أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


معركة الجنوب السوري وساعات الحسم

بالرغم من الاشتباك الدولي والاقليمي، وبخطى محكمة سيطر الجيش السوري على بصر الحرير ومليحة العشط واللجاة في ريف درعا، كمقدمة نصر استراتيجي له من بوابة الجنوب، في عملية عسكرية تشدد الخناق على المجموعات المسلحة جنوباً.

الامر اليوم لي، قالها الجيش السوري والحلفاء في جنوب سورية، ولا عراقيل تذكر امام تقدم الجيش السوري، بعد ربيعه في الغوطة الشرقية، يأتي الريف الشرقي لمحافظة درعا الذي بات قاب قوسين او ادنى من تطهيره من الارهاب، بعد سيطرته على منطقة اللجاة بالكامل وبلدتي بصر الحرير ومليحة العطش، ليقول للجميع من يراهن على جبهة النصرة واخواتها في جنوب البلاد، ان الكلمة للسلاح في وجه المجموعات الإرهابية ولا كلام مع الأميركيين او وسطاء الصهاينة.

العمليات العسكرية في الجنوب السوري تجري على قدم وساق، وعلى قدم ونصف بمشهد البائس يراقب قادة الاحتلال التحرك العسكري الهادف للإطاحة بالمجموعات المرتبطة به، يراقب المشهد والجيش السوري يحقق الانجاز الابرز، بعد سيطرته في البداية على كامل المناطق المأهولة والمسكونة في داخل منطقة اللجاة، والتي شكلت في سنوات الحرب اهم طرق الامداد لمجموعات النصرة، عبر الصحراء الممتدة حتى الحدود العراقية وقاعدة التنف الامريكية، ومن الحدود السورية الاردنية جنوباً، وعززت الطبيعة الجغرافية القاسية في تلك المنطقة رهان المجوعات المسلحة على حرب طويلة الامد مع الجيش السوري، كون منطقة اللجاة ذات طبيعة صخرية شديدة الوعورة، ما شكلت المغاور والكهوف والمنحدرات الصخرية تحصينات طبيعية للمجموعات المسلحة.

والجدير ذكره ان هذه المنطقة كانت ضمن غرفة العمليات المرتبطة بالكيان الاسرائيلي وغرفة موك في الاردن، نظرا لموقعها الجغرافي الهام الواصل بين الحدود الاردنية وريف السويداء ودرعا، وصولا الى جنوب ريف دمشق، بالاضافة الى انها لا تبعد عن مدينة درعا اكثر من 75 كيلو مترا. وتقدر المساحة التي سيطر عليها الجيش في تلك المنطقة حوالي 1000 كم مربع، اما الاهمية الاستراتيجية للسيطرة عليها تختصر بتحكم الجيش السوري بالطرق التي تربط بين قاعدة التنف وبين محافظات الجنوب السوري إضافة إلى ريف دمشق، كما فتحت السيطرة عليها الباب واسعا لتقدم الجيش وحصار بلدة بصر الحرير ومليحة العطش، التي اندفعت وحدات الجيش باتجاهها وسيطرة عليها بعد عملية عسكرية مركزة، بعد ان شكل استعادة السيطرة على اللجاة، عملية اختراق لمجموعات المسلحين، حيث بدأت معارك بصر الحرير عبر التأثير الناري العميق واحاطة بعيدة بالصبائب النارية، ما ادى لحرمان المجموعات المسلحة من هامش الحركة او نقل قواتها من الجنوب الى الشمال او بالعكس، ووصل هذا التكتيك الى قطع التواصل بين مجموعات جبهة النصرة وقاعدة التنف الامريكية، هذا الامر كله جاء بالتزامن مع تدميرالجيش السوري لبنك اهداف داخل بلدتي مليحة العطش وبصرالحرير والقرى المحيطة فيها، بعد معلومات استطلاعية دقيقة جلبها عناصر الاستطلاع في الجيش السوري، ومعلومات وصلت عبر وحدات الاستخبارات السورية، بالتوازي مع تقسيم مناطق في بصرالحرير الى مساحات قتالية وقطاعات، ساهمت في قطع الترابط الناري بين المجموعات، وانهت قدرتها على الامداد ودمرت صلابة الدفاع لديهم.

وتأتي الاهمية العسكرية لهذه السيطرة ايضا لكونها ستمنح مساحة امان واسعة لمؤخرة الجيش السوري المتقدمة في ريف درعا الشرقي، والتي اصبحت امنة ولم تعد تخشى اغارة المسلحين ، وباتت قادرة على التقدم بحرية اكبر نحو بلدات الريف الشرقي لدرعا ومنها ناحتة والكرك.

انجازات الجيش السوري في ريف درعا تدلل بشكل قاطع ان الجيش يخوض اعمال قتالية مدروسة ودقيقة، وان هذه العمليات لن تكون مديدة الاجل بل سيكون زمنها قصيراً وستحقق اهدافها بشكل سريع.

-حسين مرتضى-