أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


سماح الحريري للضغط السعودي بعرقلة تشكيل الحكومة لا يدل الى استقلاليته-نسيم بو سمرا

الوحدة الوطنية حمت الحريري من مخالب ولي العهد والرئيس عون أخرجه من فم التنين السعودي

***

من غير المقبول في عهد الرئيس العماد ميشال عون ألاّ يتمتع المسؤولون اللبنانيون بالاستقلالية عن الخارج لممارسة مهامهم الدستورية، فرضوح الرئيس المكلف سعد الحريري للتدخلات الخارجية والسماح للضغوط من بعض الدول وعلى رأسها السعودية، بعرقلة تشكيل الحكومة، بسبب مطالبها للحريري بتمثيل القوات اللبنانية بأكثر ممّا أعطاها اللبنانيون في الانتخابات النيابية، كما بفرض جنبلاط زعيماً أوحداً على الدروز، إضافة الى عقدة أخرى وهي تمثيل المعارضة السنية في الحكومة والتي قد تكون أسبابها داخلية ايضا لحسابات خاصة لدى الحريري، أمر غير مقبول، ويدلّ الى ان السيادة الوطنية ما زالت مفقودة، ولا يؤشر الى استقلالية يحظى الحريري كرئيس مكلّف بكل دعم من الرئيس العماد ميشال عون ليمارسها.

فلبناء وطن وزيادة منعته أمام محاولات الهيمنة الخارجية على قراره، على المسؤولين التحلي بالشجاعة كما بالاستقلالية، ويحظى الحريري بشكل خاص بكل دعم من الرئيس العماد ميشال عون ليمارس استقلاليته من دون خوف أو وجل، فبالنتيجة ليست السعودية هي من تحمي الطائفة السنية في لبنان وليس الملك السعودي أو ولي العهد محمد بن سلمان من يجب أن يحتمي به الحريري للحفاظ على موقعه، فموقعه في المعادلة الداخلية لا يمكن لأحد ان يشكّك بها وتحوز على المشروعية الشعبية كما الطائفية في ظل نظامنا الطائفي، فضلا عن أن العهد برئاسة العماد ميشال عون هو عهد استرجاع السيادة وتحصين الاستقلال، كما ان تجربة الحريري مع السعودية منذ فترة ليست ببعيدة، أثبتت أن الضمانة لأي سياسي في لبنان هي الوحدة الوطنية وهذه الوحدة تجلّت بأبهى صورها في خلال محنة الحريري، فالذي حمى الحريري من مخالب ولي العهد السعودي، هي هذه الوحدة، والذي أعاد الحريري قويا الى الساحة السياسية هو الرئيس عون، الذي أخرج الحريري من فم التنين السعودي، ولولا هذ التدخل للرئيس عون الضاغط على المجتمع الدولي الذي بدوره مارس الضغط على بن سلمان للإفراج عن الحريري من معتقله في الرياض، لكانت تبدّلت الصورة كليا في لبنان.

فكما بات معلوماً ان المشروع السعودي الجهنمي الموضوع للبنان، كان استبدال الحريري الاصلي بحريري تايواني، هو بهاء الدين الحريري، وحينها لو نجح النظام الوهابي بمخططه هذا، لكان أي اعتراض على هذا الاجراء الملكي، دوليا كان او لبنانياً، أحبط بحجة ان استبدال سعد ببهاء، هو شأن داخلي سعودي، لا يحق لأحد التدخل به، ولكنا دخلنا في نفق مظلم آخر اختبره اللبنانيون في السابق حين قرّرت السعودية فرض اتفاق الطائف على لبنان، وتعيين رفيق الحريري الأب أميراً على “منطقة لبنان”.