عَ مدار الساعة


لماذا لا يتم تكريم أحد المدراء السابقين بكازينو لبنان الذي فضح ممارسات كريدي؟

عدم إعادة حقوق احد المدراء الذين أطلقوا عملية اصلاح الكازينو يرسل رسالة خاطئة الى الاصلاحيين- نسيم بو سمرا

***

تعتبر قضية كازينو لبنان نموذجا للمعارك الكثيرة التي سيخوضها التيار الوطني الحر ضد الفساد، في كل ادارات الدولة كما في البلديات في القرى والمدن اللبنانية وكذلك في القطاع الخاص، وقد استعاد الكازينو حقوقه بعد الادعاء على رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان السابق، حميد كريدي، وإحالته على قاضي التحقيق في جبل لبنان، القاضي ربيع حسامي، بعدما وجد المدعي العام في جبل لبنان، القاضي كلود كرم، في هذا الملف شبهات جدّية تستدعي البدء بملاحقة كريدي ومن يظهره التحقيق ضالعاً في عمليات غير قانونية جرت في الكازينو، ويعتبر القانونيون ان الادعاء على كريدي بعد سلسلة التحقيقات التي تمت بجرم اختلاس الاموال يعني إدانته إدانة أوليّة.

هذا الملف وعلى رغم اهميته إلا انه يعتبر معركة سهلة أمام المعارك الكثيرة الصعبة التي تنتظر العهد القوي، لأن المحاسبة بدأت بإدانة أولية لكريدي ومن معه بجرم هدر الاموال، ليكون عبرة لمن يحاول هدر اموال الشعب اللبناني، في الادارات الاخرى الرسمية منها وغير الرسمية، وكان وزير العدل، سليم جريصاتي، قد أحال كتاباً على النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، في مطلع شباط الماضي، بموجب المادة 14 من أصول المحاكمات الجزائيّة، وعمد حمود إلى إحالة هذا الكتاب على كرم بوصفه المدّعي العام ذا الصلاحيّة المكانيّة. وأثار جريصاتي في كتابه مجموعة من الدعاوى المُقدّمة بحق كريدي “أغلبها قدّمها المحامي وديع عقل ويطلب فيها تعيين حارس قضائي لحماية الأموال العامّة والخاصّة ووقف التدهور الإداري والنزف المالي الذي يصيب الكازينو منذ سنوات، وهذه الدعاوى في مرحلة الاستئناف حالياً”، إضافة إلى تقارير ماليّة صادرة عن لجنة الرقابة على الكازينو، وغيرها من المستندات التي تبيّن وجود أوضاع ماليّة غامضة وشبهات فساد في كيفيّة إدارة هذا المرفق العامّ.

رولان خوري

غير ان لهذه القضية جانب انساني أيضا وتطرح الاشكالية التالية: أن من يعيد حقوق أحد المدراء السابقين في الكازينو؟ وهو الذي فضح ممارسات كريدي في ادارة الكازينو، ودفع الثمن جراء جرأته، طردا من وظيفته في الكازينو بقرار “كيدي” اتخذه مجلس الادارة السابق برئاسة كريدي، فمعركة إصلاح ​كازينو لبنان ​انطلقت ويستكملها مجلس الادارة الجديد برئاسة رولان خوري، هذا المرفق الذي عانى طويلاً من الهدر في الأموال، بدأ صفحة جديدة بعد طيّ مرحلة رئيس مجلس إدارته السابق حميد كريدي وإنتخاب خلفه رولان خوري رئيساً، وخوري معروف بنظافة كفه وشفافيته بإدارة الملفات وكفاءته المشهود لها، وقد حقق كازينو لبنان منذ استلامه للمسؤولية وبفترة قصيرة، قفزة نوعية تمثلت بوضع الاصبع على مكامن الفساد ومعالجتها، انعكس بتحقيق الارباح بعد وقف الهدر في “مئات العروض الفنيّة والحفلات الغنائيّة والمسرحيّة التي كانت تقام في الكازينو بكلفة باهظة، وأدّت في النهاية إلى خسارة مبالغ كبيرة غير مبرّرة”، إلا أن هذا النجاح لا يعفي إعادة الحقوق الى أحد الذين ساهموا في اطلاق عملية اصلاح الكازينو ووضعوا الحجر الاساس لتحقيق هذا النجاح وإطلاق التحقيقات بعد تزويد القضاء بالاثباتات المطلوبة، فعدم الوقوف الى جانب الموظف الشهم من خلال اعادته الى وظيفته، وهو الذي يجب ان يعلق له وسام الشجاعة والتجرد، سيرسل رسالة خاطئة الى الاصلاحيين بأن لا نتيجة من فضح مكامن الفساد، في الادارات والمصالح والشركات التي تعملون فيها، كما في البلديات في قراكم ومدنكم، لأنكم بمخاطرتكم هذه لن تكونوا محميين سياسيا “وبتطلع براسكن وبيجوعوا ولادكن بعد ما تطيروا من وظيفتكم”.

في هذا السياق، أكّد رئيس مجلس ادارة “​كازينو لبنان​” ​رولان خوري​، في حديث لصحيفة الجمهورية منذ حوالي اسبوع، حين سؤل عن هذا الملف،  أنه “لم أُسأل بموضوع رئيس مجلس الإدارة السابق ​حميد كريدي​، فالرأي العام هو الذي يحاكم هذه المرحلة، و​القضاء​ يدينه بالفساد او يبرّئه، مع العلم أني، كمراقب آنذاك، لم أكن موافقاً على أداء المرحلة السابقة”، لافتا الى أن “هناك مرحلة في الإدارة السابقة حصلت فيها محسوبيات وتوظيفات عشوائية وكيدية في التعامل وتمّ صرف لأموال لم يكن لها أيُّ لزوم ولا تفيد مصلحة الكازينو”.