (جريدة الأخبار، العدد نفسه المذكور أعلاه).

قريبًا، سيتمُّ تشكيل حكومة جديدة، وسيغادر مروان حماده وزارة التربية تاركًا لا شيء، ولا حتَّى صدى ليوضاسيَّته! لن يبقى من أثره إلَّا صورة يتيمة على زاوية حائط الوزارة، لا يلتفت إليها العابرون، وإن التفتوا لتبسَّموا…وتابعوا المسير!

أمَّا من أثر رئيسة دائرة الامتحانات الرسميَّة، أنَّها فرضت بعملها المحترف والإنسانيِّ ثقافة الإصلاح والتطوُّر وجعلت مستوى الامتحانات يواكب متطلِّعات القرن الحادي والعشرين من حيث الشفافيَّة والحرفيَّة المعهودة…