أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة

الجنرال بيمون

لا يمكن تسليم وزارة الدفاع لميليشيات خاضت معارك مع الجيش وما زالت تتآمر عليه

لن نطوِ صفحة الخيانة الوطنية بشن القوات حرباً على الجيش، وفاء منّا لدماء الشهداء– *نسيم بو سمرا

***

بعد المعلومات المتداولة عن نية لدى حزب القوات اللبنانية المطالبة بوزارة الدفاع في الحكومة العتيدة، لا يمكن ان نقف امام هكذا خبر موقف المتفرّج، وفاء لدماء شهداء المؤسسة العسكرية.

في المبدأ  يمكن للبنانيين طي صفحة الحرب لا بل يجب عليهم ان يغلقوا هذا الكتاب بأحداثه ومآسيه، لبناء المستقبل، إلاّ تلك الصفحات التي سجّلت فيها احداث تصويب بعض الميليشيات البندقية يوماً على الجيش اللبناني وإطلاق النار على عناصره وسقوط شهداء في صفوفه جراء معارك شنّت عليه او بواسطة الغدر، باغتيال بعض ضباطه، كما قاموا بقصف وزارة الدفاع وهي التي تمثّل رمز سيادة الدولة اللبنانية، وكان هدف الميليشيات من استهداف الجيش خلال الحرب اللبنانية تصفية ما تبقّى من كيان دولة حافظ عليه الجيش بعد انحلال معظم مؤسسات الدولة في تلك الحقبة السوداء من تاريخ لبنان ما بعد الاستقلال.

إن مطالبة القوات اللبنانية بـ وزراة الدفاع اليوم في حال تأكد هذا التوجّه وتبيّن انه جدّي وليس مناورة لرفع سقف التفاوض على الحصة الحكومية للقوات، مستغربة، ليس لأن التآمر على الجيش حصل في الماضي وانتهى اليوم، ولكن لأنه ما زال قائماً، وبالامس القريب انكشف دور القوات اللبنانية في الولايات المتحدة في التحريض على الجيش اللبناني وطلب ايقاف المساعدات الاميركية عنه، في حال لم يتورّط في حرب اهلية ويتواجه مع حزب الله لنزع سلاحه بحسب مطالبات القوات لمراكز القرار في واشنطن، فبالدرجة الاولى لا يمكن نسيان تلك الخيانة الوطنية خلال الحرب، كما لا يمكن السكوت ثانياً، عن استمرار القوات اليوم بمحاربة الجيش بأساليب مختلفة، كانت عسكرية في الماضي فأصبحت اليوم دبلوماسية، وبالتالي إن تسليم وزارة الدفاع في الحكومة العتيدة للقوات اللبنانية او للحزب التقدمي الاشتراكي الذي ايضا خاض معارك عدة ضد الجيش اللبناني في سوق الغرب، يشكل مساومة منّا على دماء الشهداء، لن نقبل به ولن نسمح بتحقّقه، ويشكل موقفنا هذا بالتأكيد دعما لموقف قيادة الجيش في هذا الاتجاه، من دون أدنى شك.

*صحافي وباحث