عَ مدار الساعة


شبان بين 16 و 18 من العمر ينتحرون “قرفاً من الحياة”.. ؟ (تيهامر طُت – Thiamer Toth)

– لا يستطيع أحد التمرّد عليها بدون عقاب. إنها وصية الله التي تقول: لا تزن…
– رفاقه لم يتركوه يرتاح، وطبيعي من يعيش في الخطيئة يدفعه ضميره الشرير كي يجرجر في الأوحال من كان بعد بريئاً. تارةً يهزأون منه وطوراً يحمسّونه.. حتى استسلم أخيراً.

***

سمعت بشبان، بين 16 و 18 من العمر إنتحروا “قرفاً من الحياة”؟ قرفوا من الحياة بعمر السادسة عشرة! شاب بالكاد عرف شيئاً من الحياة، وينتظر منه أن يقوم الآن بالواجبات الملقاة على عاتق كل إنسان – قرف الحياة!

إنتحارات الكثير من الشبّان سببها الرئيسي هو إنحلال الأخلاق.

اليكم هذه الحادثة، 

شاب كان العضد الوحيد والمعيل الوحيد لأمه الأرملة المسكينة. كان شاباً رصيناً وشجاعاً وذا أخلاق. كانت رزانته تبعد عنه دعوات رفاقه الذين حاولوا مراراً جرّه إلى أوكار الرذيلة. وكان ترسه توجيهات مرشده الروحي وكلام الله الحي.

ولكن رفاقه لم يتركوه يرتاح، وطبيعي أنّ من يعيش في الخطيئة يدفعه ضميره الشرير كي يجرجر في الأوحال من كان بعد بريئاً. كانوا يلحّون عليه بالدعوة.. فتارةً يهزأون منه وطوراً يحمسّونه.. حتى استسلم أخيراً.

لم يدم ذلك طويلاً حيث طبع المرض المخيف وسمَه على نفس الشاب وجسده الذي كان من قبل يطفح بالحيوية. لقد ناء تحت وطأة هذا الحمل الثقيل فانتحر. وقد وجدوا قرب جثته هذه الورقة الموجهّة إلى أمّه المسكينة “سامحيني يا أمّي وصلّي لأجلي”.

لقد أشفق الناس على هذا الشاب المسكين. فهل تعلم أنّه هو كان سبب هلاكه: أراد أن يقطف الورود المحرّمة فالتفّ عليه لباب الجحيم بعناقٍ مميت. لقد تجاسر وتمرّد على شريعة الله التي وضعها في نفس الإنسان ولا يستطيع أحد التمرّد عليها بدون عقاب. إنها وصية الله التي تقول: لا تزن… 

نحن الآن في عمق اللجة ، مصير مشؤوم ونهاية مؤسفة…

ص: 95 – 96

***

مقدمة الـ 14 للطبعة المجرية

عن كتاب عفاف الفتوة ، تأليف المطران تيهامر طُت Thiamer Toth، ترجمة الأب نعمة الله العاقوري.

بعد 6 أسابيع من ظهور الكتاب أعيد طبعه مرة ثانية، ومرة ثالثة بعد شهرين. رواج منقطع النظير لكتاب عن التربية. وهو برهان قاطع على ميل الشباب لقراءة الكتب المفيدة.

الطبعة الأولى استقبلتها البلاد بهوس كبير. حرّض وزير التربية الوطنية على وضع الكتاب بين أيدي طلاب المدارس الثانوية. إتحاد الكشاف أوصى به ككتاب مطالعة للكشافة. لجنة المطالعة للشباب نصحت المكتبات المدرسية بشرائه. ترجم الى لغات أوروبية، كما أن مؤسسة العميان نشرت قسماً منه بأبجدية (Braille) للمكفوفين.

استلم المؤلف بفرح رسائل شكر من كافة انحاء البلاد لقراء شباب لا يعرفهم. أحدهم كتب: ليباركك الرب، على عدد حروف كتابك، لا بل على عدد الآهات التي ارتفعت من قلوب الشباب”.. وتأسف الشبان لعدم صدور الكتاب منذ صغرهم..

في هذه الأيام الت نشهد فيها عالماً مضعضعاً ومهدداً بالدمار في مختلف الميادين ، لا بدّ من نهضة وصحوة إجتماعيتين بواسطة إنضباط الأخلاق والحياة النظيفة المثلى…