– عن العلاقة مع روسيا وملف النازحين والستاتيكو في لبنان…
– ترامب يحضّر إتفاق جديد مع إيران ولكن ما يحصل بداخلها محطّ ترقّب..
***
مقتطف من حديث الأمين العام المساعد للمجموعة البرلمانية الأطلسية لمكافحة الإرهاب، والمستشار السابق للرئيس دونالد ترامب الدكتور وليد فارس لقناة الـ”mtv” ضمن برنامج “بموضوعية”: (26 تموز 2018)
وليد عبود: ماذا يمكن إستخلاص عن لقاء الرئيسين الأميريكي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في هلسنكي..؟
وليد فارس: الرئيس ترامب عرض 6 نقاط او 7 نقاط بملفات تحدث بها مع الرئيس الروسي.. ووصلا ببعض الأمور الى اتفاقيات مبدئية..
ولكن بالطبع هكذا قمّة لم يكن مُخطّط لها ان تُتنج إعلانات بالتفاصيل، ولجان مشتركة… هذا سيكون للقمة الثانية.
ولكن منذ بضع ساعات، سمعنا إنّو القمّة المرتقبة قد تكون بعد الإنتخابات النصفية، وسيُسلّم الملف أي العلاقة الروسية أو الحوار الروسي الأميركي الى السفير جون بولتون.
وسوف يتمّ تنقيح ما إتفِّق عليه اليوم.. وبعد ذلك سيجتمع الرئيس ترامب بنظيرة الروسي ، وقد يكون ذلك في بداية العام المقبل (2019)
وليد عبود: على ماذا إتفقا الرئيسان الأميركي والوسي ولو ضمن عناوين عريضة..؟؟
وليد فارس: التفاصيل قليلة، ولكن دون شك تكلموّا عن موضوع:
- أوكرانيا
- سورية ، وعملية الحسم ، بما معناه أنّه يوجد مناطق نفوذ لروسيا، هي مسؤولة عنه. وهي تهتمّ بموضوع إنتشار الجيش السوري، والإيرانيين، وحزب الله وحلفائهم.. ويوجد مناطق أخرى حيث الإنتشار الأميركي سيما في الشمال الشرقي، إضافة الى بعض مناطق غير خاضعة لأي تفاهم، كمنطقة الصحراء بادية الشام.. هما تفاهما على أنّه لا يجب أن يكون هناك حسم عسكري ضدّ الآخر.. ويوجد تجارب بهذا الإتجاه..
- إيران، وإيجاد بديل عن الإتفاق النووي، ولم يدخلوا بالتفاصيل، ولكن هناك حوار.. واعتقد أنّه سيُناقش بالمرة المقبلة.
وليد عبود: هل إعادة التنظيم بسورية تُحتّم بقاء الرئيس الأسد في هذه المرحلة على الأقل..؟
وليد فارس: ما فيني جاوبِك الاّ انو هذه هي النتيجة المنطقية، ولكن الطريقة التي يعتمدها الرئيس ترامب، بخصوص بقاء أمر الواقع (الستاتيكو) ليس وفق طريقة ما يريده النظام السوري.
الرئيس الأسد وحكومته وحلفائه، وخاصة الإيرانيين وحزب الله، يعتبرون أنّ بقائه بالسلطة، سيكون جهداً لحسم وأخذ كلّ سورية، لتعود الحالة الى ما كانت عليه..
البقاء الذي يفكّر به ترامب، هو انّو يبقى الأسد بالمناطق حيث النفوذ الروسي، ولكن لا تقدّم باتجاه مناطق أخرى، لأننا رايحين كلنا الى الحوار السياسي.
هذا هو الشرط الرئيسي، بحسب المراقبين والذين كانوا يشاركون في المعادلة الجديدة في سورية.
وليد عبود: بمساعدة الروس فقط، او أيضاً بمساعدة إيران يبقى الرئيس الأسد.. هل سيبقى لإيران منظقة نفوذ بسورية.. أم أن روسيا ستكون المسيطرة فقط..؟؟
وليد فارس: لنكن واقعياً.. الطيران الروسي هو الذي سمح لنظام الأسد وحلفائه ان يعودوا ويمتدوّا شمالاً الى حلب والى الجنوب.. كما الأميركيين بالنسبة لداعش في العراق وسورية..
الآن يمكن لروسيا أن تتفاوض على أوضاع وخطط أمنية في سورية، وهذا الأمر ليس بسرّ ، يوجد قبول روسي انو إذا كان الهدف حوار واستقرار وعلاقة أفضل بين أميركا وروسيا هذا مُمكن.
الأطراف غير القابلة بالموضوع، هي الأطراف المنتصرة على الأرض، والتي لديها مشروع إستراتيجي، وتحديداً إيران.
إيران وحلفائها مش قبلانين يكون في مناطق آمنة ومناطق أمنية، ومناطق نفوذ.. بدُّن عودة سورية الى كانت عليه قبل ظهور داعش.
وليد عبود: الى أين قد يصل هذا التناقض؟
وليد فارس: اعتقد أنه طالما روسيا ما اخذت ما تريده من اميركا على الصعيد الإستراتيجي ، وصار في هناك شراكة أمنية دولية لهذا البُعد، ما رَح تتخلّى عن حلفائها الإقليميين والإستراتيجيين.
ولكن روسيا كقيادة، يفضلّون الشراكة القوية وألإستراتيجية مع الولايات المتحدة لحلّ قضايا كبرى، وهم أساساً شراكتهم مع ايران جاءت لأنّ الولايات المتحدة لك تكن مهتمّة بهذه الشراكة.. لهذا السبب وطدّت روسيا علاقتها مع ايران.. ولكن إذا كان من هناك بديل استراتيجي كبير، (لا أقول نحن قريبين منه) يُمكن الحديث عن تحولات..
الإيرانيون مش رح يِعملو أي تراجع إستراتيجي، الاّ إذا كان تكتي… كتعديل إنتشار في الجنوب.. ولكن ما عندُن مشروع الخروج من سورية.
وليد عبود: يعني ستبقى ايران بسورية.. ؟؟
وليد فارس: ستبقى ايران بسورية، حتى القرار الأميركي – الروسي بهذا الموضوع، ولكن ليس بالضرورة ان تبقى ايران بكل المناطق التي هي تريد أن تبقى فيها بسورية.. والحقيقة هي بين هذه المعادلتين.
وليد عبود: بالنسبة للبنان، ماذا عن الحراك بخصوص النازحين، اللاجئين السوريين..
وليد فارس: الناس تتصّل بي لإعطاء أمل بهذا الخصوص.. أنا واقعي. لا يمكن القول أنّ الأمور ستتحسّن، والنازحين سيذهبون..
الواقع الآن، بالنسبة للأولويات الأميركية الروسية، وخاصة الأميركية، ملف النازحين ليس أولوية.
ملف النازحين بواشنطن ليس أولوية، فلم أرى لجان عمل تهتمّ بهذا الموضوع. وهذا لا يعني أنّه لن يكون فيما بعد. ولكن لبنان بما أراه، ما يزال ضمن الستاتيكو الحالي.
وليد عبود: لكن بالنسبة الروسي ، هم يتحركون، ويوجد وفد روسي رفيع المستوى يأتي الى بيروت، للبحث مع كبار المسؤولين والأمنيين اللبنانيين، حول ملف النازحين السوريين، والبعض يتحدث عن مكتب روسي لتنفيذ هذا الأمر..؟؟ هل من تلزيم أميركي او توافق بهذا الخصوص لروسيا..؟؟
وليد فارس: لا أعتقد أنّه يوجد تلزيم.. إدارة ترامب ووزارة الدفاع الأميركية التي لديها مصالح في لبنان لا اعتقد انها لزمّت ملف النازحين..
ما أشعر به ، أنّ القيادة الروسية حاسِّة حالها رافِقَة بلبنان، لأنّو حلفائها على الأرض هنّي الحاسمين. مش لأنّو هيّي رافِقَة من الطيران.
وإذا هيّي مرتاحة، فهي تريد أن تُرسل للمجتمع الدولي، والى واشنطن، انو في إن كان في بعض الضغوط على واشنطن بخصوص اللاجئين.. نحن قادرون على المساعدة.. وهذا الأمر جائز لأنّو أميركا ما كونّت القرار بموضوع لبنان..
روسيا لديها القدرة جغرافياً الوصول الى لبنان، لتحديد خطة أمنية لقربها..
وليد عبود: هل سيتحوّل لبنان الى منطقة نفوذ روسية في ظل التراجع الأميركي..؟؟
وليد فارس: كل المحللين بخصوص أزمة لبنان. الفراغ لا يمكنه أن يبقى فراغ. إذا الولايات المتحدة الأميركية جَمَدتْ، الروس سيبحثون تعبئتها..
إذا روسيا شعرت إنّو أميركا قد تتراجع أكثر ستتقدّم.. ولكن عندما تشعر روسيا أنّ الرئيس ترامب وصلوا الى ملف لبنان.. عندها المعادلة تتغيّر.. كل شيء متحرّك حول هذا الستاتيكو القائم حالياً.
وليد عبود: الى أي مدى مؤجّل الملف الإيراني..
وليد فارس: الرئيس ترامب يُهندس شيء جديد لم نراه في الماضي ، هو من ناحية إنسحب من الملف النووي ، وهذا الأمر كان أمر كبير هزّ المنطقة.. لكن بنفس الوقت قال للقيادة الأميركية: نحنا مستعدين لإتفاق آخر..
هلق القيادة الإيرانية منّا عارفِة بالضبط ، هل هو العودة الى الإتفاق مع بعض التشكيلات.. لا أعتقد؟؟ لأنّه عندما يقول ، أنا مستعد ان احاور الإيرانيين بملف آخر، يعني فيها شروط إذا نفذتها ايران. لن تكون إيران التي نعرفُها.. هلق بتِرتاح إيران كدولة، وبصير فيها أسواق..
الإنتظار هنا، مش فقط بخصوص التفاوض مع إيران.. ما يجري داخل إيران، بالنسبة لمعظم المراقبين واصحاب القرار بواشنطن، هو العنوان الأكبر.. ايران ما يجري فيها من مظاهرات ولكن داخل النظام والتركيبة، قد يكون العنوان الأكبر لمرحلة آتية فيما بعد..
https://www.youtube.com/watch?v=Q0Bhuo5IAfI&feature=youtu.be
رصد Agoraleaks.com