أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


العذراء مريم “كأس الإله الإنسان”: لا أتوقّف عن الصلاة لأجلكم جميعاً قدّيسين وفاسدين..


للقدّيسين لأمنحهم الفرح، وللفاسدين لأمنحهم التوبة التي تُخَلِّص..


الى ماذا تُلمّح السيدة العذراء بقولها: انا كأس الإله الإنسان . تأمل في رسالة العذراء الأخيرة.
في رسالتها لميريانا في 2 تشرين الثاني 2016 أشارت السيدة العذراء الى إبنها الرب يسوع ب”الإله الإنسان. قالت: “إنَّ حبَّ رُسُلي المتَّحدَ سيَحيا، وسيَنتصر، وسيَفضحُ الشرّ.
أولادي، انا كأسَ الإله الإنسان؛ أنا أداةَ الله.”

نادراً ما سمعنا يُشار الى المسيح بصفته “الإله الإنسان”. أشهرها يأتي من كتاب “قصيدة الإنسان الإله” العمل الملحمي ذو العشر المجلّدات والذي يحوي 5000 صفحة، تصف حياة يسوع المسيح الخفيّة والعلنية، والذي كتبته ماريا فالتورتا.

هذه المجلّدات نُشرت لأول مرة باللغة الإيطالية في عام 1956، ومنذ ذلك الحين تم ترجمتها الى 10 لغات، متوفّرة في جميع أنحاء العالم. يترجمها الى العربية السيّد فيكتور مصلح وقد ترجم الى الآن الأجزاء الستة الأولى من العشرة أجزاء، ويمكن قراءة الترجمة العربية من خلال الرابط التالي:

https://sites.google.com/site/valtortamaria/

كتبت ماريا بخط يدها حوالي 15.000 صفحة، جزء منها كان الرب يسوع وأمّه العذراء يُمليانه عليها. كان ذلك بين السنوات 1943 و 1947، خلالها كانت تشاهد أمامها مشاهد من حياة العذراء القديسة والرب يسوع بالإضافة الى تلقّيها المحادثات الشخصية منهما. “قصيدة الإنسان الإله يحتوي على ما يقارب ال 700 من الأحداث المفصّلة في حياة يسوع. منها ما لم يُذكر في الأناجيل ومنها تفصيل موسع لأحداث إنجيلية.

يُعتبر كتاب ماريا فالتورتا من قبل البعض مثيراً للجدل. لكن المثير للإهتمام بشكل خاص هو أن رؤاة مديوغوريه قالوا في الماضي، في مناسبات مختلفة أن مريم العذراء قالت عن الكتاب بأنه صحيح ومستحق التصديق.
لا يمكن إنكار أن رؤاة مديوغوريه ذكروا بصراحة وفي مناسبات عدّة، أن السيدة العذراء سمحت ليس فقط بقراءة أعمال ماريا فالتورتا بما في ذلك قصيدة الإله الإنسان لكنها ايضاً تشجّع الناس الذين يرغبون بمعرفة يسوع بأن يطالعوها.

فيما يلي بعض التصريحات التي أدلى بها الرؤاة فيما يخص كتاب ماريا فالتورتا:

فيتسكا: “نعم هو حقيقي. هو صادق وصحيح. يمكن للجميع قراءته.

ماريا: بإمكانك أن تقرأه. إنه يحتوي على الحقيقة. (مقابلة في قناة EWTN في 4\3\1992 ببرنامج الأسقف حنّان فوكوس)

فيتسكا: نعم. قصيدة الإنسان الإله لماريا فالتورتا. قالت سيّدتنا العذراء أن قصيدة الإنسان الإله هو الحقيقة. وقالت أيضاً إذا كان الواحد يرغب في معرفة يسوع، يجب أن يقرأ “قصيدة الإنسان الإله” هذا الكتاب هو الحقيقة. (مقابلة مع المحامي جان كونيل من مركز بيتسبرج للسلام في 27 كانون الثاني 1988،

ماريا: تقول السيدة العذراء أن “قصيدة الإنسان الإله” هو الحقيقة. (من كتاب آخِر أخبار مديوغوريه للأب لورينتين الخبير بالظهورات المريمية رقم 15 صفحة 19 – 1996)

فيما يلي فقرتين من كتاب ماريا فالتورتا. الأولى من شرح السيدّة العذراء لماريا عن أمومتها لنا:

أنا حاملة يسوع الأزليّة. لقد أقام في أحشائي كما رأيتِهِ العام الماضي مثل نزيل في بيت القربان. من يأتِ إليّ يجده. من يتّكئ عليّ يلمسه. من يتوجّه إليّ يُكَلِّمه. أنا ثوبه وهو روحي. إنّه متّحد بي الآن أكثر، أكثر حتّى من الأشهر التسعة التي نما خلالها في أحشائي، ابني متّحد بي أنا أمّه. وكلّ ألم يَسكُن، وكلّ أمل يتفتّح، وكلّ نعمة تتدفّق لمن يأتي إليّ ويضع رأسه على صدري.

إنّي أصلّي من أجلكم. فغبطة كوني في السماء أعيش في نور الله لم تُنسِني أولادي الذين يتألّمون على الأرض. وأصلّي. السماء بأكملها تصلّي لأنّ السماء تحبّ. السماء هي المحبّة الحيّة. والمحبّة ترأف بكم. إنّما حتّى ولو لم يوجد غيري فستكون مع ذلك صلاة كافية لاحتياجات من يرجو الله، لأنّني لا أتوقّف عن الصلاة لأجلكم جميعاً: قدّيسين وفاسدين. للقدّيسين لأمنحهم الفرح، وللفاسدين لأمنحهم التوبة التي تُخَلِّص.

تعالوا! تعالوا يا أبناء آلامي. أنتظركم عند أسفل الصليب لأُنعِم عليكم.

والثانية من مشهد المرأة الخاطئة تغسل قدمَي الرب يسوع:

تتوجه المرأة إلى يسوع، وتجثو عند قدمي المعلم. تضع على الأرض إناء صغيراً على شكل جرة بطينة، تنـزع الوشاح عن رأسها، وقد فكت الدبوس الثمين الذي كان يثبته بشعرها، تنـزع الخواتم من أصابعها، وتضعها كلها على المتكأ، جانب قدمي يسوع. بعد ذلك، تأخذ قدمي يسوع بين يديها، القدم اليمنى أولاً ثم اليسرى، تحل سبر الحذاء، وتضعهما على الأرض، ثم تقبّل قدميه وهي تنتحب، مسندة جبهتها إليهما، تلامسهما بلطف، وتنهمر دموعها كمطر يسطع تحت نور الثريا، وتبلل قدميه المحببتين.

يدير يسوع رأسه ببطء، ويستقر نظره الأزرق الداكن لحظة على الرأس المنحني. نظرة عين تغفر. ثم ينظر من جديد إلى الوسط، ويدعها حرة في مكاشفتها.أما الآخرون فلا. إنهم يتندّرون فيما بينهم، ويغمزون ويهزؤون. ويجلس الفريسي ليرى بشكل أفضل، ونظرته تعبّر عن رغبة وغيظ وسخرية. بالنسبة إليه هي شهوة المرأة، هذا الإحساس جليّ. من جهة أخرى، هو غاضب لدخولها هكذا بكل حرية، مما يوحي للآخرين بأن المرأة… معتادة على البيت. في النهاية ينظر إلى يسوع نظرة ساخرة

ولكن المرأة لا تنتبه إلى شيء. وتستمر في سكب الدموع غزيرة بلا أية صرخة. بل دموع سخية فقط، ونحيب قليل. بعد ذلك تحل شعرها ساحبة منه دبابيس الذهب التي تثبت التسريحة المعقّدة، وتضع الدبابيس بجانب الخواتم والدبوس الكبير الذي كان يثبت الوشاح. وتنسدل شلات الذهب على الكتفين. تمسكها بيدها وتجلبها إلى صدرها وتمررها إلى قدمي يسوع المبللتين، وتجففهما بها. ثم تغمس أصابعها في الإناء الصغير، وتسحب منه دهناً يميل إلى الصفرة وذا رائحة زكية جداً. إنه طيب مستخرج من الزنبق والمسك الروحي، يفوح أريجه ويعبق في الغرفة كلها. تغرف منه المرأة بسخاء، وتدهن وتقبّل وتلامس بخفة.

وبين الحين والحين، ينظر إليها يسوع برحمة ودودة. أما يوحنا الذي يلتفت مندهشاً وهو يسمع النحيب، لا يستطيع أن يشيح النظر عن يسوع والمرأة. وينقل نظره بينهما. يزداد وجه الفريسي ضيقاً. أسمع هنا كلمات الإنجيل المعروفة، وأسمعها تقال بنغمة ترافقها نظرة تجعل الرجل يخفض رأسه كارهاً ساخطاً.أسمع كلمات الغفران الموجهة إلى المرأة التي تمضي تاركة جواهرها عند قدمي يسوع. لفّت وشاحها حول رأسها، شادّة شعرها الأشعث قدر المستطاع. أما يسوع، فبينما يقول لها: «اذهبي بسلام»، يضع يده على رأسها المنحني، إنما بلطف لا متناه.

المصدر: الحركة المريمية في الأراضي المقدسة