مقال نشر في جريدة الثبات بتاريخ 6- 6 – 2018
حسان الحسن-
تبدو الأوضاع في لبنان هادئة راهناً في مرحلة مشاورات تأليف الحكومة العتيدة التي يجريها الرئيس سعد الحريري، بانتظار التوصُّل إلى التوافق على تشكيلة وزارية تُرضي المكوّنات اللبنانية الممثَّلة في المجلس النيابي، أو غالبيتها على الأقل إذا تعذّر ذلك، فالأجواء الداخلية مريحة نسبياً، لكنها لا تبدِّد بروز بعض المخاوف من إمكان حدوث تأثيرات إقليمية على بعض الأطراف اللبنانية، تعوّق عملية التأليف المرتقَبة.
وهناك أيضاً ترقُّب حذر يلفّ لبنان والمنطقة، بانتظار ما سيؤول إليه التصعيد الأميركي – “الإسرائيلي” ضد إيران، وبالتالي إمكانية اندلاع حرب إقليمية، وما سيكون لها من انعكاسات خطيرة على الأوضاع اللبنانية المضبوطة حتى الساعة بالتفاهمات السياسية، خصوصاً بين “تيار المستقبل” والتيار الوطني الحر، وبين الأخير وحزب الله، الأمر الذي يعزز الاستقرار الداخلي، ويُسهم في تأمين الأجواء الملائمة لرئيس الحكومة المكلف، لإتمام مهمته، وإعلان ولادة “حكومة عهد عون الثانية”.
مصادر سياسية قريبة من حزب الله تؤكد أن تفاهم التيار والحزب راسخ وثابت، ولديهما توافق تام في شأن القضايا الاستراتيجية، وهامش من الاختلاف في النظرة حول بعض الشؤون الداخلية، لكن في نهاية المطاف هما ليس حزباً واحد، على حد تعبير المصادر التي لفتت إلى أنه تم تعزيز هذا التفاهم في اللقاء الأخير الذي جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، حيث أكّدا متانة التحالف، وتسريع عجلة بناء الدولة، وضرورة مكافحة الفساد المستشري في بعض المرافق العامة، والذي يحظى بغطاء سياسي، والعمل بمبدأ المساءلة والمحاسبة.
وفي شأن مطالبة “القوات اللبنانية” بحصة وزارية موازية لحصة التيار البرتقالي، تؤكد المصادر أن لدى الأطراف المعنيين بالتأليف تمسُّك بضرورة تثميل مختلف الأفرقاء في الحكومة العتيدة وفقاً لأحجامهم التمثيلية في البرلمان، وإذا لم تقبل “القوات” بذلك فهذه مشكلتها، ولتكن عندئذ في صفوف المعارضة، لكن لن يكون لها أي تأثير على مجريات الأوضاع والاستقرار السياسي السائد.
وفي سياق متصل، يرجّح مصدر سياسي “وسطي” حدوث “بلبلة” سياسية وإعلامية وسط هذه الأجواء الهادئة والمستقرة، وذلك عقب بتّ المجلس الدستوري بالطعون المقدَّمة إليه من بعض المرشحين للانتخابات النيابية الأخيرة، وإمكان إصداره قرارات قد تطعن بنيابة عدد من الفائزين، ما يؤدي إلى تعكير صفو هذه الأجواء نسبياً، لكن تبقى تحت سقف الاستقرار العام، هذا في حالة صدرت الطعون.
وفي هذا الصدد، رجّحت مصادر سياسية طرابلسية إعلان فوز مرشّح جميعة المشاريع الخيرية الإسلامية في طرابلس؛ طه ناجي، وإبطال نيابة النائبة الطرابلسية عن التيار الأزرق ديما جمالي، إذا لم تحصل تدخُّلات سياسية وممارسة ضغوط على المجلس، كاشفة أن لدى ناجي معطيات وأرقام تحسم النتيجة لمصلحته، في وقت يحتسب فيه فوز جمالي على ناجي بنحو 47 صوتاً، رغم تقدُّم مرشح المشاريع على المستقبل بفارق 2089 صوتاً.