يتابع الجيش السوري حشد قواته العسكرية في الجنوب السوري بنحو سريع ولافت. وفي تطور جديد يرفع نسبة التوتر في المنطقة الجنوبية، استهدف الجيش السوري معابر يستخدمها المسلحون لنقل قواتهم وتدعيم الجبهات.
في المقابل، قصفت الفصائل المسلحة الجنوبية نقاطاً تجمّعت فيها القوات الحكومية، بالإضافة إلى اشتباكات محدودة في المنطقة بين اللجاة وبصر الحرير في ريف درعا الشرقي. وللمرة الأولى منذ صيف عام 2015، تعرض حيّا الجلاء والاستقلال في مدينة السويداء، لقصف مدفعي مصدره الجماعات المسلحة في ريف درعا الشرقي. وأفادت وكالة «سانا» السورية للأنباء، اليوم، عن استشهاد طفلة وإصابة مدني بجروح جراء قذائف أطلقها «إرهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له»، على أحياء في مدينة درعا تحت سيطرة القوات الحكومية.
الجيش السوري ألقى عبر الطائرات، صباح اليوم، مناشير على بلدات ابطع وداعل وغرز شمال مدينة درعا، يدعو فيها المدنيين إلى التعاون مع الجيش السوري بوجه التنظيمات المسلحة من خلال طردها من مناطقهم كما حصل في الغوطة الشرقية. وجاء في أحد المناشير: «أهلنا الأعزاء، الجيش العربي السوري يقاتل لتخليصكم من المسلحين والإرهابيين الذين عاثوا في بلداتكم وقراكم دماراً وخراباً…». بالتوازي، نشرت وكالة «انا نيوز» الروسية مشاهد لأرتال ضخمة من الجيش السوري متوجّهة نحو محافظة درعا، ويظهر في الفيديو حجم التعزيزات العسكرية التي استقدمت، والتي تشي باقتراب موعد انطلاق عملية عسكرية في المنطقة الجنوبية. وخلال الفترة القريبة السابقة، وصلت تعزيزات من الجيش السوري إلى الجنوب، من ضمنها قوات من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، التي انتشرت في مواقعها تحضيراً للعملية العسكرية التي تسعى إلى استعادة السيطرة على المنطقة، بعدما تعثّر «الاتفاق» الذي كان قد أُعلن سابقاً.
في غضون ذلك، تؤكّد مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أنّ «الهجوم المرتقب في الجنوب ليس وشيكاً الى هذا الحد، لكن ما يحدث هو تحرّكات محدودة تهدف إلى تغيير واقع عسكري معيّن تمهيداً للحملة الكبيرة على المسلحين لاستعادة السيطرة على مدينة درعا وريفها حتى الحدود الأردنية».
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس، سقوط طائرة مسيَّرة تابعة له داخل الأراضي السورية على الحدود الشمالية، بحسب الإعلام العبري. وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، قال الجيش إنه لا توجد مخاوف من أن يكون سقوط الطائرة، وهي من طراز «روخيف شمايم»، قد أدى إلى تسريب معلومات. وأشار إلى أن الطائرة كانت تقوم بأعمال مراقبة على الحدود الشمالية، وأنّ من غير المعروف بعد سبب سقوطها، فيما أفاد «الإعلام الحربي» بأنّ الجيش السوري قد أسقط الطائرة المسيَّرة عبر رشاشاته الثقيلة، وقد سقطت في بلدة حضر الحدودية في ريف القنيطرة.
على الجهة المقابلة من الجبهة، أعلنت الفصائل المسلّحة الاستنفار الكامل على طول خطوط المواجهة مع الجيش السوري في المنطقة الجنوبية. وقد رُصدت تحركات لافتة للمسلحين في منطقة اللجاة، بالإضافة الى استقدام تعزيزات عسكرية الى المنطقة لمواجهة هجوم متوقع للجيش السوري، يهدف إلى عزل اللجاة عن ريف درعا الشرقي. في موازاة ذلك، نقلت تنسيقيات المسلحين دعوات قادة الفصائل لـ«الشباب الثائر» في الجنوب، إلى الالتحاق بالجبهات في أسرع وقت ممكن، مع التأكيد أن «ثمّة سلاحاً يكفي للجميع، ولا ينقصنا إلا الرجال للقتال».
-الأخبار-