سرع الجيش السوري من وتيرة عملياته العسكرية جنوبا، واقترب من الإعلان الرسمي عن أول انجازاته العسكرية هناك عقب تأكيد مصادر لـ«الوطن» استعادة السيطرة على كامل منطقة «اللجاة» الإستراتيجية، وبدء خنق الإرهابيين في بقعة جغرافية محددة تمهيدا لاجتثاثهم واستعادة المنطقة مجدداً لكنف الدولة.
مصادر ميدانية أكدت لـ«الوطن»، أن الجيش تمكن من استعادة السيطرة على كامل منطقة «اللجاة» بريف درعا الشرقي، عقب اشتباكات عنيفة خاضها ضد الإرهابيين في المنطقة، بالترافق مع بدء وحدات منه باقتحام بلدتي ناحتة ومليحة شرقية وسط انهيار تام في صفوف الإرهابيين، على حين قال «الإعلام الحربي المركزي» إن الجيش السوري أحكم سيطرته على أغلب قرى وبلدات منطقة «اللجاة»، ولفت إلى حالة من الفوضى والانهيار في صفوف المسلحين الذين يفرون أمام التقدم السريع للجيش في المنطقة بعد تدميره تحصيناتهم وتكبديهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وفي وقت لاحق أمس أفادت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي أن أحد قادة الإرهابيين، وجه نداءات استغاثة لكافة إرهابيي درعا وحذر من فصل اللجاة عن درعا بعد تمكن الجيش من دخول بلدة بصر الحرير بريف درعا الشرقي.
في الأثناء، أوضحت مصادر إعلامية أن عدد القرى التي تمكن الجيش من تحريرها منذ بداية عملياته العسكرية في درعا وصل إلى 15 قرية، وأفادت مصادر أهلية لـ«الوطن»، بأن أعدادا كبيرة من المسلحين ترغب بالانضمام إلى صفوف الجيش بعد تخلي أميركا عنهم والهزائم التي منوا بها، في حين أفادت معلومات «الوطن» بأن الجيش يرحب بذلك لكنه يتوخى الحذر كون هؤلاء وقبل الإعلان عن الموقف الأميركي كانوا يهددون بأنهم سيقاتلون حتى الرمق الأخير، وبالتالي فان مواقفهم تتبدل بين الحين والآخر.
في سياق متصل، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن الطائرات المروحية ألقت أمس مناشير على منطقة جاسم في ريف درعا الشمالي، دعت الأهالي إلى مساعدة الجيش في تخليصهم من الإرهابيين وعدم السماح لهم باستخدامهم دروعاً بشرية.
من جانب آخر، نفت شبكة الإعلام الحربي المركزي ما تداولته مواقع معارضة عن إسقاط الإرهابيين أمس طائرة للجيش في ريف درعا الشرقي من طراز ميغ 23 واعتبرت ذلك يندرج في إطار حملة كاذبة عند بداية أي معركة يخوضها الجيش.
على خط مواز، أكد مصدر عسكري في تصريح نقلته وكالة «سانا» للأنباء أمس، التزام الجيش العربي السوري بحماية المواطنين من جرائم «النصرة» والتصدي له بكل حزم وذلك بالتعاون مع المواطنين في المنطقة الجنوبية.
ولفت إلى أن مصير التنظيم المنتشر في الجنوب السوري «لن يكون إلا كغيره في المناطق التي سبق أن تم تطهيرها بالكامل من رجس الإرهاب التكفيري وداعميه وعادت إلى حضن الوطن سورية الوجه واليد واللسان».
في غضون هذه التطورات، أعلنت موسكو أنها ستبحث مع عمان موضوع الجنوب السوري خلال زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي المرتقبة إلى روسيا، وقال الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والبلدان الإفريقية ميخائيل بوغدانوف، أمس حول ما يشاع عن مباحثات ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأردن حول الوضع في جنوب سورية: «سيتم بحث جنوب سورية على المستوى الثنائي في الوقت الراهن، ووزير الخارجية الأردني سيزور موسكو لهذا الغرض، والتنسيق مستمر بين الجانبين الآن لتحديد موعد الزيارة».
-الوطن السورية-