أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الانتخابات التركية: وجهتا نظر متناقضتان تجاه أردوغان

في إطار تغطيتها للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تشهدها تركيا اليوم، نشرت وكالة “نوفوستي” تقريرا لمراسلها عرضت فيه مواقف فئتين محددتين من السكان في تركيا تجاه رئاسة أردوغان.

الفئة الأولى هي اللاجؤون السوريون الذين يقدر عددهم بنحو 3,5 ملايين نسمة، والذين وصفهم التقرير بأن غالبيتهم الساحقة تؤيد الرئيس أردوغان وتتمنى إعادة انتخابه، مع الملاحظة أن معظمهم لا يحملون الجنسية التركية وبالتالي لا يتمتعون بحق التصويت في الانتخابات الجارية.

وقال حازم، اللاجئ من حلب الذي يعمل في أحد مطاعم إسطنبول، وحصل على الجنسية التركية مؤخرا: “طبعا، سأصوت لأردوغان، فهو رجل عادل ونزيه لا يحب الحرب ويناضل من أجل الحقيقة. وكما نرى، فإن الذي يناصر الحق، يسرع آخرون في إطلاق التهم له بالدكتاتورية والطاغوت، وهذا غير صحيح”.

وأعرب حازم عن مخاوفه من احتمال فوز المرشح عن “حزب الشعب الجمهوري” محرم إنجه، الذي قال إنه في حال فوزه سيرسل سفيرا إلى سوريا في غضون 48 ساعة، ويعيد جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

وقال سوري آخر اسمه أحمد، ولاجئ في تركيا: “بصراحة أتمنى فوز أردوغان، وكلنا السوريون نقف معه”.

وتعليقا على احتمال ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا، قال: “لا يمكننا إرغام الشعب التركي على إبقائنا على أراضيه للأبد. وإذا حصل ذلك، فلن يسعنا سوى العودة، بعد التعبير عن شكرنا للشعب التركي على حسن ضيافته. سنكون سعداء بالعودة إلى ديارنا، لكن الوضع الأمني في سوريا غير ملائم لذلك”.

الطبقة الوسطى ضد أردوغان

في المقابل، بدا موظف في القطاع المصرفي يدعى عمر، متشائما من خيار بقاء أردوغان في السلطة، نظرا لما وصفه باقتراب أزمة مالية حادة في البلاد.

وقال عمر إنه سيصوت لإنجه وأحد الأحزاب المعارضة، وأضاف: “لا فرق كبيرا بين من سيقود البلاد لأن أزمة مالية خطيرة ستحل بتركيا في غضون السنة المقبلة، حسب اعتقادي، وأنا كعامل في القطاع المالي ألمس مشاكل كبيرة فيه، وترون بأنفسكم هبوطا ملموسا في سعر صرف الليرة، فالأزمة لا مفر منها”.

واعتبر عمر أنه في حال اندلاع هذه الأزمة خلال حكم إنجه، سيتهمه أردوغان بالعجز عن درئها وسيعود إلى السلطة من موقع أقوى من السابق.

وأضاف عمر: “الخيار المثالي بالنسبة لي هو فوز أردوغان بالرئاسة وخسارة حزبه الأغلبية في البرلمان، ففي هذه الحالة سيتأكد الشعب عند وقوع الأزمة من بشاعة النظام الرئاسي الحالي الذي فرضه أردوغان”.

وانتقد عمر نظرية المؤامرة التي تتحدث عن وجود منظمة تخريبية يقودها رجل الدين التركي فتح الله غولن، وقال: “هذا هراء كامل، وخلافا لتوقعاتي قد صدّق الناس به”.

هذه المواقف، ليست سوى جزء من الفسيفساء المعقد للرأي العام التركي المنقسم على نفسه حول الكثير من القضايا المصيرية، ما يجعل احتمال عدم حسم الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى واردا، حسب المراقبين.

-نوفوستي-