– إبليس لا يخيفنا ما يخيفنا اشباه المسيحيين… ما فائدة الشجب وترك الصحف المصورّة يلبس العقائد الدينية المسيحية أزياء السخرية..؟
***
ماذا ينتظرنا ان نحن شذيّنا عن طريق المسيح؟ إن كان الدين المسيحي هو من أعطى الحضارة الغربية قوتها، عندئذٍ لا يسعنا تلافي الشعور بالقلق تجاه علمنة الفكر البشري الحالية، لا يسعنا أن ننظر بدون قلق الى ما تصطدم به الفكرة المسيحية وقوة الإيمان والآداب المسيحيين من عراقيل والى الوهن الذي حلّ بهما في أيامنا.
إن الغرب وأوروبا مدينان بعظمتهما للدين المسيحي. فهو سؤال حيوي أن نعرف إن كان الغرب سيبقى للمسيح أم لا. إنه واقع مؤسف لا يمكن انكاره أنه مع العصر الحديث بدأ عدم الأمانة نحو المسيح من شعوب كانت من قبل مسيحيّة، وهي ظاهرة لا تزال مستمرّة حتى يومنا..
إن مظاهر حياتنا العلمية والإقتصادية والثقافية والسياسية تتحاشى أي تأثير للروح المسيحية.. نولد اليوم في عالم تنصّل من المسيح وسط جمهور من الذين خانوا الأمانة نحوه.
مع ذلك ليس من شك ّ حول ما ينتظرنا ان نحن انفصلنا عن المسيح. ماذا يحلّ بنا؟ ما يحلّ بالجسد عندما ينفصل عن النفس.
عندما تنفصل النفس عن الجسد لا يعود هناك ما يجمع آلاف الأجزاء ولا يبقى كائن بشري بل قبضة من الملح والفحم والفوسفور والماء والحديد و10 أنواع أخر من المعادن؟ كذلك عندما تغادر القيم الروحية المجتمع البشري لا يبقى هنالك ما يؤمن وحدته، فبدل مجتمع بشري منظّم مرتّب تبقى كومة صغيرة من الفبارك والمحركات والسجون والمستشفيات والمطابع.
في نفس الإنسان المعاصر: كفاح دون ظفر. يمشي طريقه دون ان يعرف الى اين تصل به…
ولكن هل نحسن التبشير..؟؟ لا نستطيع التغلّب عليها بالكلام والدعاية والخطابات..؟؟ كيف إذن؟؟ بالرجوع الى المسيح. أن ندع المسيح يدخل فينا..
ما الفائدة من شجب الثوار إن كنت في الوقت عينه أترك الصحف المصورّة ودور السينما والمسارح تلبس العقائد الدينية المسيحية أزياء السخرية..؟؟
أيها الأخوة لا نخاف الثورة ولا نرتعد أمام إبليس، ما يخيفنا هم اشباه المسيحيين هؤلاء… كل نظام لا يحافظ على الأسس التي قام عليها لا يمكن أن يثبت وهو الى زوال.. إنّ الحضارة الأوروبية مدينة بعظمتها للإيمان وآداب المسيحيين.. لهذا السبب الحضارة الأوروبية ماضية الى الخراب إذ ما تخلّت عن فكر المسيح… فكما أن الحضارة الرومانية اضمحلّت بسبب عبادة البغاء عند الذكور والإناث كذلك حضارتنا ستزول بسبب أصنام الـ (Boys an Girls) وغيرها مما لا يعدّ من اشكال الخفة الأخلاقية.
ص: 150 – 151 – 152 – 153
***
أخلت الشرطة الفرنسية كنيسة القديسة ريتا “سانت ريتا” التى تقع فى الدائرة 15 بباريس بهدف هدمها، جاءت تلك الخطوة بعد مرور وقت طويل فى معركة قضائية بعد اتهام مرتادى الكنيسة من الكاثوليك المتشددين، إضافة إلى ضرورة هدم الكنيسة من أجل بناء مبنى سكنى ملحق به أماكن مخصصة لوقوف السيارات.
ووفقاً لصحيفة “لا كروا” الفرنسية أن فرق من قوات الأمن الفرنسية قامت بإخلاء الكنيسة من المصلين والكهنة والقساوسة بعنف مفرط بعد مطالبتهم بالمغادرة عدة مرات.
وأشار نائب عمدة الدائرة 15، إلى أن الشرطة الفرنسية هرعت إلى المكان بحضور 12 سيارة شرطة مكونة من فرق خاصة وفض شغب تحسباً لاندلاع أى احتجاجات، وخاصة أن هناك الكثير من الكاثوليك معترضين على هدم المبنى الدينى، وكانوا قد نظموا مؤخراً العديد من الوقفات الاحتجاجية بخصوص ذلك الشأن.
***
عن كتاب “يسوع المسيح” ، للمطران تيهامر طُت Thiamer Toth، من أشهر وعاظ هذا الجيل. كان له تأثير كبير على تيار الفكر في أوروبا وحملت الإذاعات العالمية مواعظه الى أربعة أقطار العالم. توفي عام 1939، بعدما تبوأ أسقف مدينة “فيسبريم” المجرية. وتميزت وعظاته بتحليل رفيع لنفسية إنسان اليوم، وكان مرشد الحركة الكشفية العالمية.
سار في وعظه على نمط المعلّم الإلهي مستعملاً الأمثال والتشابيه العميقة المغزى. أدرجت دعوى تطويبه من عدة سنوات. وتتميز مؤلفاته بالصدقية والواقعية والعصرية. إذا غيرّنا بعض الأسماء والتواريخ يغلبنا الشعور أن ما كتب قد كتبه البارحة فقط…
(ترجمة الأب نعمة الله العاقوري).