– مشهدية سوريالية والهجوم الجنبلاد/طي “صوت “تويتري” للتوتير.. (حبيب بستاني)
***
ما إن يتوقف القصف على جبهة معراب الرابية، حتى يبدأ على جبهة المختارة بعبدا، وكأننا نشاهد مسابقة البدل، حيث يقوم كل فريق بتبادل العصا ليكمل السباق. مشهدية سوريالية تتوالى فصولها والمواطن اللبناني وهو العليم ببواطن الأمور وخفايا اللعبة يدرك كل شيء ولكنه عاجز عن التدخل فيها.
فالقوات اللبنانية تهاجم التيار ووزرائه وتنعته بشتى النعوت والأوصاف من الفساد إلى السمسرات إلى ما هنالك من عدة الشغل المتوفرة غب الطلب في جعبتها او في جعبة وزرائها لا فرق. وهذه الحرب االمستعرة منذ ما قبل الإنتخابات قد يكون لها مببراتها لكسب صوت من هنا أو صوت من هناك، ولكن هذه الحملة فقدت مبرر وجودها بعد حصول الانتخابات. وفجأة يتبدل المشهد فتوقف القوات هجومها وذلك بالرغم من عدم تحقيق الحملة أي من أهدافها.
ألهجوم الجنبلاطي
مع توقف الحملة القواتية ومباشرة ودون سابق إنذار أو سبب مباشر يبدأ الهجوم الجنبلاطي على التيار والعهد وسياسة لبنان تجاه معضلة النازحين، وتستعاد مفردات الحرب وأسلوبها ولكن هذه المرة بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما التويتر بدلاً من إذاعة ” صوت الجبل ” السعيدة الذكر، فينعت التيار بالانعزالية والتقوقع والعنصرية فقط لكونه يطالب بعودة النازحين إلى ديارهم.
فهل أصبحت المناداة بعودة النازحين عنصرية؟ وماذا عن المواقف التركية والأردنية والأصوات التي تطالب بعودة النازحين فيهما، فهل هي أصوات إنعزالية وعنصرية؟
أوركسترا منظمة مع قائد معروف الهوية ولكنه ملثم الوجه.
فما الهدف من هذه الحملات التي لا يمكن وصفها إلا بالكيدية السياسية، وذلك بالرغم من استعمالها العنف اللفظي والأساليب البائدة؟ وهل هذه هي الطريقة الفضلى لحصول كل فريق على مبتغاه السياسي؟ فيتم إشعال النار في الهشيم ويتم اللعب على نار الفرقة فقط لإشعال سيجارة؟
لقد أصبح واضحا ان القوات تريد حصة وزارية تتجاوز أضعاف أضعاف قوتها الشعبية، أما الإشتراكي فهو يريد كامل الحصة الدرزية بغض النظر من وجود أكثر من فريق وازن داخل الطائفة، مما يعني أن احتكار فريق واحد لتمثيل الطائفة يعني بكل بساطة امتلاك النائب جنبلاط للمعنى الميثاقي للحكومة، أي أن خروجه من الحكومة يشكل سقوطاً لها لأنه عند ذلك ستفقد الحكومة ميثاقيتها.
ويبقى السؤال الذي يطرحه أكثر من مراقب وهو: ما سر توزيع الأدوار بين القوات والإشتراكي في الهجوم على العهد؟ وهل أصبحت الحكومة هي علبة بريد لإيصال رسائل مشفرة لمن يهمه الأمر؟ وهل يريدوننا أن نصدق أن رفع سقف المطالب تدخل من ضمن لعبة مطلبية بسيطة لزيادة مقعد من هنا أومقعد من هناك.
أمر عمليات قد اتخذ
يوما بعد يوم يتضح أن هنالك أمر عمليات قد اتخذ في مكان ما لعرقلة تأليف الحكومة العتيدة، وأكبر دليل على ذلك هو أن الفريقين المعرقلين ينتميان سياسيا إلى مرجعية سياسية واحدة، وهذا يفسر التوقيت والتناغم بينهما.
فهل يمكن لمرجعية سياسية واحدة إقليمية كانت أم دولية أن تتحكم باللعبة ألسياسية؟
وتبعاً لما تقدم فإن المعالجات أيا تكن هويتها، داخلية كانت أم خارجية، لا بد أن تبدأ وتنهي الشباك الحاصل والذي يمنع حتى كتابة هذه السطور من تشكيل الحكومة. إن هنالك مصالح وضرورات إقليمية ودولية تحتم وجود لبنان قوي ومستقر، وإنه وبالرغم من اللعب في الوقت الضائع فإن حكومة جديدة ستبصر النور في القريب العاجل. وإن غدا لناظره قريب.
* كاتب سياسي