– مديوغورية سرّ عظيم..
***
عظة الراهب المريمي الأب مروان خوري في قداس السلام في دير القديسة تريزيا الطفل يسوع في السهيله – شهادة مع مديوغوريه (25 حزيران 2018)
آبائي الأفاضل، أخوتي الأحباء..
حابِب الليلة شارِككُنْ كيف بلشت قصتي مع “مديوغوريه”، وظهور العذراء.. كنت أخ بهالدير، ونَدَرِت بعَشقوت، وانتقلت لدير القديسة تيريزيا سنة 1982…
كنت أخ عَم اتحضّر وإدرس لاهوت، بيوقع بين إيديّي كتاب “العذراء مريم تظهر في يوغوسلافيا” وحاطِينو بِمَمْشى الدير فوق “قضبان الشوفاج”.. أخدتو على أوضتي وقريتو..
بقِلكُن : قلبي وِلِع انا عَم أقرا الرسائل.. وما كِنت أعرف وَين يوغوسلافيا، وكانت ايام قصف وحرب، وحصار.. لكن تمنيّت من قلبي يا ريت بِقدِر روح شوف كيف العذراء بتِظهَر، وشو عَم تِعمل بهالبلد..
بَرَمِت الإيام، سنة 1984، بِسفِّرنا الريّس العام حتى نِدرُس.. وبروما تعرفّت عَ مكتب، بيِعمِل رحلات بالسرّ عَ مديوغوريه، وكان يجيبو أوقات رسائل بالفاكس، شو قايلة العدرا. وكنت روح إسحَبُن وجمّعُن..
لمّا ارتسمت سنة 1989 ، عَينّني الريّس حتى إنزل قَدِّس بدير سيدة النجاة، (مَطرح ما صار التَفجير) وكان مُفترض التفجير يطلع فيّي بقداس الساعة 9 صباحاً.. بيِسخُن بنهارِتها بيّي، وبِفوت عَ المستشفى، وبِطلب من الأباتي صفير إنّو هوّي يقدّس مطرحي، وأنّا بقَدِّس مَحلّو عشية، وطِلِع التفجير فيه..
بدير سيدة النجاة، كان أوّل إختبار الي بالوَعظ، بلشت آخود الرسائل يللي جَمَّعتُن بالفاكس من روما، وتَرجمُن، وجَرِّب آخود كلمات العدرا ، وإربطهم بإنجيل الأحد.. والعالم كانت بعد مش سامعة شو يعني العَدرا عَم تِظهر بيوغوسلافيا..
وما حدا يقلّي ليه.. هالتَطمين..!! إنّو هالظهور صَح، مش صَح.. كنت مِعتمد عَ قلبي… وحِسّ شي بِشِدني، وخاصة قرِيتْ رسالة للعذراء، بِتقول: بيحترق قلبي انكُن تِنشرو كلماتي، وتَوَصلوها لأكبر عدد ممكن، حتى يَعرفو شو لازم يعِملو حتى يِحصلو عَ السلام..
قِلت للعدرا: لعيونِك أنا زَلمتِك.. ما رح أترك مَنبَر أو مذبح، الاّ ما خَبِّر عنّك… وصرت إحكي.. وكانت العدرا تقول: أنا بحاجة لمساعدتكم حتى أوصَل لأكبر عدد من القلوب…
كِنِت صلّي ضمن “جماعة صلاة” بذوق مكايل، كل نهار ثلثاء، وكانو عشية يِعِملو صلاة.. وكانت الأوضاع مش كتير أمنياً منيحة. بليلة من الليالي، بتِجي آنسة بتِقعُد حدّي، وبِتقِليّ: ابونا ما بَعرفِك. أنا جيت من رحلة عَ مديوغوريه. حضِرِت الظهور، ودخلّت معي 9 صور، باركتهم العدرا، وحسَبتْ حسابك بِصورة..
هالآنسة ما لاحظت عليّي إنّي دِمعّت.. حِسيّت كأنو العدرا عَم تقِلّي بهالصورة يللي بارَكِتها، وما حَدَن سامِع بمديوغوريه، أو حَدَن يوصَل لهونيك.. (الحكم كان شيوعي).. حِسيّت إنّو العدرا من خلال هالآنسة عَم تقلّي “شكراً” إنّك عَم توصِّل كلماتي، هيدي بركة صغيري منّي… وأبدت رغبة الآنسة نيّتها تنظيم رحلات لمديوغوريه حتى الناس تِتعرَّف.. وهالآنسة هيّي السيدة مدام “سنا نصّار” اللي إلها الفَضل الأوّل بتنظيم الرحلات، وما زالت لغاية اليوم… وجعلت هالرحلات تكون رحلات حَج، ولا مرّة تاخود طابِع سياحي أو تجاري..
وبِصَمت عِملِت خير كبير من دون ما تِدري مع كتار من النفوس، وأنا واحِد مِنُن.. وفَتَحِت باب.. والعدرا إختارتها حتى عن إيديها، تِطلُق لبنان نحو رسالة السلام اللي حاملِتها العذراء لأرضنا..
لكن زَعلي الكبير كان، قالِتلي: ابونا بدّك تروح معنا، وطلبِت إذِن من الريّس العام، وما خلّاني.. خوِتِتْ لأنّو كانت قايلي العدرا: لَ هَونيك ما حَدَن بِروح الاّ بدَعوة منّي.. وصِرت قول: شو عامِل للعدرا.. ليه ما بدها ياني روح…!!
ما كان فيشي يِقنع الريّس العام يخَلّيني روح.. يقلّي لاق، يمكن الظهور غلَط ، بِتكبّولي حالكُن هيك… وأنا شي بقلبي ولعان.. !!
راحت سنا أوّل رحلة بدوني، وراح معُن بونا بولس.. لكن الرحلة التانية، لمّا خبَّرتني، العدرا وَقعّت الريِّس العام تَحِت إيدي، وكان عايِز شَغلِة منّي، وما حدَن قادِر يِعملّو ياها غيري..
قلتِلّو: وقَعت.. وِحدي بوحدي.. قلّي: تِكرَم عينك..
جينا حتى نسافر، عِلقت بـ”سيراييفو” وصار في حرب إثنية.. ولكن بعد شهر تمِّت الرحلة، وكان أوّل مشوار الي عَ مديوغوريه..
بقِلكُن: انا شي قبل مديوغوريه، وأنا شي من بعد مديوغوريه.. اللي إكتشفتو إنّو فعلاً كلنا نعاني بالصلا، وإذا صِليّنا ، مِنصلّي من باب واجِب.. لكن مع مديوغوريه، وبالرحلات اللي تواتَرِت من سنة 1998 لليوم… مديوغورية سرّ عظيم.. وفعلاً أنا أسمّيها “مستشفى” العذراء أوجدتها..
بيِقطَع لعندي كتير عَ كرسي الإعتراف، في أشخاص بس إقعد مَعُن، بحِسّ علاجُن بمِديوغوريه، وفعلاً ما بغَلِّط.. بِروحو وبيِرجَعو حياتُن مقلوبة.. وبيِرجعو بفرحة من هَونيك، ومش فارقة معو شو ما صار، حتى لو ما إنحلّت المشكلة..
محاولة
جِرّبنا نشتري بيت، وإجانا كتير مساعدة حتى نِشتري بيت.. وقِلنا يمكن العدرا بدّا يانا، نحنا رهبنة مَريميين، نأسِس بمديوغوريه، لكن كِلّ ما نحطّ عيننا عَ شي وتِِتسهّل، نِجي حتى نِعمُل المعاملات، توقَف الشَغلِة.. وكذا مرّة. حِسَّيت إنّو العدرا ما بدها يانا نروح عَ مديوغورية، لأنّو كانت سَهلِّت، لأنّو المصاري مأمنِّة، والقصة بس معاملات وروتين..
يللي قدَّملي أوّل شخص، قلّي أبونا، هيدي المصاري بتصرفّك.. قِلتلو: بدنا نِشتري بيت بمديوغوريه ونِعمِل للبنانيين مركز، لكن مِش عَم تِزبط.. حاولنا نعمِل “Pharmacy” ونوزّع أدوية للناس يللي ما معا تِشتري دواء.. بس شِفنا القصة لَبكِة كبيري، جِبنا أوّل كميّة دوا، بس بَدها حَكيم يوصُف، وأوقات ما نَعرِف نقرا “الراشيتا”..!!
بَرمِت القصة، وهالمكان هون ، كان ملعب باسكيت، كنّا نِلعب “باسكيت بال” لمّا كنّا أخوة.. ولمّا وضَعَتني الرهبنة على هالدير ، قلِت بهالملعب بِعمُل خَيمة، وهالخَيمِة بكيّفها (أبرّدها) ومنِقعُد نصلّي فيها.. والغريب إنّو قَبِل ما روح عَ مديوغوريه، كنّا نصلّي هَالبروغرام اللي طَلَبِتو.. كأنو الروح القدس أوقات بيِجمع الصلوات..
جِينا حتى نِعمل خَيمة، بقلّي: بسِعر اللي بَدّك تِعمُل خيمة، عمِلها باطون، وعَ مهلك سكِّرها، وأنا بساعدك.. وقلّي عمال صالونات تحت، وقام بَحَشلي تحت الكنيسة.. وهيك عمِلنا المواقف (للسيارات) وطلعنا بالباطون، وما معي فرنك منُن، حطيّت مليونين ونص $ بهالكنيسة، بس ما تسألوني كيف المصاري إجِتْ وعِمَّرنا هالكنيسة يللي بِتساعنا كلنا.. وأيّة ساعة جينا، في مواقف..
وعرِفت بعدان، العدرا ما بدها يانا نشتري بمديوغوريه، بدها منّا نِزرع رسالة مديوغوريه ببلدنا، ونِخلِّي شَعبنا يعيش يللي عَم يعيشو بهالرعية هَونيك..
وهالكنيسة بِتِشهَد إنو: مِن يوم اللي بَلشنا “البروغرام” وبِتذكّر إنو بسنة 2006 كِنت عَم قدّس بسيدة النجاة، نهار الإثنين، والإسرائيليي كانو عَم يقصفو جونية، والضرب نازِل، والطرقات فاضية، قلت: بِنزل.. لو إجا 10 أشخاص، بدّي صلّي أنا وياهُن.. بوصَل بلاقِي الناس بالكنيسة لبرّا..
ولا نهار فيشي بِوقِّف الناس إنّو تِجي تصلّي، والغريب، إنو هالبروغرام وين ما عمِلناه، مش بس بالسهيلة الناس تتفاعل معو، وهيدا سرّ مديوغوريه، الناس برعايانا، وأنا كاهن رعية ضبية، بس نناوِل الناس، نص الكنيسة بتِفضا.. ما بيِبقا حدا، كأنو بَدُّن الصَرفِة، الاّ بَس نقدِّس هالبروغرام، منِقعُد ساعتين وتلاتي.. منِشحَط الناس لأنو نحنا منِتعَب، والناس ما بَدها تفِلّ.. وبيِبقى يوم إثنين، يعني أوّل إنطلاق الأسبوع، ولكن العالَم من قلبا بتِجي تقدّس.. وبمطرح العدرا هيّي بتَعرِف كيف بتِلمُس القلوب..
أنا ما إلي فضِل.. ولا حدا إلو فضِل.. كلنا العدرا مُفضلِة علينا.. أوَلُّن أنا، لولا العدرا شو كنّا !! ووين كنّا !!.. واليوم بلدنا إذا كان بمأمَن، وإذا كان بعد فيه نَفَس حريّة وأكسيجين حريّة بفَضلا..
الفضل الأكبر هُوّي لشَفاعتها وتدخلها، وشو ما عمِلنا ما منِقدر نكافيها هالأم، لكن أحلى شي وعَ قلبا، إنّو نحِبّ إبنها، ونآمن فيه، ونقدّملو خطايانا، ونِتغذّى بقربانتو وناخِدها إلنا إم وشَفيعة..
نشالله العدرا تبقى إِمْكُن، وهالإختبار يللي عَيَّشِتنا ياه العدرا وما زالت، يبقى فعلاً ثمارو وفيرة، وخصُوبتو قوية على بلدنا، ونوصَل يوم من الأيام نِقدِر نحقِّق بصلاتنا وتَوبتنا مشروع العدرا يللي حاملِتو لأرضنا، وإنتصار قلبا وقلب إبنا، الو المجد الى الأبد آمين..
نؤمن باله واحد ضابِط الكل..