– الإعدام (جسدي أو معنوي) ليس عملاَ عادلاً لأنه يقتل و لا يلد للحياة!!
***
عتاب أطلقته القديسة فيرونيكا جولياني لبائع زيت غشاش وكانت لا تزال طفلة بالكاد تجيد الكلام…
تنبيهٌ جميل أن نستعيده في عيدها على مسامع كل سالبٍ لحق!!
الحق في الحياة والحق في العيش الكريم!
الحق في عدم التعرض لسرقة نعمة العيش السليم!
الحق في عدم تعرض الكرامة والسمعة الشخصية للتهديم ….
تكثر الحقوق…. و للأسف، عند الكثيرين يشكل إنتهاكها ثبات في السلوك!!!
يفيدنا أحد المفكرين أن في الحياة نقيض الفقر ليس الغنى إنما العدل.
فإقامة العدل يحمي إنساننا من سوء المعاملة و سوء توزيع الخيرات (المعنوية منها و المادية). والعدل في توزيع الإهتمام في العائلة والمجتمع والأوطان ينفي الفقر والحرمان!!
و لكن كيف نقيم العدل؟؟؟
علينا أولاً أن نعي أن الأمر يتخطى مجرد تجنب انتهاك لقواعد نتحايل عليها، ليتحول الموضوع الى هم التمكن من مساعدة الإنسان في تحقيق مشيئة الرب في حياته…. بكلمتين: ”أن يكون“ – صدى لأمر الرب الأول لكل مخلوق ” كن” !!!
إقامة العدل إذاً لا ينفصل عن فعل الرحمة.
أن نقيم العدل إذن يحفّذنا لنكون من وجوه رحمة الله التي تجلت بخلقنا من رحم حبه!!
أن نقيم العدل هو أن ندخل بمشروع إلهي نساعد فيه الإنسان “أن يكون”، لا كيفما كان ولكن على صورة الله أن يكون!!!
لذلك لا يمكن لإعدام (جسدي أو معنوي) أن يكون عملاَ عادلاً لأنه يقتل و لا يلد للحياة!!
“الله يراك”….
ليست عبارة للتهويل إنما للتنوير: فهذا الواقع يجب أن يحفّذ كلاً منا على التعامل مع الآخرين بروح مسؤولية. في حضور الأب لا يسيء الأولاد الى إخوتهم. وهذا الحضور عند الناضجين منهم لا يُقرأ من باب الرادع المخيف إنما من باب الإحترام النظيف!!
اليوم و كلمات القديسة فيرونيكا أمامنا: نصلي من أجل إنتصار الحب الإلهي في ميدان حريتنا حيث الصراع قائم ضد قساوة قلوبنا و تضخم أنانيتنا التي غالباَ ما تضع الله جانباَ … و لنذكر دائماً أن في هذا الإنتصار عدلٌ ننشده و رؤية طوباوية نتوق إليها!!
المصدر: ar.zenit.org