– الطبيعة اقسى بكثير من قضاة العالم
***
هذه القارة التي تظهر في قعر البحر عندما تكون الأمواج صافية. فترى الأبراج والقبب والبيوت المدهشة التي تبعث الخوف في قلب البحّار الذي يمرّ فوقها وتهتزّ مشاعره لدى رؤية عالم سحري دفين يظهر بغتة في الأعماق.
هذه الأسطورة إنقلبت عند شبان كثيرين الى واقع رهيب في حياتهم. كم من الذين اضمحلت آمالهم وها هم يبكون سحر جمالٍ روحي إبتلعه الإثم الى غير رجعة.
خطيئة الدنس هي إعتداء حقيقي صارخ على تدبير الله وتشويه خططه. من يقترف هذه الخطيئة يعتدي على سنن الطبيعة. ولكن ذلك لن يمر بدون عقاب.
من المستحيل أن نفلت من العقاب عندما نخالف سنن الطبيعة. هذا ما تؤكده غالباً العواقب الحسيّة الناجمة عن حياة المجون. وقد تدمّر حياتنا الصحيّة… والطبيعة اقسى بكثير من قضاة هذا العالم. بسبب هذه الخطيئة ابتلع الطوفان الناس وبسببها أيضاً هلك أهل صادوم بالنيران؛ وبسببها نال شبان كثيرون قصاصاً أفظع من الماء والنار: تدهور صحتهم في عمر الشباب..
تذكّروا.. أمام عصف الأهواء الهوجاء ما أودّ كتابته بأحرف من نار:
إنّ الطبيعة تنتقم إنتقاماً رهيباً ممن يضعون طهارة الجنس البشري في خطر، بسبب الدعارة، بسبب الدعارة التي يعيشونها.. فهي تضعف الجسد وتدمره، وفي بعض الأحيان تؤدي الى نهاية مخيفة، تقود الى اللحد في عزّ الشباب (بين 24 و 26)…
ص: 75 – 76
***
مقدمة الـ 14 للطبعة المجرية
عن كتاب عفاف الفتوة ، تأليف المطران تيهامر طُت Thiamer Toth، ترجمة الأب نعمة الله العاقوري.
بعد 6 أسابيع من ظهور الكتاب أعيد طبعه مرة ثانية، ومرة ثالثة بعد شهرين. رواج منقطع النظير لكتابعن التربية. وهو برهان قاطع على ميل الشباب لقراءة الكتب المفيدة.
الطبعة الأولى استقبلتها البلاد بهوس كبير. حرّض وزير التربية الوطنية على وضع الكتاب بين أيدي طلاب المدارس الثانوية. إتحاد الكشاف أوصى به ككتاب مطالعة للكشافة. لجنة المطالعة للشباب نصحت المكتبات المدرسية بشرائه. ترجم الى لغات أوروبية، كما أن مؤسسة العميان نشرت قسماً منه بأبجدية (Braille) للمكفوفين.
استلم المؤلف بفرح رسائل شكر من كافة انحاء البلاد لقراء شباب لا يعرفهم. أحدهم كتب: ليباركك الرب، على عدد حروف كتابك، لا بل على عدد الآهات التي ارتفعت من قلوب الشباب”.. وتأسف الشبان لعدم صدور الكتاب منذ صغرهم..
في هذه الأيام الت نشهد فيها عالماً مضعضعاً ومهدداً بالدمار في مختلف الميادين ، لا بدّ من نهضة وصحوة إجتماعيتين بواسطة إنضباط الأخلاق والحياة النظيفة المثلى…