لا خوف من بقاء النازحين في لبنان بعد سلوك المبادرة الروسية طريقها الى التنفيذ
كما في لبنان هكذا ايضا في بريطانيا، ديفيد فانس الصحافي البريطاني والسياسي الليبرالي يسأل كيف ان الرعايا الصوماليين طالبي اللجوء الى بريطانيا يعودون الى الصومال في الاعياد للإحتفال مع أهلهم، فلجوء هؤلاء إذا الى بريطانيا اقتصادي الاسباب وليس سياسيا كما يدّعون، وكذلك مشكلة اللجوء او ما يعرف بالنزوح في ما خص السوريين، فمعظم النازحين الذين لم يغادروا لبنان الى وطنهم بعد؛ باقون هنا، لأسباب اقتصادية، وبالتالي يجب ترحيلهم بأسرع وقت ووفق القوانين اللبنانية، بما يعرف بالعودة الامنة لا الطوعية كما تطالب فرنسا والمجتمع الدولي.
لكن لا خوف في بقاء النازحين عندنا بعدما سلكت المبادرة الروسية طريقها الى التنفيذ وهي جاءت متطابقة مع الموقف الرسمي اللبناني بعدم ربط العودة بالحل السياسي بل بظروف الامن والاستقرار التي تحققت في سوريا بعد تحرير حوالي الـ 90 في المئة من الاراضي السورية، التي باتت آمنة لعودة النازحين اليها؛ إن الى بيوتهم التي لم تدمر كليا في بعض المحافظات والتي يمكن ترميمها بشكل سريع، او الى بيوت جاهزة ستنشئها الحكومة السورية في بعض المحافظات حتى اعادة اعمار البيوت المدمرة، وما يطمئننا اكثر كلبنانيين مدركين لخطورة النزوح على الشعب اللبناني، ان المبادرة الروسية قوضت التوجه الدولي الداعم للاندماج والتوطين في الدول المجاورة لسوريا.
في حين يبقى ان يتم العمل لبنانيا على تفعيل التنسيق بين الوزارات المعنية في هذا الملف، في ظل حكومة تصريف الاعمال، ولحاق وزارة الشؤون الاجتماعية كما وزارة الدولة لشؤون النازحين بركب وزارة الخارجية التي يقوم وزيرها جبران باسيل بجهود جبارة وفاعلة مع المجتمع الدولي والامم المتحدة لتسريع عملية إعادة النازحين او العدد الاكبر منهم على الاقل قبل بدء فصل الشتاء الذي يمكن ان يؤخر هذه العودة، وقد طالب أمس الوزير باسيل بعد لقائه الوفد البولندي، الذي تبرعت دولته بتمويل اعادة ١٠٠ عائلة سورية نازحة الى بلادها، طالب المجتمع الدولي بتسهيل عودة النازحين والتمكين الاقتصادي لهم في سوريا.