حسان الحسن-
من المؤكد أن لبنان لن يكون في منأى عمّا يحدث في المنطقة من حوله، خصوصاً في ضوء التصعيد الأميركي ضد إيران، بالتزامن مع بدء تطبيق تفاهمات بين واشنطن وموسكو بدأت تظهر ملامحها في الميدان السوري، وكان آخرها في منطقة حوران في الجنوب.
في وقتٍ تجنّبت روسيا التصادم مع إيران على الأرض السورية، على رغم كل مساعي الولايات المتحدة لهذه الغاية. وفي هذا الصدد قامت بعض وسائل الإعلام المعادية لمحور المقاومة بترويج خبر في الأسابيع الفائتة عن “خلاف بين الروس والإيرانيين على خلفية نشر عسكريين روس في القصير، قرب الحدود السورية – اللبنانية بعدما اعترض “حزب الله” على هذه الخطوة، واعتبرها غير منسقة”، وهذا مثال ليس إلاّ، والهدف هو ضرب الثقة بين الحلفاء.
وبالتزامن مع المساعي المذكورة في الجارة الأقرب، استمرت واشنطن في الضغط على إيران، من خلال تأليب الشارعين الداخلي والعراقي على الحكم في طهران، بذرائع مطلبية ومعيشية، بلغت حدّ التحريض على المرجعيات الدينية.
وفي السياق، لا شكّ أيضاً أن هناك عوائق خارجية تمنع تشكيل الحكومة، من خلال إيعاز الراعي الإقليمي لبعض الجهات الداخلية برفع سقف مطالبها لقبول المشاركة في الحكومة المرتقبة، وذلك بقصد شلّ يد العهد، إضافة الى الضغوط المالية والاقتصادية على لبنان، بعد تقدّم فريق المقاومة وحلفائه في الانتخابات التشريعية الأخيرة، في انتظار ما ستؤول إليه الضغوط الأميركية على إيران.
والأخطر من ذلك، أن تصل الأمور الى حدّ إثارة الفوضى في الشارع اللبناني، إلى أن تقترب من تنفيذ أعمالٍ أمنية، لإرباك هذا الفريق في الداخل اللبناني، لأنه معلوم أن الخطر الداخلي أشدّ تأثيراً من أي مواجهة خارجية، بحسب ما تحذر مصادر سياسية قريبة من الفريق المذكور.
وتكشف المصادر وجود اتصالات مع ضباط متقاعدين مناهضين لحزب الله، من أجل تنظيم حالة أمنية معينة، لمواكبة التطورات المرتقبة، خصوصاً إذا بلغ التصعيد ضدّ محور المقاومة حدّ الفوضى في لبنان، وبعد رفض أبرز القوى الإسلامية إعادة تجربة قادة المحاور والتي حصلت عند اندلاع جولات الاشتباك السابقة بين جبل محسن وباب التبانة، وقد تحمّلوا وحدهم وزرها وإقتيدوا إلى السجون، فيما تم توزير اللواء أشرف ريفي، وبقي راعي غالبية المجموعات المسلحة المسؤول الأمني في تيار المستقبل العقيد المتقاعد عميد حمود حرّاً طليقاً.
وتؤكد مراجع معنية صحة هذه الإتصالات، ولكن تضعها في خانة محاولة فريق المستقبل إستعادة ما خسره في الشارع السني في الإنتخابات النيابية الأخيرة، بالتالي السعي الى الإمساك به، من خلال التقارب مع ضباطين سابقين ومسؤولين أمنيين كان لديهم شبكات تعمل لمصلحتهم على الأرض، تختم المراجع.
موقع: tayyar.org