هناك مصلحة اقتصادية للبنان لتشجيع قدوم الايرانيين السواح الى لبنان_ نسيم بو سمرا
***
بعدما تصاعدت موجة الانتقادات من المعادين لخط المقاومة للإجراء الذي اتخذه مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، “بعدم ختم جوازات سفر الإيرانيين القادمين الى لبنان عبر المنافذ الحدودية واعطائهم بطاقة دخول مؤقتة”، أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق من خارج لبنان، وفق ما نقلته مصادر مقرّبة منه، ” نيّته ابطال هذا القرار عبر اصدار مذكّرة تلغي تدبير اللواء عباس ابراهيم في هذا الشأن”، في وقتٍ بدأت أجهزة مرتبطة بالسفارات الاجنبية في لبنان بتوجيه الاسئلة الى المسؤولين المعنيين عن خلفية هذا القرار وقد اعلن بعض ضباط الارتباط الاجانب في السفارات الاجنبية رغبتهم حتى في معرفة تفاصيل الرحلات القادمة من طهران الى بيروت، في حين ذهبت صحيفة “واشنطن تايمز” بعيدا في التساؤلات في هذا الاطار والتي لا تخلو من الاشارات، واعتبرت ان هذا القرار هو تسهيل لأمور الايرانيين وبالتالي تسهيل تهريب الاموال الى حزب الله والمقاتلين في سوريا.
في المقابل يصب تفسير الامن العام في اطار ان القرار قانوني 100%، ويأتي في صلب صلاحيات مدير عام الأمن العام، وذكرت مصادر ان السبب الذي دفع اللواء ابراهيم إلى اتخاذه متصل بما يواجهه الزوار الإيرانيون الى لبنان واشتباه بعض الدول العربية والغربية بانتماء الضيف الإيراني الى الحرس الثوري الايراني أو حزب الله لمجرّد حصوله على تأشيرة الدخول الى لبنان في جواز سفره.
إذاً حسم اللواء “ابراهيم” التشكيك بقراره والاتهامات التي سيقت ضد جهاز الامن العام من ان خلفيات سياسية كانت وراء الاجراء، فأكدت المديرية العامة للأمن العام في بيان لها أن الاخبار الملفقة عارية عن الصحة، وانها تعتمد اجراء متاحا لرعايا عدد من الدول الوافدين الى لبنان بناء على طلب رسمي واعتبارات معينة.
في المحصلة إن كل حملة التشكيك هذه لا سند لها لتغرف منه في الاستثمار السياسي اذ هذا ما يبدو عليه هدف مطلقي الحملة، لأن الواقع يعاكس ما ساقه هؤلاء، لأن أمن لبنان ليس مكشوفا، ومطار بيروت ليس قاعدة لوجستية لأحد، والامن العام استطاع بفترة وجيزة كسب ثقة المواطنين جميعا الى اي جهة سياسية انتموا، وكلهم ثقة بفعالية المديرية العامة للامن العام والتدابير الامنية التي تتخذها خاصة ضد الشبكات الارهابية في اطار الامن الاستباقي، كما ان اللواء عباس ابراهيم أثبت انه يضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار، أما من الناحية الاقتصادية فهناك مصلحة للبنان لتشجيع قدوم الايرانيين السواح الى لبنان فقد اعلن مسؤول ديبلوماسي ايراني ان مليوني ونصف مليون ايراني يزورون تركيا سنويا بقصد السياحة، وان هذا التدبير سيساعد الرعايا الايرانيين على زيارة لبنان لنفس الهدف ايضا.
فلنوقف اذا التراشق واتهام بعضنا البعض في كل عمل تقوم به الاجهزة الامنية بشكل خاص، والتي استعادت فعاليتها ودورها وانتظام عملها منذ بداية العهد برئاسة العماد ميشال عون، وهو عهد أعاد الهيبة للجيش من خلال تسهيل مهمته بالقضاء على الارهاب في لبنان، كما أطلق يد الاجهزة الامنية للحفاظ على الامن وحماية لبنان من المخططات الارهابية ضده، وهي قبضة حديدية لن يتوانى الجيش او اي جهاز امني في العهد القوي استخدامها لتحقيق المهمة.