ورد في جريدة المستقبل:
كما في بعبدا وبيت الوسط كذلك في عين التينة، أجواء «التفاؤل والارتياح» تطغى على ما عداها من همس أو غمز عن «ثلث معطّل» من هنا أو «عقد خارجية» من هناك، مع تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الثلث المعطّل «أصبح خلفنا»، وأن الرئيس المكلّف سعد الحريري «ليس وحده مَن لا يحتمل الثلث المعطّل، وإنما نحن أيضاً لا نحتمل ذلك»، مذكّراً بواقعة استقالة الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عندما نصح الأخير «لا بل رجوته أن يعيّن وزيراً شيعياً في الحكومة، أيّاً كان، لئلا تكرّس مسألة الميثاقية».
هذا الموقف الذي أعلنه الرئيس برّي أمام زوّاره أمس، أقرنه بارتياح و«تفاؤل» بمسار المشاورات التي دخلت «مرحلة جدّية يمكن أن تقود إلى نتيجة ملموسة»، عازياً الارتياح والتفاؤل إلى «انخفاض سقف المطالب والتعقيدات لدى الجميع: الثلث المعطّل أصبح وراءنا لأن أحداً لم يعد يُطالب به، ولقاء الرئيس الحريري مع الوزير (جبران) باسيل، كما علمت، كان جيداً، كما لمستُ مناخاً أهدأ في موقف “القوّات اللبنانية”، (خلال استقباله الوزير ملحم الرياشي أول من أمس) مع اعتقادي بإمكانية تخلّيها عن مطلب الحقيبة السيادية مقابل الحصول على أربعة مقاعد، علماً أن هذا الموقف لا يمكن أن يتبلور قبل عودة رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع من الخارج».
أما عمّا يسمّى «العقدة الدرزية» فأوضح الرئيس برّي، كما نقل عنه زوّاره، أنه ينتظر لقاء الرئيس الحريري مع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط «ليُبنى على الشيء مقتضاه»، مبدياً استعداده للمساعدة في هذا الخصوص «في الوقت المناسب» بعد لقاء الرئيس المكلّف مع جنبلاط، والبحث عن صيغ «مقبولة»، من دون أن يخفي عتبه على «سقف النائب طلال ارسلان المرتفع».
يبقى الأهم كما يضيف رئيس المجلس حسب زوّاره «أن تحافظ المشاورات الجارية على قدرٍ عالٍ من الهدوء كما هو الحال الآن، وأن نصبر على بعضنا البعض، وأن يُساعد الجميع الرئيس المكلّف في مهمّته المعقّدة لأن الوضع الاقتصادي لا يحتمل، ولأن التحريض لا ينجب حكومات».
وإذ يؤكد الرئيس برّي أن التفاؤل لا يعني أن مهمّة الرئيس المكلّف قد تنتهي غداً، لكن «إذا استمر المناخ الإيجابي القائم حول الحصص يمكن أن ينسحب على ملف الحقائب الذي يبقى أسهل بكثير من الملف الأول»، مجدّداً التأكيد أن أحداً «لا يمكنه التذرّع بوجود عقد خارجية لأن الموضوع داخلي لا أكثر ولا أقل».