وعد اله الشر“يهوه” لبني اسرائيل بحقّهم بفلسطين هو سبب إشعال الحروب حول العالم
***
تحرّرت المناضلة الفلسطينية عهد التميمي من أسرها الذي دام لثمانية اشهر رفضت فيه البطلة التميمي التعاون مع سجانيها المحتلين وذلك برفضها الاجابة على أي سؤال خلال التحقيقات التي أجريت معها، فاثبتت بحق أنها مقاومة شرسة للمحتل الغاصب، مع العلم ان حرية عهد التميمي تبقى نسبية في ظل سجن كل الشعب الفلسطيني في مناطق منفصلة بعضها عن بعض، وباقي فلسطين محتلة بالكامل ولذلك دعت في اول تصريح لها بعد خروجها الى الاستمرار بمقاومة المحتل حتى تحرير كامل فلسطين.
ولكن ما يحصل في فلسطين من قتل وتشريد واعتقالات وبخاصة في الفترة الاخيرة بعد اعلان يهودية مدينة القدس وبعدها إقرار قانون القومية اليهودية في الكنيست الاسرائيلي، يدفعنا الى التساؤل: ماذا يدفع شعب تهجَّر في أصقاع العالم وبالاخص من الدول الاوروبية في الحرب العالمية الثانية، الى اضطهاد شعب آخر، وهو الطارئ على فلسطين فيما الذي يتمّ اضطهادهم هم اصحاب الارض الفلسطينيين، فاليهود وإن كان لا يصح اطلاق عليهم صفة شعب، إلا ان تاريخهم منذ آلاف السنين مليئ بالاضطهاد والتشرد والقتل، هذا في حال صدّقنا الحكاية الرسمية للحركة الصهيونية في العالم، (مع العلم ان اليهودية ليست قومية ليكون لها شعب، بل هي دين، ما يعني ان خرافة شعب الله المختار والوعد الذي اعطاه الله للنبي ابراهيم وجدّده مع النبي موسى ومن ثم مع اسحاق، وهذا ما قاله العهد لبني اسرائيل: “أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ … وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ”.
في حين ان الواقع هو عكس ذلك، فكما سرق اليهود عادات الشعوب الاخرى وبخاصة الكنعانيين منهم ونسبوها اليهم، فيما القبائل اليهودية كانت تعيش حياة بدوية من الجزيرة العربية الى المشرق وصولا الى المغرب، وكذلك فعلوا في سرقة اساطير ما بين النهرين وفلسفة الاله إيل واضافوها على كتاب التوراة عندهم. يفعلون اليوم في تزوير تاريخ فلسطين والمنطقة ليثبتوا بالقوة حقّا ليس لهم في فلسطين يدّعون أنه ضاع منهم، ولكن لنسلم جدلا بالذي يسوقه الصهاينة في العالم على انه تاريخ اليهود منذ ثلاثة آلاف عام، فما الذي يدفع هذا الشعب المسمى “يهودي” الى ان يتحول الى شعب قاتل مجرم ينشر الفساد في مشرقنا؟
الجواب هو في الوعد الشرير الذي صدر عن اله الشر “يهوه” لبني اسرائيل بإعطائهم فلسطين او اعادتهم اليها، وهو وعد يشعل الحروب منذ آلاف السنين حول العالم وما زال يتسبب بالحروب والدمار والقتل حتى يومنا هذا، وأكثر من يعاني من إجرامه اليوم هو الشعب الفلسطيني كما الشعب اللبناني، فما قام به الكيان الاسرائيلي منذ زراعته في العام 1948 في المشرق، وبخاصة في فلسطين ولبنان، بدّل التاريخ، من حكايات النفي والمحرقة النازية والتهجير، ليتحول اليهودي من ضحيّة إلى قاتل، يتماثل باضطهاده الشعب الفلسطيني صاحب الارض، مع من قتله وهجّره.