ما يسمى”مجلس سوريا الديمقراطية”، الواجهة السياسية ل”قوات سوريا الديموقراطية”،يعلن استعداده للتفاوض بلا شروط مع دمشق وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية، التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري وتحظى بدعم أميركي، على مساحات واسعة في شمال وشمال شرق البلاد. وياتي ابداء الاستعداد للتفاوض مع الحكومة السورية بعد نحو أسبوعين من تأكيد الرئيس السوري في مقابلة تلفزيونية انه ، باتت قوات سوريا الديموقراطية “المشكلة الوحيدة المتبقية وتنظر دمشق الى هذه القوات بوصفها “ورقة” أميركية نظراً للدعم الذي تتلقاه من واشنطن.
ومطلع الشهر الحالي، زار وفد من معارضة الداخل، محافظة الحسكة حيث سلم القادة في مجلس سوريا الديمقراطية دعوة للمشاركة في “مؤتمر حوار وطني” من المقرر عقده في دمشق.
ويبدو أن الأكراد في الشمال السوري أصبحوا أكثر استعدادا للحوار مع دمشق بعد تصريحات الرئيس الأخيرة بفتح الباب أمام المفاوضات، وغداة توصل الولايات المتحدة إلى الاتفاق مع تركيا حول إدارة منبج بشكل مشترك وطرد الوحدات منها خلال 90 يوما حيث الضربة الثانية للوحدات الكردية.
وذلك بعد أن اجتاحت القوات التركية ومن والاها من مسلحين ومتطرفين منطقة عفرين السورية في مارس الماضي وان كانت المعطيات هذه مهمة في استعداد التفاوض فان الاهم اخذ رغبة دمشق وقرارها على محمل الجد والابتعاد عن الاوهام التي تباع لهم اي لحزب الاتحاى الديمقراطي وقوات سوريا الديقراطية من قبل واشنطن الان او دول اقليمية كالسعودية او الامارات حول تقديم دعم لهم ولعله من نافلة القول بان ذلك وان تم سيكون مرحليا لتصفية حسابات مع هذا الطرف اوذاك.
لذا لابد من اخذ الوقائع على الارض بعين الاعتبار بل والمسارعة الى تلقف الفرصة التي وفرتها دمشق للحصول على مكاسب لن تتحقق الا على طاولة التفاوض وبضمانات حتى من اطراف حليفة لدمشق.
ان الاوهام التي بنيت عليها تصورات اكثر من طرف منذ بداية الحرب على سوريا لم تحمل خيرا لاحد بل كانت السبب في تشريد الناس كما في حالة عفرين اذ كان الاولى التنسيق مع الضامن لوحدة واستقلال البلاد اي الجيش السوري منذ بداية التهديدات التركية, بدلا من الرهان على نتائج لم تكن في محصلتها لمصلحة المواطن السوري الذي علمته السنوات الماضية كم هو بحاجة الى الدولة بدلا من اية جهة اخرى مهما كانت تسميتها.
-العالم-