هبّة ساخنة وهبّة باردة، هكذا يمكن توصيف المناخات المتقلبة على ضفة التأليف الحكومي، فتارة ترتفع أسهم الايجابية وطورا تعود الى التراجع. ذلك ان التفاؤل يبدو حتى الساعة غير مبني على معطيات واقعية جدية، وفق ما تقول مصادر سياسية، بل يكاد يكون تمنيات لا أكثر، أو من باب إشاعة أجواء طبيعية ومريحة فوق الساحة المحلية تُبعد عن لبنان صورة الدولة المتعثرة أبدا، والتي تظهر فاقعة عند كل استحقاق، أمام أبنائه والخارج!
وجمود التأليف خرقه أمس جو رشح من اتصال رئيس مجلس النواب نبيه بري بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي لتعزيته بوفاة شقيقته، حيث كان توافق على ضرورة تشكيل الحكومة بسرعة لأن وضع البلاد لا يحتمل التأخير، وقد لمس البطريرك الراعي من الرئيس بري ان هناك طروحات وحلولا جدية على خط التأليف.
الى ذلك وعلى رغم الاتصالات التي أجراها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط طوال الأسبوع الماضي وجمعته الى معظم الاطراف السياسيين، ورغم المساعي الحثيثة التي بُذلت وأسهمت في تبريد الاحتقان الذي كان سائدا بين أكثر من فريق محلي، لم يُسجَّل اي تغيير جذري في مواقف هؤلاء من الملف الحكومي، يساعد على زعم ان الفرج بات قريبا..
المساعي مستمرة
لكن الرئيس المكلف سعد الحريري ماض في جهوده لتحقيق خرق، تقول المصادر السياسية، وهو لن يستسلم امام التعقيدات التي تعترض طريقه.
ويعكف الحريري على رسم تركيبة وزارية جديدة، تردد انه قد يحملها فور جهوزها، الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في لقاء يفترض ان يجمعهما في الساعات المقبلة. الا ان المصادر قالت في المقابل ان زيارة الرئيس المكلف الى القصر، متى حصلت، لن تعني بالضرورة ان المسودة الجديدة نضجت.
-الأنوار-