Agoraleaks Agoraleaks
بهجات عوض تلفّ رأسها بالعلم اللبناني من سنين وانطوانيت معلوف لا تطفئ “التنور” من 16 سنة.
ميلفين خوري –
القاع هذه البلدة الحدودية التي تبعد عن العاصمة حوالي 136 كلم، لا شيء يقوى على بقاء عدد كبير من أبنائها فيها في الشتاء، ويصل الى 3000 نسمة.
صحيح ان كلّ شيء على “البركة” لكن تشبّث القاعيين بالأرض والصمود وعشقهم للبلدة الذي يتخطّى الخوف والخطر، عوامل تشكّل وجهاً من أوجه المقاومة الحقيقية.
صدقوا أو لا، “بهجات عوض” عمرها 67 عاماً، سلاحها ايمانها، وفخرها وطنها الذي تلفّ علمه على رأسها منذ سنوات طوال. تقول: هيدا علم حياتي، تقلكم شغلي، انا إمرأة بتشتغل كتير، بس كانت تضرب اسرائيل عَ الجيش، صرت روح عَ السيدة، سرقت هالعلم من الطريق.. وقمطتو عَ راسي، لقيت حالي مرتاحة ولابقلي.
تُخبركَ صاحبة العفوية وسرعة البديهة عن حياتها القاسية التي دفعتها منذ ستين سنة الى العمل في المونة. فصارت متمرسّة فيها وباتت تعيش منها وتكتفي ذاتياً بها، تقول: انا وهني ولادي صغار، كنت اعمل المونة، بيع شوي وطلع مونتي ببلاش. عندي كان 12 ولد. وبعدان فلفلو ولادي، صار عندي ولاد-ولاد، بعدان صار عندن عيال، ما عم يلحقو، رجعت اشتغل تشيل تقل عنون، وساعد حالي.
وبعمل كشك، وبدنجان، وبعمل سمنة أصلية. بعمل شنكليش، بدنجان معقود (مربّى)..
وليس بعيداً من منزل بهجات، تقف “انطوانيت مخلوف” قرب تنورها المشتعل الذي لا تُطفئه عواصف الشتاء منذ 16 عاماً، تقول: بعطّل بس بكون بني شي. اذا ساخنة أو مريضة بس. وبفتح بالشتوية بالرغم من نزوح القاعيين، بس يوجد الجيش بدورياتو.. أقلّ شي نفتح. نترك الجيش ع الطريق ونحنا من نام. أقل شي منضيفن كاس شاي سخنة.
أمّا الحطب، هو احد العوامل الأساسية لصمود الأهالي هنا.
يبدأ تحضير مونة التدفئة باكراً، بموازاة المونة الغذائية. يقول انطوان عاد: نحنا هون قرى نائية، نحسب مونة الشتوية. كل بيت بدو 4 طن حطب تقريباً.
ببساطة عيش هؤلاء، ولفرضهم ترك هذه الأرض ينكشف عمق الإيمان والرجاء.
تقول بهجات: كلشي بالقاع حلو. حلوة السهل، حلو الجبل. حلوة المونة.
مخلوف تقول: ما بفلّ، ما بترك بيتي. ما بترك أهلي وناسي وأحبابي. إذا أنا تركت، وغيري ترك، مين بيبقى. منتركلن ياها فشرو.
ايمان ورجاء سنخوض في تفاصيلهما في الجزء الثاني من ثلاثية القاع.
https://www.youtube.com/watch?v=NWruEFEaTfI
