– القديس بيو: بدون القربان لا يمكن للعالم أن يبقى ويستمّر…
– الخوري آرس: أزمنة الإزدهار والإنحطاط في تاريخ الكنيسة مُرتبطة بطريقة إعطاء المناولة المقدّسة
* ♰ *
تعمل الماسونيّة -عبر مراحل- إلى إلغاء الإحتفال بالقداس الإلهيّ، وقد جاء فيروس الكورونا، (والذي على ما يبدو هو انتاج أميركي-ماسوني يدعم مخطّطاتها) وما يرافقه من بثّ روح الخوف والرعب عند النّاس… ليُحقّق وبدرجة كبيرة أكبر مُخطّطات الشّيطان ضدّ القداس وتجمّعات الصلاة، والحضور الحقيقيّ للرّب يسوع في القربان الأقدس.
ففي إيطاليا أجبر الأساقفة جميع الأبرشيّات والمزارات والكنائس على الإقفال على مدار الأسبوع وعدم استقبال الزّوار، وبالإمتناع عن القداس الإلهيّ اليوميّ، وإلغاء المياه المقدّسة من الكنائس، وإجبار الكهنة على إعطاء القربان باليد يوم الأحد (الأحد فقط تُقام الذبيحة الإلهيّة)؛
فعلى سبيل المثال أٌغلِق مزار لورد في فرنسا، ومُنِع النّاس من النزّول في المياه المقدّسة الشّافية التي أعطتها العذراء مريم…!
إنّ ما يشهده العالم كلّه من تسارع أحداث وبلبلة وفوضى وقلّة إيمان وجحود، هو بدء الحرب الأخيرة والأقوى ضدّ الكنيسة، وهو مصغّر عن حكم المسيح الدجّال والجحود الكبير المُقبِلَين.
عوض أن يكون القدّاس هو رجاءنا وينبوع مراحم العليّ والتعويض عن خطايا البشريّة والتماس نهاية الأوبئة، صار القداس وتجمّعات المؤمنين مصدر رُعبٍ لانتقال المرض، وجسد الرّب يسوع المسيح الطاهر القدّوس، الذي يُعْطَى لشفاء النّفس والجسد، هو من يُنقل العدوى، ويُنقِلُه بالفم فقط لا باليد !!
إن كان الله غير قادرٍ عن الشّفاء، فمن أين يتوقّع البشر أن يحصلوا عليه ؟
إليكم بحثًا تاريخيًّا علميًا لاهوتيًا روحيًا، مُختصرًا وشاملاً عن التدنيسات المتنوّعة للقربان
الكتاب المقدّس، بابوات، قديسين، تعاليم الكنيسة، ظهورات سماويّة مثبّتة .. تظهر لنا الحقيقة الواحدة الّلامتغايرة…
مقدّمة
المناولة المقدّسة على اللّسان سجوداً بالمقارنة مع المناولة المقدسة باليد وقوفاً.
– البابا يوحنا بولس الثاني :
- “لكنّي أقول بأنّه لا يمكنني أن أحبّذ المناولة باليد ولا أستطيع أيضاً أن أشجّع على مُمارستها“
- “يتمتّع الكاهن ، كخادم للقربان المقدّس ولسائر أشكال الأمور المقدّسة بالمسؤولية الأولى لأنّها كاملة بالنّسبة إليه”
+ عزيزي المؤمن الكاثوليكيَ
لاَ عبارة عن محاولة متواضعة لتسليط بصيصٍ من النور حول موضوعٍ دقيقٍ جدّاً وضبابيٍ ومُربك ومؤلم أيضاً للكثيرين. إنّ المعلومات الجيَّدة والبسيطة والصحيحة هي إمّا غير موجودة، أو لنكونْ دقيقين أكثر، مخفيَّة قصداً عن أكثريٌة المؤمنين الكاثوليكّيين الصالِحين من قِبَل الأخصام صاحبي النفوذ القويٌ حول هذا الموضوع المُعلَن. ففي عالمنا الذي تحكمه التكنولوجيّا المفرطة، المشبعة بالمعلومات الخاطئة يصبح صعباً جدّاً أن يصل المرء إلى حقيقة وجوهر المواضيع المهمّة. إن ما يلي هو إحدى هذه الحالات التي تدور حول المناولة المقدَسة، هذا الموضوع (القربان) الذي بدونه لا يمكن للعالم – بحسب القديس الأب بيَو – أن يبقى ويستمّر.
ما يلي هو إذاً جزءٌ من بحر المعلومات المُتيَسرة في تاريخ الكَثلكة والصّوفيّة. وهذا ما يبدو مفاجئاً إذ إنّ القليلين من المؤمنين الكاثوليكييّن اليوم، عِلمانّيين كانوا أم مُكرّسين، هم مُطّلعون عليه حقاً.
يحدّد هذا الملحق، بكلّ بساطة، ما في نظر الملايين وبنظر الكنيسة الكاثوليكيّة المقدَّسة أُمّنا وفي ظلّ إرشادات الأمّ مريم العذراء وكذلك تمنّيات الأساقفة والكهنة والعلمانيّين حول موضوع إعطاء وقبول المناولة المقدّسة . نطلب إلى مريم العذراء ان تتشفّع فينا ومن خلال هذه الصفحات تخاطب القلوب الكثيرة لكي يحمل لهم هذا الاهتمام الصغير ثماراً صالحة.
إنّ هذا الملحق، قبل كلّ شيء، هو دعوة للصلاة، لصلاة مُتواصلة وعميقة حول هذا الموضوع المقدّس. وهو يظهر خمس حالات تكلَم فيها الشيطان من خلال اشخاص ممسوسين، على المناولة المقدَسة باليد.
– القديس أمبروسيوس (معلّم الكنيسة الكبير) :
“إن من يحتفل بسّر القربان المقدّس مُخالفاً لما قام به يسوع المسيح هو غير جديرٌ به”
– الكتاب المقدّس :
† وسقط ابراهيم على وجهه (التكوين 17 :3)
† ورمى الإسرائيليّون أنفسهم على الأرض أمام خيامهم (الخروج 10 :33)
† على كلّ الرِكَبِ أن تنحني في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض عند سماع اسم يسوع (فيليبيّ 10 :2)
† سجدوا وعبدوه (الطفل الإلهيّ ، متى 11 :2)
† وكلّ رِكبة ستنحني أمامي ( اشعيا 23 :45﴾
† وسجد الأربعة والعشرون شيخاً وعبدوه ( الرؤيا 13 :5﴾
† وحسب لوقا (22 :19﴾ بالمبدأ تأخذ الأيدي المكرّسة فقط وتعطي للشعب. ويبقى العلمانييون بلا حراك .
† لقد أعطى المسيح القطعة المغمّسة ليهوذا ( يوحنا 13 :26﴾ والطعام القربانيّ للرسل (لوقا 22 :19﴾ (ولم يأخذوهم) وعدد كبير من المراجع الأخرى…
† لم يكن هناك في أيّام يسوع في حضارة السامرييّن ايّ دليل على أن يعطي الناس الطعامَ على اليد. أمّا إذا أرادَ المضُيف أن يشّرف أحد ضيوفه بطريقة ممّيزة فكان يضع قطعة مِن الطعام على لسان الضيف. واحتراماً لهذه العادة اليهوديّة أُعطيت المناولة على اللّسان. ويؤكد هذا البرهان التاريخيّ الخلاصة الكتابيّة على المسيح أخذ عادة بسيطة وأساسيّة وجعل منها مبدأً إلهيّاً.
– الكنيسة الأولى
ذكّر قداسة البابا سيكستوس ألاول (117۔126﴾ المسيحييّن بالقوانين الرسوليّة وأعلن أن الكهنة فقط كخدّام الدين باستطاعتهم لَمس الأسرار المقدّسة.
وقال أوريجانوس دكتور في الكنيسة (†)(250) : ” إحذروا بكل تأنٍّ واحترامٍ بألاّ يقع ولو أصغر جزء من القربان المقدّس على الأرض. إنكم تعترفون، وهذا صحيح، بأنّ وقوع جزء على ألارض بسبب الإهمال هو خطيئةٌ مميتة ! “.
وقال قداسة البابا أوطيخا (275۔283﴾ : ” لا يسمح لأيّ إمرأة بأن تقترب مِن المذبح ولا من كأس القربان” .
وكانت بعض أسباب ظهور المناولة باليد في أوائل الكنيسة كما يلي :
❶ الهرطقات :
لقد تسرّبت في القرنين الثاني والثالث تيّارات فلسفيّة ولاهوتيّة تنكر ألوهيّة المسيح وتشكّك الجماعة المسيحيّة. وكان كُتّاب الكنيسة المؤمنون ما زالوا في ذلك الوقت يُعانون مِن بعض المشاكل اللّاهوتيّة بشرحهم لسرّ الثالوث الأقدس وبالأخصّ، أنّه حصلت، علاوةً على ذلك، حذوفات خطيرة.
❷ شروط عمليّة :
أدّى عدم توحيد طريقة توزيع القربان المقدّس إلى خطر سقوط بعض الأجزاء من القربان المقدّس على الأرض آنذاك جعلت أيضاً وضعه في الفم أكثر صعوبةً.
❸ الاضطهادات الدمويّة :
في هذه الحالة حدث سوء إستعمال المناولات في البيوت وبالأخصّ للمرضى لأن العلمانيّين أنفسهم كانوا يحملون القربان المقدّس إليهم.
❹ الإنحلال الدينيّ :
عاشت الكنيسة بعد سنة 313 مسيحيّة فترة سلام. وتزايد بسرعة عدد المؤمنين الذين بالرغم من أنهم تعمّدوا بقي العديد منهم يمارسون عاداتهم الوثنّية القديمة.
❺ فقدان الإيمان :
وبالرغم من طرد الجماعة “الأريانيّة” من الكنيسة (وهم الذين ينكرون ألوهيّة المسيح) في مجمع نيقيا سنة 325 بعد المسيح فإنّ مُعتقداتهم توغّلت في كل الكنيسة.
واضطهد الامبراطور قسطنطين الثاني (337־361﴾ كلّ الاساقفة المؤمنين وجعل (الأريان) يحتلّون العديد من مراكز الأبرشيات الأسقفيّة. وكانت الكنيسة الكاثوليكيّة في البدء تحت خطر الزوال بسبب إنخفاض عدد المؤمنين. وقد قاوم عددٌ قليلٌ من الأساقفة وبينهم القديس أثناثيوس المنفيّ، هذه الهرطقات.
وليس هناك أيّ دليل على أن واحداً مِن الباباوات سمح في وقت من الأوقات بتوزيع القربان المقدّس على المؤمنين العلمانييّن باليد.
وعندما فشل (الأريانيون) وحُدّد خبز القربان وكذلك عندما أُبلغ عن العديد من المُخالفات المريبة لسوء استعمال القربان المقدّس والمناولة، عادت المناولة لتُعطى فقط على اللّسان. ولقد رُفِضت المناولة باليد من قِبَلِ الكنيسة في الجِيلين الخامس والسادس. وفي بعض أنحاء فرنسا تطلّب ذلك وقتاً اطول حتى حدوث مجامع مدينة روين ” Rouen ” (سنة 650 و 878 بعد المسيح) وكذلك في إسبانيا حاربت بشدّة الكاسيين ” Casians ” المناولة على اللسان إلى أن ثبّتها سينودس كوردو “Cordoux ” (سنة 839 بعد المسيح) .
– مجمع ترنت (TRENT (1545-1563 أي التريدانتيين :
لقد مُنحت السلطة للرسل ولخُلفائهم في الكهنوت ليقدّسوا الجسد والدّم ويناولوه، وعلى العلمانييّن أن يبقوا خاضعين لهذا الأمر.
– القدّيسون
+ القدّيس أغسطينوس (†) 430:” فلا يحقّ لأحد تناول القربان إذ لم يعبده أوّلاً… ، إنّنا نخطئ إذ لم نعبده”
+ القديّس فرنسيس الأسيزي (†) 1226 :”وعندما يقدّم الكاهن القربان المقدّس على المذبح ويُحمَل إلى مكانٍ ما، فَ على كلّ الشعب أن يجثوا على ركبهم ويُظهروا للرّب الحيّ والحقيقيّ المَديح والمجد والتقوى.”
+ القديّس توما الأكويني (†)1274: ” لقد شدّد على أنّ القدّوس لا يمكن لأحد أن يلمسه غير الأيادي المُكرّسة إلاّ في حالات طارئة “
+ يسوع للقدّيسة بريجيت من السويد (†) 1373: ” أنظري ، يا ابنتي، لقد تركت بعدي خمس هدايا لكهنتي … والخامسة هي الإمتياز ليلمسوا بأيديهم جسدي الكُليّ القداسة “
+ القدّيسة كاترينا السيانيّة (†) 1380: ” لقد أعطاها يسوع بذاته القربان المقدّس بِفمها “
+ الشهيد القدّيس الكاردينال جان فيشر (†) 1535: ”كانت أزمنة الإزدهار والإنحطاط في تاريخ الكنيسة دائماً مُرتبطة بطريقة إعطاء المناولة المقدّسة“
+ القدّيس يوحنا ماري فينايّ (خوري آرس) (†) 1859: ” تَركَتْ قربانة مقدّسة أصابعه وطارت إلى فم أحد أفراد المناولة الأولى. وكان هناك مشكِّكٌ، شاهد ذلك، فتاب وبعد ذلك صار كاهناً !
– عجائب القربان المقدّس
+ لانشانو، ايطاليا 750 ” Lanciano ” لقد أكّد العلماء بأن المادة المحفوظة في كنيسة لانشانو هي مِن لحم ودمّ حقيقيَّين وكلاهما من ذات فئة الدمّ واللّحم الموجود في عضلات قلبٍ حيٍّ !
+ الاخت كريسثينسيا هوسّ (†) حاملة سِمات المسيح : طار القربان المقدّس من بيت القربان على طول الكنيسة وحطّ في فمها.
+ الأخت ماريّا كولومبا شون (†) 1744 ” Sr Maria Columba Schon ” حاملة سِمات المسيح : طار القربان المقدّس من بيت القربان على طول الكنيسة ونزل في فمها.
+ تريز نيومان (†) 1962 حاملة سمات المسيح : طار القربان المقدّس من بيت القربان على طول الكنيسة ونزل في فمها. وأيضاً عندما أعماها الدّم الذي تفجّر مِن عينيها وهي تتعذّب بآلام المسيح شعرت بأن شخصاً علمانّياً دخل غرفتها بلباس كاهن فصرخت عالياً وطردته مِن غرفتها (لأنه كان مسموحاً فقط للكهنة أن يتواجدوا هناك).
+ الأب جوزف ماري جاك (†) 1974 عن الطوباويّة مارت روبين (†) 1981 ” Marthe Robin ” حاملة سِمات المسيح : عندما بدأتُ أقرّب القربان صوب فم مارتا لم أستطع. لقد طار القربان نفسه إلى فم مارتا وحطّ على لسانها. وكذلك قالت سيّدتنا مريم العذراء لمارثا على أنّها ستهزم الماسونيّة في فرنسا . (تذكّري ذلك في قراءاتك)
▪ هناك عجائب أخرى عن القربان المقدّس تُفيد بأنّ حتى بعض الحيوانات كانت تسجد أمام القربان المقدّس. فكيف يُعبَّر اليوم عن تحجّر تلك القلوب البشريّة تجاه القربان المقدّس؟
مثلًا: الحمار يسجد للقربان المقدّس مع القديس أنطونيوس البدواني بعد أن تحدّاه الملك السّاخر، فآمن هذا الأخير وارتدّ.
▪ علاوة على ذلك فليس هناك أعجوبة واحدة حدثت عن القربان المقدّس بأيدي المتناولين. فهل هناك من سبب ما ؟
– البابوات
+ البابا الطوباوي لاوون الثالث عشر (†) 1903: عندما يُناقض العقل الحياة الأبديّة وسلطة الله، مسموحٌ للشعب آنذاك بالعصيان مِن أجل إطاعة الله.
+ البابا القديّس بيوس العاشر (†) 1914: عندما يتقدّم المؤمن مِن المناولة المقدّسة عليه أن يكون ساجداً.
+ البابا بولس السادس القديس (†) 1978 : بدأت المناولة باليد في هولندا سنة 1965/66 عندما تساءل بعض العلمانييّن إذا كان يسوع حقيقة موجوداً في القربان المقدّس. وهذا يوازي بحدّ ذاته نكران ألوهيّة المسيح .
لقد دحض البابا بولس السادس في المنشور (الإيمان بالأسرار) ما سُميّ (بالمناولة باليد) على أنّها إعتقاد خاطىء قد نُشر.
فبالتالي طلب مِن الأساقفة الهولندييّن بأن يكتبوا لجميع كهنتهم ويعطوهم الأوامر ليعودوا إلى إعطاء المناولة المقدّسة على الطريقة التقليديّة أي بالفم. ولكن لم يعمل الأساقفة الهولنديّيون بهذه الإرشادات وظلّوا كهنتهم من دون رقابةٍ أو عقابٍ.
ملاحظة: بالرغم من أننا نعرف أنّه يمكن إصلاح كلّ شيء ما عدا جهنّم، فاليوم بعد ثلاثين سنة تحت راية الحرّية الشخصيّة أصبحت هولندا ورماً خبيثاً روحيّاً وأخلاقياً لا علاج له. فهناك 9٪ من كلّ حالات الموت مصدرها تفعيل مبدأ القتل الرحيم.
وفي 1969 إرتفع عدد الأساقفة الذين تدافعوا بتطبيق إعطاء المناولة باليد بما فيهم ألمانيا وفرنسا وبلجيكا. وطلبوا من البابا بولس السادس إعطاء إذنٍ خاصٍّ بذلك. والمُدهش أنه بعد صراع شديد منح البابا بولس السادس في أواخر سنة 1969 في بعض مؤتمرات الأساقفة حيث اشتدّت المعارضة حول طريقة إعطاء القربان المقدّس إذناً خاصّاً للسماح بها. وكان هذا (الإذن الخاصّ) فقط لبعض المدن والجماعات وليس في كلّ الأبرشياّت وكذلك ليس ليُمارَس كَعادة . فولادتها اللّاشرعيّة وكذلك انتشارها في العديد مِن الدول هو غير قانونيّ، مضلِّل ومغالط وأخيراً خاطىء.
إنّ الإذن الذي أعطاه البابا بولس السادس إنتُزع منه بالقوّة ضمن شروط مُخادِعة، هل هناك مِن عجب عندما قال إن دخّان الشيطان قد دخل الكنيسة الكاثوليكيّة، ومن أجل إيقاف عادة العصيان المتزايدة توجّه سنة 1969 إلى الكنيسة بأجمعها فحذّر بجديّة من أخطار المناولة باليد ونصح من أجل خير الكنيسة ذاتها أن يلتزم الأساقفة والكهنة والعلمانيّون من جديد بطريقة المناولة المؤكدّة على اللسان.
ما زال إلزاميّاً اليوم هذا التحذير وما نتج عنه من نصائح !
في سنة 1975 عزّز البابا بولس السادس الخبراء والمستشارين اللّيتورجيّين حول هذا الموضوع وحدث أن البابا طرد رئيس الأساقفة هنيبعل بونيني “Bugnini Annibal”ـ مؤلِّف الإصلاح الليتورجيّ (تنظيم القدّاس الجديد) بعد فضح علاقته وصلته بالماسونيّة. وكان بونيني قد دافع بشراسة عن آراء الأقليّة، في الوقت ذاته قلّل من مفاهيم الأكثريّة الساحقة.
لقد نُصح البابا بأكاذيب وتحريفات شرسة وبالتالي لقد حصل الضرر وتأذّت الكثلكة كثيراً بهذه الخيانة. لهذا فبدلاً من أن تُقرأ الإصلاحات الليتورجيّة المُعتمَدة من فريق بروتستَنتي إقرأ وأنت مغمورٌ بالصلاة الكتاب المقدّس وكتابَيّ الحَبر الأعظم وبعدها إقرأ وطبّق رسائل أمّنا العذراء مريم من أنحاء العالم أقلّه من أمكنة العبادة التي اعترفت به الكنيسة.
قيل أنّه خلال بضع ساعات قبل موته وعندما أُحضرت له المناولة إلى غرفته نهض البابا بولس السادس من فراشه، رغم مرضه، سَجد ليستقبل يسوع في القربان المقدّس.
+ البابا يوحنّا بولس الأول (†) 1978 : في الليلة التي قتله فيها ماسونيّ بقطعة قماش، كان قد وضع في أحد أدراج مكتبه لائحة بأسماء ثلاثين كردينالاً وأسقفاً ينتمون إلى الماسونيّة والذين كان سيطردهم في اليوم التالي.
+ البابا يوحنا بولس الثاني القديس 2005 (†) : بعد إحدى عشر سنة من المناولة باليد قال: لقد أصبحت المناولة باليد في بلدان عديدة قاعدة. وفي الوقت ذاته تعالت أصوات تُعبِّر عن قلّة إحترام للقربان المقدّس. وهذا خطأ يحمله ليس فقط المُخالِفون إنّما رعاة الكنيسة.
هل نفهم الآن لماذا قالت سيّدتنا مريم العذراء إن الأب الأقدس يتألّم ؟
ففي ألمانيا سنة 1980 قال: إنّني أصرّح بأنّني لا أوافق ولا أنصح بالمناولة باليد. وكذلك فإنّ الكاهن هو خادم القربان المقدّس وكلّ المقدّسات وهذه هي مسؤوليّته الأولى. إنّ لمس المقدّسات هو من حق المُرتسِم أمّا العلمانيّون فيمكن السماح لهم في حالات إستثنائية وطارئة !
قد تقولون لأنفسكم الآن ولكنّي أنا بذاتي رأيت الحبر الأعظم يوزّع المناولة المقدّسة باليد. نعم هذا صحيح، ولكنّه فعلها فقط لأنّه في ذلك الوقت وجد نفسه في بلدٍ قرّر فيه مجلس الأساقفة أن يعصوا أوامره وأوامر مَن سبقه ففعل هذا من أجل ألاّ يسّبب إنقساماً بين الأساقفة ويعاديهم. ومن الطبيعيّ أنه عندما يعصي الأساقفة الإرشادات الرسوليّة فليس هناك من ذنب على العلمانّيين إذا كانت المعلومات التي حصلوا عليها أتت فقط من أسقفهم المحليّ.
وبينما كان الحبر الأعظم يزور فرنسا سنة 1980 رفض أن يعطي المناولة باليد لرئيس جمهوريّة فرنسا ذاته جيسكار ديستان وزوجته التي، قبل الإجتماع، كانت قد صرّحت وبوقاحة إنها ستتحدّى البابا بهذا الموضوع ! فلم يتراجع البابا وقد عُرض كلّ هذا على التلفزيون الفرنسيّ.
وبينما كان البابا في كرواتيا في أيلول 1994 خدم الكهنة في الهيكل كمساعدين له وليس الأولاد واستعملوا صواني كبيرة لإلتقاط أيّ نثرات كان مِن الممكن أن تقع خلال توزيع المناولة. وشاهد الكاتب مع الملايين الآخرين بعض المتناولين يحاولون مدّ أيديهم لأخذ القربان المقدّس ولكن بدون جدوى ممّا جعلهم يأخذون القربان على ألسنتهم من البابا وإِلاّ إصطُدموا بالصواني. وبهذا العمل لم يعطهم البابا أيّ خيار. ولم يستطيع شخص واحد أن يأخذ القربان باليد ذلك اليوم أقلّه ليس مِن الحبر الأعظم. أما في كراكوڨ في حزيران 1997 فلم يُعطِ الكهنة الذين احتفلوا مع البابا في القدّاس المناولة باليد.
– الكرادلة
+ الكردينال جوليوس دوبفنر (†) ” Julius Döpfner ” قال قبل وفاته بقليل:
لو أنّني عرفتُ أنّه بسبب المناولة باليد سيُمارَس هذا المقدار الكبير مِن قلّة الإحترام للقربان المقدّس لما كنت تكلّمت أبداً دفاعاً عنها … يذهب الناس اليوم إلى المناولة المقدّسة مثل ما كانوا يفعلون في الماضي عندما كانوا يأخذون الماء المبارك. لقد جاهدت لسنوات من أجل المناولة باليد والآن وقد شهدت النتائج فلست فاعلاً هذا مجدّداً أبداً. ولا أعرف كيف نُبطِل ما حصل. تخلصّوا من المناولة باليد !
+ الكردينال فرانخو سيبير (†) 1981 ” Franjo Šeper “ الرئيس السابق للمجمع مِن أجل نشر الإيمان
ليست مسألة المناولة باليد بنظري مشكلة الشكل… إنّما هي مسألة الإيمان وفي الحقيقة إنّها قرار ضمير الكاهن. فلا يُمكن لأحدٍ إذا سأل ضميره بأن يشعُر بالحاجة إلى المناولة باليد.
أرجوكم إسألوا نفوسكم، أعزّائي المؤمنين، متى وأين بدأتم المناولة باليد. إفعلوا هذا بصدقٍ وخذوا بعد ذلك الجواب بالصلاة. هل كان هناك سببٌ وجيهٌ أم بكل بساطة مُجامَلة كما تقوم به أجيالُنا اليوم لأنّ الجميع يفعلونه؟ هل أخذتم المعلومات الصحيحة والدقيقة آنذاك؟ أرجوكم أن تسمعوا لهذا الكردينال وتسألوا يسوع إذا كان على حقّ؟ أم كنتم ربّما، مِثل الكثيرين، قد جُرفتم مع الزمن ولم تأخذوا الفرصة لتسألوا يسوع ذاته عن ذلك.
+ الكردينال جوزف راتزينغر– البابا بنيدكتوس السادس عشر ” Joseph Ratzinger ” رئيس المجمع لنشر الإيمان:
علينا أن نحتوي من جديد أبعادَ القداسة في الليتورجيّا 1988. إن التورّط الواضح هو أنّ أبعاد القداسة قد خُسِرت كثيراً.
– متصوّفوا القرنين التاسع عشر والعشرين
+ الطوباوية كاثرينا إمّريخ (†) 1824 ” Katherina Emmerich ” حاملة سمات المسيح، لها شهرة كبرى بين المتصوّفين الألمان. شاهدت رؤيا يسوع في العشاء السريّ يوزّع الخبز في أفواه الرسل !
+ تريز نيومان (†) 1962 ” Therese Neumann ” حاملة سمات المسيح لقد عاشت لمدّة 35 سنة على القربان المقدّس فقط وقد شاهدت يسوع يوزّع الخبز في أفواه الرسل.
+ الأب بيّو (†) 1968 ” Padre Pio ” حامل سمات المسيح، كم مرّة…تُعطى لنا قبلة السلام هذه في القربان المقدّس! نعم يجب أن نحترق من الشوق لهذه القبلة مِن الفم الإلهي. ممّا يزيدنا له شكراً وعرفاناً للجميل.
+ ماريا سيمّا من سونّتاغ ، النمسا Austria ” Maria Simma of Sonntag ” هي نفس متأّلمة ورائية للأنفس المطهريّة باحتمال آلامها، إمّا روحيّاً وإمّا بالصلاة، قد خلّصت منذ الستينات بين الأربعين والخمسين كاهناً (بما فيهم أساقفة) أكثريّتهم كانوا في المطهر بسبب نشر ممارسة المُناولة باليد وغيرها مِن الممارسات.. تقول ماريّا سيمّا أن المناولة باليد هي مِن عمل الشيطان.
وهي تردّد غالباً ما قالته لها الأنفس المطهريّة وهو ما تعتبره أحد أسباب قلقها أنّ الكنيسة اليوم هي في أسوأ أزمة منذ بدايتها !!
+ الأخت أنَّا ألي من كينيا ” Sr Anna Ali of Kenya” حاملة سمات المسيح تتحدّث الأخت أنّا مع يسوع وتركّز رؤاها على عبادة القربان المقدّس. لقد قال لها يسوع بأن الماسونيّة إتّفقت عل إلغائه من القداّس الإلهيّ.
– وثائق الكنيسة
+ وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني
لا تعالج هذه الوثائق أو تتكلّم مطلقاً على هذا الموضوع والعجيب أنّ هناك ملايين الناس يرتكبون الخطأ ويربطون فيها موضوع المناولة باليد.
+ قانون إيمان شعب الله وفق البابا بولس السادس المناولة باحترام 1ـ2ـ3ـ4
التحضير للمناولة بالصوم وبالامتناع عن الطعام أقلّه ساعة (قبل المناولة ما عدا الدواء والماء) وكذلك اللّباس المحتشم والمهذّب. يجب على المؤمن أن يتقدّم مِن طاولة المناولة باحترام فائق مكتوف اليدين، والعَينين مُنخفضتين.
+ التعليم المسيحي في الكنيسة الكاثوليكيّة 1993:
كذلك لا يتحدّث أبداً التعليم المسيحيّ عن هذا الموضوع وعدم وجود أيّة معلومات في إرشادات سنة 1993 يستحّق بذاته الإهتمام.
+ الإرشادات الرسوليّة الأخيرة
في تشرين الأول 18 الى 22 ،1968 و 29 أيار 1969 وهي تحتوي :
بناء على وحدة الكنيسة ومسكونيّتها فإنّ طريقة إعطاء المناولة على اللّسان يجب أن نتقيّد بها ونحترمها ليس فقط لأنّها من عادات الكنيسة لمدى الأجيال ولكن بالأخصّ لأنّها علامة إحترام المؤمن لسّر القربان المقدّس. إنّ مُمارسة إعطاء المناولة للمؤمن على اللّسان لا تضّر بأي طريقة بكرامته الشخصيّة. لكن تؤكّد هذه الممارسة على أنّ القربان المقدّس يُعطى للمؤمن بكلّ وقارٍ وكرامةٍ ولياقة.
ثم لحق هذا الإرشاد تصويت كلّ أساقفة العالم وبالاكثريّة الساحقة ضدّ إعطاء المناولة باليد. بعد ذلك صدرت بعض المقتطفات تحدّد الشروط الصارمة لأي تساهل أو خروج عن هذا التقليد.
+ إذا كانت ممارسة إعطاء المناولة باليد قد انتشرت بدون إنضباط فإن الكرسي الرسوليّ، لكي يسهّل واجبات العمل الرعويّ التي أصبحت اليوم صعبة جدّاً، يبلّغ الإرشادات وعبء المسؤوليّة معاً للنظر بشروط خاصّة ومحدّدة لكل حالة شرط أن لا ينتج عن هذه الممارسة أيّ تقليل من الإحترام أو إعتقاد خاطىء أو إنتقاص من كرامة القربان المقدّس. إن هذه التعابير وغيرها مثل الممارسة المضّادة وفقط وفق الشروط تبدو لأوّل وهلة وكأن أفراد الكنيسة (بما فيهم البابا) وخصوصاً مع موافقة أعضاء الجمعيّة من أجل الليتورجيّا المقدسّة هم متحمسّون ويؤيّدون المناولة باليد؟ في الواقع كلّ هذا غير صحيح.
إن هذا المقطع وهذه الوثيقة تخترقان القلق الشديد على أن تخسر مناولة القربان قداستها بسبب طرق معالجتها من قبل الكهنة والمؤمنين. هذه هي الوثيقة الوحيدة حول المناولة باليد التي يمكن إيجادها ولكن هل هذا يغيّر بأيّة طريقة كيف حصل هذا في الكنيسة ولماذا أُجبر البعض على السماح بها؟ كلاّ .
لقد كان هناك خداع شديد الوضوح وتلاعب وتحريض من قبل الكردينال بونيني، ومن الأكيد أنه لم يفعل ذلك لوحده. كان ذلك تدميراً معتمداً للكنيسة.وهل يعطي هذا ثماراً جيّدة؟ كلا. لا يمكن ولن يحصل. لو وُجد شيء مماثل في حكومة أو في بيئة صناعية لكانت أُخذت كلّ التدابير اللازمة وأُصلح الخلل بأسرع وقت ممكن! هنا يجب أن يبدأ ضميرنا يتحرّك ويعمل للإصلاح بأسرع وقت ممكن.
+ كذلك رسالة البابا بولس الثاني لجميع الأساقفة والكهنة حول سرّ وقداسة القربان المقدّس 24 شباط 1980 ، ويحتوي هذا على:
كم هو بليغ وصريح طقس مباركة أياديّ الكهنة في طقسنا اللاتينيّ إذ يدلي بأن الروح القدس يمنح نعمة قدرته الضروريّة على أيدي الكهنة. إن لمس وتوزيع القربان المقدّس بالأيدي هو امتياز المكرّسين فقط.
(YSTERY & THE CULT OF THE HOLY EUCHA-RIST, by Pope John Paul II, The Pope´s Letter DOMINI-CAE CENAE) to All Bishops & Priests , February 24, 1980
+ من البابا يوحنا بولس الثاني أيضاً حول تكريم سرّ القربان المقدّس 3 نيسان 1980، وهذا يحتوي:
إن القربان المقدّس هو هبة من الله ويجب توزيعها على المؤمنين بواسطة الكهنة الكاثولكييّن الذين تكرّسوا خصيّصا لهذا العمل. أمّا العلمانيّون فليس مسموحٌ لهم بأن يناولوا القربان المقدّس ولا أن يلمسوا الكأس المقدّسة بأنفسهم.
INESTIMABLE GIFT (INAESTMABILE DONUM), On Some Norms Concerning the Gult of the Eucharistic Mystery by Pope John Paul II, The Holy Congregation for the Sacramets and Divie Worship, (Holy Thursday ) April 3,1980
ما هو واضح الآن قد حاول البابا، ولكن بلطف، بأن يبطل التساهل الذي ذُكر أعلاه من قبل أسلافه الذين أُجبر تحت ضغوط متواصلة ومعلومات كاذبة . لماذا نفعل هذا؟
هل نكشف الصراع السياسيّ داخل الڨاتيكان منذ 30 سنة مضت أم نعمل ما يريدنا الأب القدس أن نقوم به ؟
– شهادات أخرى
+ الأم تيريزا من كالكوتا (†) 1998 ” Mother Teresa of Calcutta
” تسمح راهبات المحبّة بالمناولة على اللّسان فقط وعندما سُئلن عن ذلك أجابة إحدى الراهبات المسؤولة : لقد طلبت منّا الأم تريزا هذا لأنها تريد من أخواتها أن يطعنَ البابا (1996).
وكذلك فقد روى أنّه بينما كانت مجموعة من الأساقفة تزور الأمّ تريزا في كالكوتا سألوها عمّا تكون في رأيها أسوأ أزمة شرّ تعاني منها الكنيسة اليوم فأجابت لدهشة الجميع :
’’إنها الطريقة العصريّة لقبول المناولة !!‘‘
+ الأم أنجيليكا ” Mother Angelica ” (EWTN TV)
” قليلون هم الأولاد الذين قابلتهم وقد تعلّموا أن يسوع موجود حقيقة في القربان المقدّس… إنّنا نجد القربان في كتب القدّاس ونجد قرباناً على المقاعد الخشبية مثبّت بالعلكة… رأيت فتاة عمرها سبع سنوات تتقدّم من المناولة وتعلق شيئاً مثل M&M (نوع من السكاكر). رأيت اشخاصاً يضعونه في أكمامهم أو في جيوبهم ويتركونه على المقعد الخشبيّ ” !
+ الأستاذ كلاوس غامبر (†) 1978 ” Klaus Gamber ” (خبير ليتورجي)
“إن المناولة باليد هي مجابهة شديدة لطريقة التعامل مع القربان المقدّس المبنيّة على الخِشية والإحترام “.
▪ إذا سلّمنا بأن السجود ليس بالضروريّ خارج العبادة في القدّاس الإلهيّ يبقى التعبير الأكثر قداسة لمن ، بالفعل، ما زال يبحث عن الله. فمن المؤكد أنّ الله سوف يسكب عليه نعمه بغزارة. إن هذه الملاحظة، يا أخي الكاثوليكيّ، هي تأكيد مأساوي للقول المأثور: إن المهتدين الجدد غالباً ما يكونون كاثوليكيّين أكثر من الذين ولدوا كاثوليكاً.
+ شابلن شالينغر ” Chaplain Schallinger ” و 242 كهنة آخرون في رسالة إلى البابا يوحنا بولس الثاني سنة 1979: ” لايمكننا أن نعطي المناولة باليد لأنها مسألة تتعلّق بالضمير “.
+ أخوية كهنة القدّيس بطرس ” Fratrenitz of St Peter ” أسسها البابا يوحنا بولس الثاني 1988 لا يوزّع هؤلاء الكهنة المناولة باليد.
• ألسنا نحن المسؤولين بأن ننقل إلى أولادنا وأحفادنا الإحترام الحقيقيّ لأقدس المقدّسات؟ هناك فرق شاسع عندما يرى الأولاد أجدادهم الذين يحبونّهم حتى العبادة، يركعون بكل تواضع أمام القربان المقدّس أو بينما يشاهدونهم يتقبّلون (شيئاً باليد) وهم واقفون. إنّنا مسؤولون عَن أولادنا !
(دعوا الأطفال يأتون إليّ ولا تمنعوهم)
ألسنا أيضًا مسؤولين عن التبشير بالانجيل ونشر محبّة الله وكلمته للذين ما زالوا يحتاجون لاختبارهما؟ وما هي أفضل وسيلة لتحقيق هذا غير إعطائنا المثل الصالح بوقوفنا بكلّ احترام وحبّ وخشوع مباشرة أمام الله، الله القربان المقدّس؟
يعلّم علم النفس البشريّ بأن أيّ شيء يلمسه العديد من الناس يصبح مدنّساً. في العهد القديم أمر الله بمنع العلمانيّين بلمس كلّ ما هو مقدّس. فقط أولئك المدعوون لخدمة المقدّسات مَعفيّون والأمثلة عديدة ومنها: جبل سيناء، لوحات الوصايا العشر، تكريس الهيكل وغيرها.
إذا كان يُمنع على الناس لمس اللوحات الفنيّة في المتاحف. (حاول أن تلمس موناليزا” Mona Lisa ” أو هوب دايموند ” Hope Diamond ” أو وثيقة بيان الإستقلال بدون إذن خاص…) وإذا كانت جيوش الحرّس لا تسمح للشعب بلمس رؤسائها (حاول أن تلمس أوباما، أو ميركل أو هولاند أو بوتين بدون إذن مسبق).
• لماذا يعتقد بعض الناس أن باستطاعتهم لمس القربان المقدّس، جسد يسوع إلهنا ومخلّصنا بدون الإذن والامتياز اللذين تمنحهما الكنيسة بواسطة الروح القدس؟ إن الكنوز التي ذكرناها أعلاه هي بالية ومزيّفة لكن يسوع هو الحقيقة. أمّا بخصوص رؤساء الدول فلا داعي لأيّ تعليق.
- عندما يلمس الجمهور القربان المقدّس يُنزل بدون وعي إلى مستوى أيّ شيء أو غرض مبارك. وهكذا فالإنزال اللاواعي للقربان المقدّس يسبّب خطراً مبطناً عل المؤمن الذي يقوم بعمل لا يسمح به إيماننا الحقيقيّ. من جهة أخرى فإن النفسيّة البشريّة تقدّر الّلمس بالشفاء كعمل نظيف ومقدّس (كالقبلة مثلاً) عندما تطلب جدّتك أو ضيف عزيز شيئاً من على الطرف الآخر من طاولة الطعام في حالة غير عمليّة تأخذه بيدك بدل الصحن لأن الحالة غير عمليّة.
- ولكن تذكّر ما تقول : “المعذرة على يدي”. فهل انت ضيف مشرّف على طاولة يسوع ؟
لقد برهن الطبّ أن اللّعاب في الفم يحتوي على مكونّات مضادّة للجراثيم وتفرز الغدد بين ليتر أو ليترين مِن اللعاب ليغسل ويطهّر الفم خلال نهار واحد. أما اليد كعضو خارجيّ، فهي دوماً حاملة للأوساخ والأمراض بسبب إحتكاكها بإقفال الأبواب والأوراق النّقديّة والمُصافحة إلخ… - لهذا تنبع الخطيئة مِن قلوبنا، من عقولنا وإرادتنا وهي بالنهاية السّبب لذهابنا إلى قلب يسوع الأقدس لكي نحضر ونتناول من على طاولته المقدّسة القربان المقدّس لنشفي قلوبنا وعقولنا وإرادتنا وليس أيدينا.
- لقد أثار البعض قلقاً حول أمراض هذا الزمن “AIDS ” السيدا وغيرها واحتمال تفشّي عدوى هذا المرض بالمناولة على اللّسان. فجواباً على هذا يستطيع أيّ طبيب أن يؤكّد بأنه لكي يصبح خطر عدوى السيدا ممكناً في هذه الحالة يجب أن يكون هناك جرح مفتوح ينزف في الفم. وفي 99٪ من حالات المناولة على اللسان لا يحصل أيّ احتكاك. إذا كان هذا الخوف مبرّراُ فيجب مَنع كلّ أنواع الاحتكاكات الجسديّة. فحتّى الآن كلّ أنواع البحث عن كاهن إلتقط هذا المرض من إعطاء القربان المقدّس بالفم باءت بالفشل وبدون جدوى وثمار.
- بالرغم من صعوبة الوصول إلى مصادر ضروريّة فإنّ لوحات الفنّانين الأوائل تُظهِر يسوع يأخذ الخبز ويُغَمِّسه في الخمر ثم يضعه في فم رسله كما كانت العادة. وبعكس الفنّ المعاصر فإن الفنّانين القُدامى كان لهم مدارس وتلامذة وكانوا يتوخّون الدقّة الكاملة في كلّ موضوع عالجوه. فالدقّة في تلك اللّوحات يمكن التأكد منها في التعليم المسيحيّ المُعاصر ضمن الأسرار السبعة.
فالمتاحف حول العالم التي تحتفظ بلوحات الفنّانين القُدامى تُظهِر باستمرار هذا المشهد. وهذا الموضوع بحدّ ذاته يتطلّب مناقشة خاصّة وربّما بحثاً علميّاُ أو كتاباً مع العديد من اللوحات المقدّسة. (راجع TIEPOLO,TINTORETTO etc… )
– الحركة المعادية للمسيح
في الجيل التاسع عشر، يمكننا أن نقتبس من ستانيسلاس دي غوايتا ” Stanilass de Guaita ” الذي كان كاهناً مطروداً ومشعوذاُ وشيطانياً ومثالاً لكل أعضاء الماسونيّة ما قاله: “عندما ننجح بجعل الكاثوليك يأخذون المناولة باليد نكون قد حقّقنا أهدافنا “.
ويمكن إقتباس التالي من مخطّط ماسونيّ وُضِعَ في سنة 1925 :
كيف نستطيع أن نسلب المؤمن الكاثوليكيّ من عقيدته بالحضور الحقيقيّ؟… يجب أوّلاً أن نجعل الناس المؤمنين في كلّ مكان يقبلون المناولة وقوفاً ثم أخذ القربان بأيديهم. بهذة الطريقة العصريّة، نعدّهم لينظروا الى القربان المقدّس كرمز للأخوّة فقط من ضمن وجبة طعام عامّة وبالتالي يضمحلّون .
وباستطاعتنا أن نقتبس ما يلي من لائحة إرشادات وضِعَت سنة 1926 لمعلّم ماسونيّ أميريكيّ. فمن أصل 34 إقتراحاً مناهضاً للكثلكة نذكر هذا:
إمنعوا المتناولين عن السجود لتناول القربان. قولوا للراهبات لتمنع الأولاد من ضمّ الأيدي باحترام من وإلى المناولة.
وعندما تكون اليوم إيرلندا وبولندا وكرواتيا مستهدفة من قِبَل الماسونيّة لنشر ممارسة المناولة باليد حتى ترسخ في عمق كنائس هذه البلدان الثلاثة الصامدة في أوروبا. فحذارِ إذاً من بلدان أوروبا الشرقيّة !
• نوقشت حادثة أنّيليز ميشيل ” Anneliese Michel ” في الصحافة العالميّة في أواخر السبعينات. فالدراسة الأكثر تفصيلاً عن حالتها قام بها العالم الآنتروبولوجي الأميريكي الدكتور فيليسيتاس غودمان “Felicitas Goodman” وهو غير كاثوليكيّ. كانت الشياطين تحت إمرة الكهنة الحاضرين وكذلك السيّدة العذراء نفسها. فقالوا مجدداً :
“لا يجب أن يوضع (الشيء) {القربان المقدّس} في الأيدي،… لا يجب السماح للعلمانييّن بإعطائه. وعند توزيع (ذلك الشيء) على المرء أن يركع.. وبأمر من ذاك هناك (مريم) يجب إلغاء المناولة باليد لأنها من عملي أنا…” إنه عملي قال الشيطان.
وقد تقدّمت الحكومة بدعوة ضدّ عائلة أنّيليز وضدّ الكهنة والأساقفة الذين حضروا الصلاة لطرد الشيطان وعندما أُستخرجت رفات الفتاة من القبر وُجِدت غير فاسدة.
- يُخبر الإعلام الغربيّ اليوم عن وباء من الممارسات الشيطانيّة حتى ان شرطة نيويورك أتت مؤخراً الى الكنيسة الكاثوليكيّة لتستعين بنصائحها حول كيفيّة التعامل معها. والممارسة الأدنى هي ما يعرف (بالقدّاس الأسود) حيث يُقدَّم القربان المقدّس كلّ مرّة ليدنَّس ويُنتهك. أوليسَ في هذه الحالة من السهل جدّاً الحصول على القربان المقدّس، بسبب إهمال البعض؟ هناك شخص ما في صفوفنا هو مسؤول عن كلّ مرة يحصل هذا..
- ” إن قلبي الطاهر سينتصر ” – ظهورات فاطيما
الأخت لوسيا (†) جاسينتا (†) وفرانشيسكو (†)
في العام 1917 تناول هؤلاء الثلاثة القربان المقدّس من يد الملاك: أمسك الملاك الكأس بيد وفوقها القربان يقطر الدمّ منه في الكأس. ثم وضع القربان في فم لوسيا وأعطى ما في الكأس إلى فرانشيسكو وجاسينتا.
قالت لوسيا: حرّكَتنا قدرة خارقة الطبيعة فقلّدنا ما عمله الملاك أي ركعنا كلّنا مثله. (مثله) ليس مسموحاً لنا نحن البشر أن نفعل شيئاً لا تفعله الملائكة بحضور يسوع. هذا إذا كنّا نودّ أن نتكلّم على الملائكة أنفسهم، ملائكة الله!
ظهورات أمستردام 1995- إيدا بيردمّان ” Ida Peerdeman “
في لوحة (سيّدة كلّ الشعوب) تقف العذراء ورجلاها فوق هولندا والمانيا. لقد حذّرت سيدتنا مريم العذراء من خطر كبير سيحدق بالكنيسة بسبب الهرطقات والعقائد الزائفة. وطلبت سيدّتنا بواسطة إيدا Ida أن تعلم روما بان هذا الخطأ سيأتي من هولندا.
ثُبِتَ الظهور من قبل أسقف هارليم “Haarlem” في أيار 1996 .
ظهورات أكيتا 1973- الأخت آغنس سَساغاوا ” Sr Agnes Sasagawa “
هي حاملة سمات المسيح ـ مُعترف بها من قِبل الكنيسة، بينما كانت كلّ أخواتها تتقبّل القربان المقدّس بأيديهنّ أجبرها الجرح في يدها اليسرى على إمساك قبضتها بسبب الألم الفظيع وبالتالي لم تستطيع إلاّ أن تتناول يسوع عل لسانها. وفي الوقت ذاته نزف الدّم من اليد اليمنى لتمثال العذراء الخشبيّ ومن الموضع ذاته. هل من الممكن أن تكون هذه الآلام تكفيراً عن سوء إستعمال أيادي العلمانيّين اليسرى ويد الكاهن اليمنى؟ نعم، هذا ممكن. فبعد ذلك راحت الأخت أغنيس وكلّ أخواتها يتناولن القربان المقدّس على ألسنتهنّ ولقد اعترفت الكنيسة بهذا الحدث.
ثمار المناولة باليد
كيف وصلت ممارسة المناولة باليد إلى إيطاليا؟
يقول الكهنة: هم السّواح الذين مارسوا الضغوطات على مؤتمر الأساقفة مُستعملين حججاً باطلة. لقد أتى السّواح من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وهم الذين طالبوا بالمناولة باليد وحتى لا تُعَكّر عطلتهم. وهكذا وبإختصار لقد انتصر السّواح بأموالهم على العبادة الحقيقيّة للقربان المقدّس ! علاوة على ما ذكرناه فإنّ المناولة باليد نشرت تحفظّات قاسية بين المؤمنين وبالأخصّ بين الشباب بما يخصّ الحضور الحقيقيّ ليسوع في المناولة المقدّسة.
ففي مناطق عديدة من الغرب أصبحت فكرة وممارسة (مصافحة السلام) هي الركيزة الأهم في القدّاس الإلهيّ. وفكرة (مصافحة السلام) هذه كانت فكرة من زمن بونيني وغيره وهي أيضاً أضعفت العبادة الحقيقيّة إذ جعلت العلمانييّن يقفون أمام القربان.
في الأيام الأولى للكنيسة كانت هناك (مصافحة السلام) ولكن كان يُعمَل بها قبل تكريس القربان وليس بعده مباشرة عندما يكون قد نزل يسوع بيننا وعندما يريد أن يدخل وحده قلوبنا !
لقد أنتجت المناولة باليد مدرسة فكريّة في الكنيسة الأميريكيّة نتيجة للتحرّر الفرديّ كما هي الحالة في غالبيّة الأمور في الغرب وذلك على المرء أن يقف خلال تقديس القربان! فلماذا لا نهلّل أيضاً ونصفّر ونضرب بأرجلنا الأرض أو نأتي بفريق فتيات المرح !؟ ولماذا لا ! لقد شوهد في بعض الكنائس الغربيّة الكاثوليكيّة من يشرب القهوة أو يجلب معه كلابه إلى الكنيسة!
وهذا ما ساهم بطريقة غير مباشرة إلى نقل بيت القربان المقدّس من قلب الكنائس إلى حائط جانبيّ ثم إلى غرفة مجاورة وبعدها إلى مبنى محايد حيث يستطيع القليلون إذا تمكنّوا من معرفة مكان وجود يسوع، هذا إذا أرادوا أن يعبدوه ! وإلى إزالة أيضاً كلّ المراكع من الكنائس الغربيّة. إنّ الشيطان هو مفترسٌ، ماكرٌ وكما يعرف كلّ من يصلّي، أنه عنيدٌ ومثابرٌ على تحطيمنا وتدميرنا خطوة تلو الخطوة . قد نظّم في أوروبا العلمانييّون أحياناً أنفسهم بمَجموعات، مَهمّاتها الوحيدة هي جمع العدد الأكبر من فُتات القربان المقدّس المتساقط بعد المناولة باليد. لم تكن تلك الحاجة من ذي قبل وما كان يعالج بصورة كاملة إبّان الممارسة التقليديّة لمناولة القربان بما فيه استعمال الصواني تقوم بها اليوم أنفس متعبّدة كالتي، والشكرلله، مازالت موجودة.
هل من عجب اليوم أنّ هناك العديد من الكنائس الغربيّة تبقى باردة وخالية من الصَّلوات حيث بدأت بمُجابهة يسوع ثم بإهماله، ثم بإستبداله، ثم بنقله، وأخيراً بتجاهله كليّاً؟!
ألم يُنفَّذ المخطط الماسونيّ سنة 1925 جيّداً ؟! جيّداً وبامتياز !
عزيزي المؤمن ! لقد حان الوقت لنعود الى عبادة القربان المقدّس الحقيقيّة. إقتفي أثار العذراء مريم التي كانت بنفسها تسجد كل مرّة أرادت تناول جسد ابنها الذي أخذه من جسدها الطاهر. (حسب المكرّمة ماريا داغريدا، كتاب: الحياة الإلهية للعذراء مريم ..) وأيضًا تلاميذ ورسل المسيح، وكلّ القديسين، إتبع تعاليم الكتاب المقدّس والكنيسة، اللّامتغايرة…
فلا خطيئة توازي خطيئة تدنيس القرابين !!
المصدر: قلب مريم المتألم الطاهر