بقلم المبدع جورج ياسمين – مقدمة نشرة اخبار الـ OTV.. (فيديو – 18 آب 2018)
يقول الكتاب المقدس: وفي مجلس المستهزئين لا تجلس.
في لبنان نوعان من المجالس.
- مجالس الرجال ومجالس الأنذال.
- مائدة الفرسان والشجعان ومائدة اللئام والأزلام.
على مائدة الفرسان يجلس رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ورجال أكلوا الجوع وشربوا العطش وبذلوا المهج ونزفوا الدماء واستنزفوا التضحيات على الجبهات كي يشبع الوطن كرامة ويشرب اللبنانيون من ينبوع العز والأرز.
وعلى مائدة اللئام يجلس الفائزون بأوسكار أفضل نباح صياح، والحائزون على وسام النفاق من رتبة خبيث أكبر، والملتحفون بعباءة طويل العمر لعلامات تحت الصفر في مسابقات الوجوه الصفر.
على مائدة الرجال جيش النار والغار والانتصار ومقاومة ذئاب ما بين الشرين: الارهاب واسرائيل، وهما وجهان لعملة واحدة وعمالة متحدة. وفي مجالس الرجال تفاهمات ممهورة بالشرف والالتزام والاقدام والاحترام.
وفي مجالس الأنذال سموم وسهام، أفخاخ وأوساخ ترمى في الفضاء الافتراضي والتواصل الافترائي.
يكذبون ويمكرون.
يطلع عليك أحدهم بكلام بذيء نتن قبيح بحق رئيس الجمهورية وأركان حكمه، تهديد بالقتل وتمنيات بالسحل، فيتحرك القضاء تلقائياً ويرفض الرئيس عون ان يتم توقيف أحد حتى ولو أساء إليه.
لكن الخبثاء والبلهاء لا يرون إلا التعدي على حرية التعبير ولا يرون التسامح في موقف الرئيس.
يتم التعرض لأعراض وكرامات عائلة الرئيس منذ فترة. يقول الرئيس: أنا سامحت لكنهم يفسرون موقفه ضعفاً فيستأسدون ويكذبون ويمكرون.
يأتيك أحدهم من خريجي الحانات والكباريهات ويهين أم الله، أرزة لبنان، سيدة نساء العالمين وفخر البتولية العذراء مريم، بكلام ولا أبشع وعبارات ولا أحط. فينبري حماة الحرية وفرسان التعبير للدفاع عن البعير، ومع ذلك لم يتم توقيفه.
واستمر مهرجان الدجل بلا استحياء ولا خجل مع قديس لبنان وجندي المسيح شربل مخلوف.
ويكذبون ويمكرون.
أحدهم من لوردات الحرب، إذا جاءه الانتقاد من سخالين أو الارجنتين، يقرع طبول الحرب ويحضر طبنجات الضرب ليسمعها من في الشرق ومن في الغرب.
ممنوع ذكره إلا بالمكارم، ومسموح رمي الرئيس عون بكل المحارم.
ويكذبون ويمكرون.
والأجمل ان تشنف أذانك وتكحل عيناك برؤية فيليب المقدوني أو الاسكندر ابنه لا فرق، بطل ايسوس وبرسيبوليس، واوسترليتز وكورسك والسوم والمارن وفردان ومسينا والعلمين، وهو أكيد وبالتأكيد مرتبط بصلة قربى بجورج كاستر العقيد الأميركي، وللراغبين ان يعودوا إلى مآثر كاستر. هذا يجند نمامين ومحرضين واختصاصيين في الدعاية السوداء لتلطيخ السمعات البيضاء. وآخر النكات السمجة خطاباتهم العصماء دفاعا عن الحرية، وهم رأيناهم كالنعاج والدجاج عندما دخل موتورون متعصبون متخلفون الأشرفية العام 2006 وحرقوا وخربوا ودنسوا الصليب المقدس، بسبب كلمة قيلت في الدانمرك، وتبين ان الجماعة أصحابنا ونحنا مش عارفين.
ويكذبون ويمكرون.
ملاؤا الدنيا ضجيجاً وعجيجاً: لا “نصرة” ولا “قاعدة” ولا “داعش” في لبنان، ولم يحاسبهم أحد ولم يعتذروا. ويكذبون ويمكرون.
الانتخابات انتهت. ما كتب قد كتب. لن تنفع التغريدات ولا الشائعات ولا الافتراءات.
وكما في البداية كذلك في الختام من الكتاب المقدس. يقول صاحب المزمور: رفيقي رفع يد العداوة فأخل بعهده. كلماته أرق من الزيت وهي سيوف مسلولة. لكن صاحب المزمور لا ينفك يصلي ويتضرع: وبروح رئاسي اعضدني.
الفرق بين حرية التعبير وحرية التعيير: نقطة الحقيقة.