أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الأب روي عبدالله: أفرغوا الشَنَط لتدخلوا قطار السماء.. (Audio)

– من هو الأعظم في ملكوت السموات..؟؟

***

عظة الأب روي عبدالله “حقيبة السفر” في قداس السلام في دير القديسة تريزيا الطفل يسوع 💒 – سهيلة: (١ حزيران ٢٠١٨)

بإسم الآب والإبن والروح القدس الى الواحد أمين.. المجد لله.

حلو الفرح مع يسوع خاصةً بس نكون عَم نتشارك بالذبيحة الإلهية، بالرغم من مشاركتنا بآلام وموت المسيح، لتقديم ذاتو فداءً عنّا ، لكننا نشترك ايضاً بقيامته. والقيامة مليانة فرح.. رغم إنّو أكيد يسوع كان يتمنّى عند ظهوره لتلاميذه الاّ يضطربوا، لأنو بس يظهر بيناتنا، يحب المسيح أنو يكون حضوره مصدر فرح وإبتسامة.

في شَبْ هوّي ورفيقو مسافرين، راحو على محطة train ، بِيوصلو شوي متأخرين، وعَم يقلّع وماشي.. بصيرو يركضو .. واحد معو شَنطة سفر تقيلة مش عَم يقدر يوصل، التاني لحّق الـ”train” طلِع عليه، والأوّل ما كان يِترك الشنطة، بالنهاية قَعد بالأرض وصار غاشي بالضحك..!

سألو الناس ليه عَم تِضحك..؟ قَلُّن: هيدا اللي لحّق الـ”train” وطلِع ، كان جايي يودعّني…!!

بالفعل مرات كتيري نحنا مِنْتَقِّل علينا الحياة، ومنِحمل شَنط تقيلة، والهدف اللي رايحين كِرمالو يسبقونا عليه كلّ الناس.. حتى اللي ما عِندُن نفس الهدف، بيطلع وبِيمشي بالـ”train” وانا يللي رايح لحتى لحّق سَفرتي، ما بوصل لأنو مش قادر إتخلّى عن الشنطة…!! َ

نحنا بسفرة صوب السما، صوب يسوع المسيح يللي منّو جينا.. صدقوني بهالسَفرة للأسف صارت شَنطنا كتير كبيري، ما بتِنحَمَل أصلاً وما بتقطع بسبب الوزن. من هيك اليوم في اشخاص كتار، ما معُن شَنط ، ومنُّن مسافرين عَ نفس الطريق يللي رايحين فيها، رح نتفاجأ إنّو رح يوصلو قبلنا..

بدنا نتأمّل بنص الإنجيل، من هو الأعظم في ملكوت السموات..؟؟ مين رَح يوصل لهونيك..!! مين رَح يقلّع هون بملكوت السما ورَح يوصل..!!

ويسوu، بعد ما حطّ الطفل بيناتُن، بِقول عنّو: إن لم تعودوا فتصيروا مثل الأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات، فمن يوضع نفسه مثل هذا الطفل هو الأعظم..!!

إنتو بتعرفوا إنّو الكبرياء فيه وزن ولو ما حسيتو فيه..!! الإنسان المليان من ذاتو هوّي شخص حامِل شَنطة كتير كبيري وما معو خبر، وبيفتخر فيها بين الناس..!! بتعرفو إنّو هيدي الشنطة ما بتدخل من الباب لأنّو كبريائو رح يعلّق بالخارج..؟؟ هل منعرف كم شخص رح يدخلو قبلو لأنو مَنُّن حاملين شي..!!

هالطفل يللي عَم يِحكي عنّو يسوع، منّا “الولدنة” أو الولد الصغير يللي بيقعد وبِشرخِط، وبيِِجوي الدِني.. مش هيدا اللي عَم يِحكي عنّو.. المسيح عَم يِحكي عن روح الطفولة يللي موجوة فينا.. ويمكن تكون موجودة بإنسان عِمرو 70 سنة، ويلقطو يسوع المسيح ويحطّو بالنص بين تلاميذو ويقلّن: إن لم ترجعوا كالأطفال – الشيخ – ومنطقه وتفكيره لن تدخلوا ملكوت السمَوات..

ورح نِحكي عن الشنطة التقيلي يللي ما بيِحمِلها الولد الصغير ، شو معقولي يكون فيها..؟؟

رَح إحكي فقط عن 3 نقاط، وفي كتير أمور ممكن تكون مودودة بالشنطة..

1) الماضي –  الولد الصغير ما بيِحمل الماضي عَ كتافو، منّو ملبّك كيف بدّو يروح بالمستقبل.. أكيد عَم إحكي عن مشهد نسعى تخيلّه بالصور، ولكنّه واقعي..

  • الولد الصغير إذا جلسنا بجانبو، ما بيِفتح جروحات ماضية، لأنّو ما عندو..
  • الولد الصغير إذا قَعَدنا معو ما بِقلّك عن تعاسة الحاضر اللي عَم يعيشا ، ولا عن مشاكل عَم يِمرُق فيها، لأنو بِعيش اللحظة متل ما هي..
  • الولد الصغير ما بقلّك ، إنّو عِتلان همّ المستقبل، لأنو حاطط حالو بشنطة فاضية، وماشي.. وأكتر شي بحفاض.. مِتِل ما هوّي، ماشي وعَم بيِبرُم ويلعب، وحاطط حالو بأمان بين إيدين المسؤولين عنّو…

الطفل ما بيحمل جروحات وبيتمسّك فيها.. الطفل ما بضلّ كلّ ما دقّ الكوز بالجرّة يِحمُل الماضي وبِردّ كلّ جروحاتو وبصير يِندُب حظّو…

الطفل ما عِندو الماضي، عندو فقط الحاضر.. وإذا إنتا تخانقت معو وزِعَلتو.. بعذ ثواني حكيه، بيحكيك ما كأنّو صار شي.. لأنو ما بيحمل معو الماضي.. بعكسنا نحنا شَنطنا ملياني من الماضي..

يفكّر كل واحد هلق هالشنطة اللي حامِلها بهالسفرَة بالحياة، قديه مليانة من طفولتو ومش قادِر يِطلع منها..؟؟ من مشاكل مع أهلو ومنّو قادِر يِطلع منها..!! من مواقف مع اصدقائو وهموم حصلت وصدمات أكلها ومش قادِر يِضهر منّا..؟؟ وكل هالأمور مجمّعها بالشنطة ما بَدّو يتخلّى عنُّن..

بس شو بقول: أنا تعبان... وما بعرف شو مخبّى الي المستقبل…!! طبيعي ما رَح يعرف شو محضّرلو المستقبل، لأنو عايش الماضي وخايف من المستقبل..!!

دعوتي لكم، شيلو الماضي وتجاوزوه، أو صحّحوه، وقولو للمسيح: رَح نوضع كل همومنا عندك تحت الصليب.

2) الفسلفات والدراسات التي نكتسبها خلال الحياة. لأنو منِكبَر شوَي شوَيْ.. ومنِكتشف حالنا إنو نحنا كتير أذكياء، وأفهم من الدين.. – إذا سميّنا الديانة المسيحية دين، لأنّو شخصياً أسميّها حياة مسيحية ومش ديانة – لأنو الحياة المسيحية لو ما حدا خبَّرني عنها وعن يسوع، هيّي موجودة فيّي، ويسوع موجود فيّي، ولأنو حياتي جايي من روح الله.

وبالنهاية منوصل الى وقت، كلمة الله لم تعد تعني لي شيئاً.. لأنو في تيارات فلسفية، وفي عِلم. وفي ثقافة دخلت على رأسي وضَهرِّت الله، وأخدت محلّو.. صار ما مكان بالشنطة للروحانيات. ما بقا في لزوم للعواطف والحب واللقاء مع الله؟؟؟؟ ما في لزوم إني إفهم الإيمان وشو مغزى إنّو في اله ومش قادر إحويه كلّه..

خلص حكيني عقل. حكيني منطق. حكيني سَتفة شهادات جمّعتا بحياتي.. وعن فسلفات وكتب عظيمة قرأتها… أمّا يسوع اللي عَم تخبرّني عنّو ، مش كلّ العالم بيعَرفوه، وكمان اللي غير مثقّف بيعرِف يِحكي عن يسوع.. مين انتا حتى تِحكيني عن يسوع…. ما سِتِّك اللي ما بعِمرها تعلمّت، كمان بتِحكيني عن يسوع… إنتا عَم تِحكي مع شخص عالِم ومع زلمي مثقّف.. وهيك الكلام مع شخص مليان من ذاتو، كبريائو لا يسمح له أن يدخل أي شيء من سخافات التواضع ، الرحمة ، المغفرة ، الإنسحاق ، والإعتراف بالخطأ.. كل هالأمور مش موجودة بقاموسه..

3) القوانين اللي وضعناها بحياتنا.. فرغم إنّو صحيح الإنسان يسعى تنظيم حياتو ولكن بيوصَل لمحلّ يصبح قانون معيّن كوني بحاجة الو متمسّك فيه. وإنّو لازم ضلّ متمسّك فيه…

حلو القانون والشريعة، بس بالآخر بِتصير القوانين أحمال.. ونصير أناس معتمدة فقط عَ الشريعة والقانون. ومين أكتر أشخاص خانقو يسوع..؟؟ الفريسيين والكتبة..!! الجماعة اللي عَم تحفظ الحرف مِتل ما هوّي… وليه عَم تاكلو نهار السبت..!! وليه عَم تِعمل عجيبة يوم السبت..!! وليش عم تِقعد ببيوت الناس دون ما تغتسل في الخارج..!! كيف عَم ترحم وتنقذ حدا يوم السبت..!!

وهيك يسوع بِحاول يدخل قلبنا وحياتنا.. حتى يغيّر نمط تفكيرنا، لكن نجاوبه بفتح الشنطة: هيدا القانون لا يجيز بأمر، وهيدا قانون يتحدث عن أمر… وبالنهاية جروحات الماضي ما بِخلّوني أقبل… وهيك منِرفض رحمة يسوع لأنّو شنطنا مليانة من ذواتنا… ومن هيك الله مش عَم يِقدُر يِخرقنا حتى يساعدنا…

يا جماعة حُب إلهنا ما الو حدود. ولا في قانون أو شريعة يحدّها… ميشان هك الحب يخرق كل الأماكن، كما الطفل الذي لا يتوقف عند ايّ شيء.. من لديه روح الطفولة ما فيشي يردعه عن المسامحة ، والسير بطريق الغفران لحدّ إنّو بيِغمرك رغم اذيتّك له… ليه؟؟ لأنّو شَنطتو مش مملوءة متل شَنطنا، وبعدو الطفل حرّ وقادر يسامح…

بدنا نفضّي شَنطنا، لأنو يسوع يقول لتلاميذه: طوبى للعيون التي ترى ما أتنم تَرَون… القانون الحقيقي هوّي الرحمة. تلاميذو شافو الحقيقة، والكلام الحي يللي ما حدَن يستطيع أنو يقولو… بسوع يتحدث بكلام لا يشبه عالمنا.. وبعدو كلامو عم يخبرّ عن شَنَطنا المليانة من الحقد والتعب والكره والضعف، وما بدنا نعترف…

كيف نفرغ شَنَطنا..؟؟

في طريقة واحدة يمكن تفريغ الأحمال، علّنا نستطيع ركوب الـ”train”.. ولنقل لله: أنا إنسان ضعيف…!!

كل مرّة تعترف بضعفك، رغم تعظيم الناس الك.. قول للرب:

  • أنا ما بَعرِف صلّي… رح يساعدك تصلّي..!!
  • أنا مش قادر كون قوي… رح يقويّك…!!
  • أنا مش عارِف حلّ مشكلتي.. ورح يحلّ المشكلة إذا أستسلمت لمشيئتو..

كل مرّة بِتقول فيها للرب، أنا بَعرِف إنّي ضعيف، أنتا عَم تِنزع من “الشَنطة” أغراض مش بحاجة الها، لأن يسوع سيستبدلها بأمور أنت بحاجة الها أكثر..

نجن ننسى ضعفنا ، ونبكي أمام يسوع. ولكن بكلمة تعزية من البشر ننفُخ بأنفسنا، وننسى ضعفنا.. لكن يسوع بيَعرف ضعفنا، ولهذا السبب على الدوام هو فاتح يديه ليستقبلنا على الصليب، لأنّو يستطيع رفع الأثقال، وهو سيريحنا من الماضي، لأنه سيسير معنا بالحاضر وسيبارك مستقبلنا..

شريعة وقانون يسوع هي فقط “حب”.. وعندها سنكون أحرار من كل أغراض الشَنطة، وما نحن بحاجة اليه، سيعطيه لنا… لكن علينا أن نكون ضمن “train” السما.. ما لازم نضيّع الطريق ولا نخاف.. يللي عندو روح الطفولة ما بِضيّع الله ولا مرّة.. واضحة يسوع قال: إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات… بأفواه الأطفال والرضّع اسّست لك عزّةً، أخفيت كلّ الأمور عن الحكماء، وأظهرتها للأطفال والبسطاء…

نعم واضح يسوع، بساطة الروح والطفولة، متِل ولد ناطِر بَيّو يِضهر من منجم للفحم.. ولكن مع وقت خروج العمال، يظهر الجميع مملوء بالشِحتار من ورا غبرة المعمل… فالطفل ما كان قادر يميز بيّو…!! من هيك بيِجي زلمي بيسألو عن طلبو، بقلّو ناطِر بيّي…!!

بقلّو: مش رح تَعرفو، كلّن مشَحترين وكلّن مِتِل بعضُن، إذا هون بِتضلّ ناطر رح تِنطر كتير… بِجاوبو الولد: أنا ما رَح أعرفو، بس أوّل ما يِضهر هوّي رَح يعرفني…

نؤمن باله واحد آب ضابط الكلّ…