اسئلة برسم بعض السياسيين وما يسمى بالمجتمعات المدنية
***
سمير مسره –
معيبٌ امر بعض السياسيين في لبنان الذين يتصرفون بوقاحة فيتهمون غيرهم بما اقترفت ايديهم من سرقة وفساد، بدل ان يفتشوا عن زاوية نائية ليختبؤا فيها ويطلبوا الغفران. اين هي مبادراتهم في انشاء معامل الكهرباء ومعامل معالجة النفايات، عندما تربعوا في السلطة لمدة تتجاوز ثلاثة عقود، كانت الاموال فيها كثيرة؟ ماذا فعلوا آنذاك؟ اي حلول قدموا لتخطي الازمات؟ اسألوهم عن انجازاتهم وممارساتهم السابقة بدل ان تصفقوا اليوم لهم. حاسبوهم على فشلهم المزمن ولا تدعوا خداعهم، برمي فشلهم على العهد، يمر عليكم مرور الكرام. اطلبوا منهم النظر الى المرآة لعلهم يستحوا.
مستهجن ايضا” امر بعض المجتمعات المدنية التي عاشت في كنف هؤلاء الساسة، وهم الآن يرفعون الصوت ويمسون بكرامات الابرياء تحت شعارات مشبوهة، تعمم الاتهام على الجميع، خاصة الافرقاء الذين يخططون ويعملون كل يوم لتغيير الوضع السيء. اين كان صراخهم في الثمانينات والتسعينات وبداية الالفية الثانية عندما كانت السلطة في ذلك الزمان تطمر النفايات على عتبة بيوتهم، وتحجب الكهرباء عن عيونهم؟ لماذا لم ينزلوا الى الشارع آنذاك؟
هل كانوا خائفين من “الوجود الضروري والمؤقت”؟
اذا كان الامر كذلك فيجب ان نشفق عليهم، لا ان ننجر وراءهم. للاسف هذه هي الحقيقة التي تعريهم وتكشف دجلهم. نحن مجبرون على قول ذلك في هذه المرحلة، لانهم يصرون، عن غيرعدل وحق، على لعب دور القاضي وهم اصل المشكلة.
نحن ندعوهم، بكل محبة واحترام، ان يوقفوا الكذب، وحملات الاحباط والتيئيس، والتغاضي عن نتائج اصوات الناخبين، والانقلاب على التفاهمات.
اذا اردنا ان نضع البلد سويةً على السكة الصحيحة ، فالبداية تكون في حرية الاختيار، والنوايا الصادقة، واحترام الآخر، والمواظبة على العمل، ونبذ كل انواع الارتباطات الخارجية.
والسؤال هنا: هل هم حقاً قادرون على ذلك؟ الجواب هو حتماً عندهم وليس عندنا لاننا قد حسمنا امرنا منذ زمان طويل على ذلك.