عَ مدار الساعة


الى روح نزار قباني من مونديال “العربان”!

– دراسة للسعودية إذا كانت تُمثِّل العرب، ما زالت تدرس هويتها.. (أمين أبو راشد)

***

صديقي نزار،
في كل حدثٍ أُناجيك،
وأعيش معك اللحظة…
نحن العرب في المونديال يا سيدي،
لكن هذا لا يعني أننا انطلقنا الى العالمية، بل العالم يأتي إلينا،
وما زالت رؤوس بعض قادة العرب، كُرات قدمٍ بين أرجُل الكبار في العالم،
وما زلنا كما تركتنا ننتقل من عصرِ الذلّ الى عصر الذلّ.. ونُحافظ على الثوابت!

نُشارك بثلاثِ دولٍ عربية، وبدولةٍ رابعة هويتها العربية “قيد الدرس”،
المغرب تُشارك، وأيضاً حبيبتك المِغناج تونس،
ولعِبَت بلاد الزيتون بأقدام شبابها وبحضارة شعبها مباراةِ راقية..
وشاركت مصر، العريقة بكرة القدم كما في السياسة،
لكن مشكلة مصر، أنها في دورها العربي باتت تضع قَدَماً في معبر رفح وأخرى في قطاع غزَّة..
وشاركت السعودية… ولا ندري إذا كانت تُمثِّل العرب، أم أنها ما زالت تدرس هويتها،
وهي في كرة القدم كما في السياسة، لا تعرف أين يقع المرمى،
رُبما أضاعته، كما أضاعت قِبلة المسلمين والعرب في فلسطين!

وشكَّلنا فريقاً جماهيرياً من كل العرب سيدي، ونلعب على كركرة الأراكيل،
ولم نواجه مشكلة في تشكيلة لاعبيّ خط الوسط،
لأن “عرب الإعتدال” هُم دائماً خط الوسط ولكن،
لا يؤتمن لهُم خلف ظهورنا، لا في الدفاع ولا في الهجوم، ونختلف معهم على وجهة مرمى الخصم!

لم نواجه مشكلة في تركيبة خط الدفاع، لأن المُدافعين عن بقايا العروبة معروفون،
وبقيت لدينا مُعضلة تشكيل خط الهجوم وتلقائياً وجدنا الحلّ،

لبنان،
لبنان وحده خطّ الهجوم، نحو أي حارس مرمى يرفع رأسه أمام شموخنا،
ولا تَخَف علينا يا نزار،
ما زال لدى بعض بقايا الأمة العربية بقايا شرف،
ويعترفون لنا أن القدر المكتوب، بأن نكون خط الدفاع والوسط والهجوم،
في ملعبِ عربي أضاع الكُرة، كما أضاع البوصلة،
عروبةٌ بات مرماها حضارة سوريا وبُنية العراق وأطفال اليمن حتى آخر طفل وآخر ذرَّة كرامة… لو بقي لدى العُربان جُرعة كرامة …