يكتسب عيد الجيش هذا العام بعداً وطنياً كبيراً وقفزة نوعية في ممارسة الجيش لمهامه ليس فقط في الحفاظ على السلم الأهلي بل وفي الدفاع عن حدود الوطن ومنعته وكرامته. فمنذ الثامن من آذار من العام الماضي تاريخ تسلم العماد جوزف عون قيادة المؤسسة العسكرية بدأت مرحلة جديدة من تاريخ الجيش، سيما في ظل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القائد الأعلى للقوى المسلحة، ألذي أعطى المظلة السياسية للمؤسسة بالتعاون مع رئيسي المجلس والحكومة، فأصطف اللبنانيون كل اللبنانيين وراء جيشهم البطل وآزروه في كل المهام القتالية التي أنيطت به، وأصبح الأمر له فعلا لا قولا وبكل ما للكلمة من معنى.
معارك الشرف
وعاد الجيش للقيام بواجبه الوطني فمن عملية فجر الجرود ضد الإرهاب في آب ٢٠١٧ إلى آخر العمليات الإستباقية في تموز ٢٠١٨، خط بياني واحد وهو الدفاع عن لبنان ومحاربة كل أشكال الأخطار التي تتهدده وتهدد شعبه ومن أي جهة أتت، وبسط سلطة الدولة على كامل تراب الوطن، فعاد الجيش حامي الحمى.
الجيش يعيد هيبة الدولة
لم يتوانى الجيش من بذل التضحيات الجسام دفاعا عن الوطن، وأصبح أمن اللبنانيين وسلامتهم معمدين بدماء الشهداء، وعاد الوطن وعادت هيبة الدولة إليه، وقريبا سنشهد عودة كل المناطق اللبنانية إلى حضن الوطن، ولن تعود هنالك مناطق خارجة عن شرعية الدولة وعن شرعة القانون، فالأمن الممسوك يعني مساواة الجميع تحت سقف القانون، ويبقى الجيش هو الضامن الأساسي لذلك.
الجيش القوي يقلب المعادلات
في ما مضى كان يقال أن قوة لبنان هي في ضعفه، أما اليوم فلقد تغيرت هذه المقولة وأصبح لبنان قويا بقوة جيشه، سيما بعد أن أثبت الجيش قوته وجدارته باعتراف كل المراجع الدولية وحاز على تنويه القادة العسكريين من مختلف الدول الخارجية، وأصبحت المدارس العسكرية تتمثل بالاستراتيجيات القتالية التي اعتمدها الجيش اللبناني، وبالطريقة المثلى في استعمال المعدات الحديثة على قلتها، في محاربة الإرهاب ودحره والإنتصارعليه، وهذا ما عجزت عنه أكثر من دولة إقليمية تمتلك أضعاف أضعاف ما يمتلكه الجيش اللبناني من معدات حديثة وآليات عسكرية، وقد قيل يومها أن جيشنا الباسل كان يقاتل باللحم الحي.
عيد الجيش وتقليد السيوف
غدا سيقف الجميع في الملعب الأخضر، والدولة كل الدولة، والوطن كل الوطن سيحيي الجيش البطل، وفخامة رئيس البلاد سيقلد الضباط الجدد السيوف التي استحقوها بعد طول جهد وكد في الكلية الحربية ليلتحقوا بقوافل الأبطال، وبالمؤسسة التي ترفع أبدا شعار الشرف والتضحية والوفاء.
*كاتب سياسي