– الثورة مستمرّة بإعلام يظهّر نسوة يرفعن يافطة “Yes” لقتل الأطفال بالإجهاض
– أكبر فعل محبة ليس إعطاء المال بل خلاص نفس.. (التفاصيل)
***
عظة الأب رالف طنجر – مذبح التضحية وأهمية قلب يسوع الوديع : (3 حزيران 2018)
صار واضح بالزمن اللي نحنا فيه، انو المسيح منّو الملك عَ مجتمعاتنا، وحتى بلبنان. حتى عند البعض المسيحيي صار منبوذ.. لأنو إذا حكيتو عن المسيح كأنو عَم نِحكي عن شي غريب، ومش معنيين فيه.
المحبة عَم تِفتُر بقلوب كتار من الناس، والناس تابعة أفكار بعيدي عن الله نهائياً، والعِيَل عَم تِتفكّك.. وهيدا كلّو لأنو قلب يسوع منّو مقيم بقلوب الناس.
وبالرغم من القلق الخفيّ لدى الناس، الأمور عَم تزيد أكتر، والمحبة عَم تختفي، ومِتل ما قال يسوع بإنجيل متى 24 : حتى الولاد والأهل رَح يوصلو إنّو ما يحبّو بعضن. وأنا كاهن وعَم شوف بعيوني، منّي غريب عن الموضوع.
لكن رح بضلّ صوت يسوع نِسمعو، رغم كلشي، وهوّي اللي قال: تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والمثقلين بالأحمال وأنا أريحكم.. عَم تفتشو عن الراحة كلنا تعبانين، ولكن ما منلاقيها الاّ بقلب يسوع. وهيدا اللي إكتشفو القديس يوحنا الحبيب. لأنو كان أوّل المتعبدين لقلب يسوع.
يوحنا أكثر واحد عاش بين الرسل، كان اكتر واحد طاهر. تُسمّيه الكنيسة “التلميذ الظاهر”. وكان أقرب شخص للعذراء مريم. وكان عندو طفولة روحية. لأنو لمّا يقول يسوع: أشكرك يا أبتاه لأنك أخفيت هذه الأمور عن الحكماء والفهماء وأظهرتها للأطفال.. والوحيد بإنجيلو اللي ذكر طعنة قلب يسوع بالحربة عَ الصليب. وهوّي أكتر واحد برسائلو كتب عن المحبة، لأنو عندو هيدي الطفولة الروحية. ومن لا يحبّ لا يعرف الله، لأن الله محبة.
يوحنا الوحيد بعزّ التجربة والمحنة، وقت صلب يسوع.. الكلّ هرب حتى بطرس رئيس الكنيسة أوّل بابا. ونكروا… الوحيد اللي ما هَرب هوّي يوحنا.. لأنّو كان مع العدرا…
ويللي بِكون مع العدرا، بقلب المحنة والتجربة ما فيشي بِهزّو، ما بيهرب ويواجِه.. ميشان هيك يسوع كافئو ليوحنا، وسلمّوا العدرا تِبقى معو…
الشخص اللي عندو طفولة روحية محبوب من أم الله، وأمّ الله حدّو.. يقول عنّو القديس أغسطينس عن يوحنا الحبيب: باتكائه على صدر يسوع في العشاء السرّي نال نِعمةً مميزّة من الرب، وهي أنّه قد فهم أعمق أسرار قلب يسوع الأقدس.
وكل القديسين فهمو أهمية الطفولة الروحية، متل القديس برنار (St Bernard) والقديس فرنسوا دي سال (Francis de Sales)، والقديسة كلارا، والقديسة تريزيا الأفيلية، والقديسة كاترين السينائية.. القديس أنطونيوس البادواني بِقول: إن قلب يسوع هو شمس النفوس التي تشتعل في قلوبهم من أجل الحب. هو مسكن للنفوس المحبّة. هو مذبح التضحية حيث ننسحق كلياً أمام المسيح.
المتصوفة جيرترود
القديسة (Gertrude the Great) العظيمة من رهبنة البنديكتان، أعطت قلبها لله، وقالت: يا رب ، ها هو قلبي المنفصل عن جميع المخلوقات، اقدمّه لك بكامل إرادتي، واطلب منك أن تطهرّه بماء جرح جنبك المقدّس، وان تزينّه بدم قلبك الثمين.
كل القديسين ببداية حياتهم قدمّوا ذاتهم لقلب يسوع. يللي هوّي مصدر الحياة. والقديسة فيرونيكا جولياني أعطت قلبها ليسوع، قالتلو: نضفّو من الشوائب..
مرّة القديسة “جرترود” ظهرلا يسوع، وقدّم للآب الأزلي (أبيه السماوي) قلب القديسة، متحّد بقلبو.. يعني وحّد قلبو بقلبها، وقدمّوا للآب، مِتِل ما صار مع القديسة فيرونيكا جولياني، وكان الراهبات بقلب الدير، يشهدو إنّو يسمعو دقتين (2) قلب.. ودقة قلب يسوع كان يسمعوها من آخر الكنيسة.. وكانت القديسة فيرونيكا تقول: إنها النار المشتعلة في قلب يسوع الأقدس، لخلاص الخطأة..
القديسة “جرترود” بعيد القديس يوحنا الحبيب، بيظهرلا وبقلها: نعم لقد سمعتهم، ولقد تهلّلت نفسي بسماع دقات قلبه. خبّرها يوحنا الحبيب، كيف تهلّلت نفسو لمّا حطّ راسو على صدر يسوع، وكان عَم يسمع دقات قلبو..
ورِجع مسك يوحنا الحبيب القديسة “جرترود”، وأخدها لعند يسوع، وقلها: تعالي معي لنستريح معاً على قلب يسوع الأقدس، الذي هو منبع كل كنوز السعادة.
هيدي هيّ حياة التصوّف السريّة للقديسين، الغوص في قلب يسوع الأقدس.. ونحنا بعد ما إكتشفنا قوة هيدا السرّ.. ميشان هيك، كلنا منِفتِكر إنّو القديسة “مرغريت الا كوك” (Marguerite Marie Alacoque) هيّي من نشرت عبادة قلب يسوع بالكنيسة الكاتوليكية، ولكن من قبل بدأت عبادة قلب يسوع من خلال قديس كاهن فرنسي جان إود (Jean Eudes).
وبحسب القديس يوحنا الحبيب، بِقول للقديسة “جرتدرود”: أراد الرب أن يحتفظ بعبادة قلبه الأقدس، للأيام التي تَفتُر فيها المحبة في قلوب كثيرة، وللزمن الصعب..
ومع ظهور تيارات وهرطقات بالكنيسة، لتشويه محبة الله للبشر. ظهرت بدعة “الجانسينيزم” (Jansénisme) وكان فكرهم يدور حول أنّ الله اله ينتقم، وبحبّ يقاصِص.. وكل ما كانو يشوفو صورة لقلب يسوع يحرقوها، لأنها كانت تناقض تعاليمهم.
التوبة على الأرض
وطبعاً فئة متطرفة تولّد فئة متطرفة أخرى نقيضها.. فاستدبلت فكرة “الجانسينيزم” بفكرة إنّو الله رحوم ويغفر ويسامح من دون حاجة للتوبة.. (واليوم هيك صِرنا نسمع)… وأوعا حَدَن يقنعكم، إنّو الإنسان يدخل السماء دون توبة.. التوبة يجب أن تكون على الأرض. والإعتراف سرّ موجود بالكنيسة. ودم يسوع موجود ليغسلنا من الخطايا، والكاهن موجود لأنو يسوع أعطاه السلطان…
قلب يسوع المكلل بالنار (محبة الله)، مُحاط بإكليل من الشوك، ومتوّج بالصليب (الآلام)، ويطلب منّا نكون مستعدين لحمل الآلام والصلبان..
يسوع بِقلنا: من أراد أن يتبعني ، فليحمل صليبه كلّ يوم، ويُنكر ذاته.. يعني مش متِل ما اليوم بيِحكو “قلب يسوع حلو ومهضوم.. (لاق قلب يسوع عاجز عن العمل دون التوبة والسير بطريق الإجتهاد وحمل الصليب وإحتمال الألم)
قلب يسوع يذكرّنا بوجود الألم وحمل الصليب، وفي تكفير وإماتة بدّك تِعملها.. مار بولس يقول: إن تألمنا معه، فلكي نتمجّد أيضاً معه.. والقديسة فيرونيكا جولياني، تقول: “كل من يقول أنّه يجبّ يسوع ولا يحبّ أن يتألم معه لخلاص النفوس، فهو إمّا مغشوش وإما كاذب“.
القديس مار بولا، كان بالصحراء قبل مار انطونيوس الكبير، وكان مفكّر مار أنطونيوس إنو أوّل راهب بالصحرا.. والكنيسة بتعرف جملة واحدة قالها، وهي تختصر كِلشي:
“من يهرب من الشدّة ، يهرب من الله”.. واليوم للأسف البشرية تهرب من حمل الصليب..
القديس “جان أود” هوّي أوّل من عِمِل عيد لقلب يسوع، بأبرشيته، وبفضله إنتشر العيد بفرنسا.. وكان يقوم بِتطوفات لقلب يسوع ولقلب مريم، والبابا القديس بيوس 10 يقول: “هو معلّم ورسول قلب مريم الطاهر”.
والقديس جان أود، أد ما كان يحبّ العدرا، كان كل مرّة بدّو يِحكي عن قلب مريم، يحكي عن قلب يسوع، والعكس تماماً.. ويِحكي عن القلبين بالمفرد، لأنّو كان يِعتبرهم قلب واحد.. يقول جان أود: لا يجب الفصل بين ما جمعه الله بطريقة مثالية، فقلبي يسوع ومريم مرتبطان ببعضهما بعض، بشكل وثيق جداً. فالذي يتعبّد لقلب مريم يتعبّد لقلب يسوع في الوقت نفسه.
يقول القديس جان أود: يمكث يسوع في روحها وجسدها، قلبه يثبت في قلبها. وروحه في روحها..
بعد القديس جان أود، بـ 30 سنة، تبدأ ظهورات يسوع للقديسة “مرغريت ماري ألا كوك” المُختارة من قبل يسوع لعبادة قلبه القدوس بفرنسا والعالم. ومن صغرها كان لها حب للقربان بشكل كبير. وقد أمضت حياتها بأكملها بأفعال تعويض وإماتات تكفيراً عن الإهانات المُرتكبة بحق القربان.
يكافئها يسوع، بظهوراته، ويبدو مغطّى بالجروحات بسبب هذه الإهانات. ومع دخولها الى الدير (رهبنة الزيارة) سنة 1671، في باراي لومونيال (Paray Le Monial) في فرنسا، بقي يسوع يظهرلا، ودايماً يكشف لها حزنو جراء فتور كثر من المكرسين بحق القربان المقدس.
أول ظهور كشف يسوع عن قلبه، كان بعيد القديس يوحنا الحبيب، كما القديسة “جرترود”، وكتبت القديسة: في أحد الأيام ، وانا ساجدة امام القربان المقدس، غمرني الحضور الإلهي، لدرجة اني نسيت نفسي والمكان الذي كنت فيه. كشف لي يسوع عن عجائب محبته وأسرار قلبه القدوس، التي كان يخفيها عني دوماً حتى اظهرها للمرة الأولى..
قال لي: إن قلبي الإلهي مشتعل بالحب بالبشر، ولا سيما لك، لدرجة أنه لم يعد قادراً على إحتواء هذا اللهيب للحب الإلهي.. وأريد أن أنشر هذا الحب للبشرية جمعاء من خلالك، لأسكب عليهم نِعَم القداسة والخلاص الضروريتان، لإنتشالهم من الهلاك.
فتور الحب
اليوم حبنا ينحصر بالحب البشري فقط، يعني بحبّ الأهل لأولادهم، والأولاد للأهل. حب الأزواج لبعضهم بعض، ولأقاربهم بعض.. وهذا الحب جيّد لكنه لا يدوم. واليوم بدأنا نشهد عدم حبّ أبناء لأهلهم، ولا حب الأزواح لبعضهم.. الحب الأرضي لا يدوم إن لا ينبع من حب الهي.. لأنّه عندما يحب الرجل إمرأته والمرأة للرجل بالكنيسة يجب أن يكون حبهما أساساً لخلاص نفسَيهما.. المرأة يجب أن تخلص نفس زوجها بالمحبة التي تكنهّا له، والزوج يجب أن يُخلص نفس زوجته بالمحبة التي يكنهّا لها… والزواج دعوة لخلاص النفوس. وتربية الأولاد كذلك.
يسوع عندو عَطَش لخلاص النفوس. على الأهل أن تكون أولوياتهم خلاص نفوس أبنائهم. وهذا الأمر لا يكون الاّ بالصلاة والتوبة، وأعمال الخير، والإعتراف.. الإهتمام فقط بالشهادات غير كافي. وشِفنا أهل رَح ينهارو بسبب تقديم إمتحانات “البريفيه” وغير مبالين إذا أبناءهم يعيشون بحالة الخطيئة..
المحبة الحقيقية هي إحتراق يسوع ليخلّص أكبر عدد من النفوس، والقديس “بادريه بيو” يقول: ليس أكبر فعل محبة بإعطاء المال لفقير، ولا بمساعدة المريض في إحتياجاته (هذه الأمور واجب فعلها) بل بمساعدة الخاطئ على خلاص نفسه… وهذا الأمر يحصل بالوعظ والمثل الصالح، وبالصلاة والإماتات.
بالظهور الثاني ليسوع على القديسة “مارغريت ألا كوك” يشكف يسوع عن قلبه المشتعل بالنار، ويقول: أشعر الآن بآلام كثيرة. يا ليتهم يبادلون القليل من هذا الحب، لكنت تناسيت كل آلامي السابقة وعدت وتألمت من أجلهم.
نعَمل 3 أيام سجود بحريصا تحضيراً لذكرى تكريس لبنان لقلب مريم، قديه عدد المسيحييين الذين جلسوا أمام القربان… أين كانت باصات المدارس..؟؟ ليه يُخلّص لبنان بغير القربان المقدس والعذراء مريم..
بالظهور الثالث على القديسة “مارغريت ألا كوك”، يظهر يسوع يبكي من عدم وفاء البشر، يقول: هذا هو القلب الذي لطالما أحبّ البشر، وبذل كلّ ما لديه من أجلهم، حتى أنّه إستنفذ لإظهار هذا الحب. وبالمقابل لم أتلقّى منهم سوى
- نكران الجميل.
- إستخفاف.
- تدنيس المقدسات.
- الفتور تجاه سرّ الحب هذا (القربان).
وما يحزنني أكثر هي قلوب المكرسيّن الذين يهينونني بالقربان المقدس.
لو قلبنا مشتعل لكنّا يومياً نزور القربان، ولكنّا مع مرورنا بجانب الكنيسة لردّدنا كلمات: فليشكر يسوع في كل زمان وليمجّد في سرّ القربان..
أفعال تعويض
ويطلب يسوع من مارغريت ألا كوك أفعال تعويض، وهي: أن نقدّس ونتناول كل أوّل جمعة من الشهر على مدة 9 أشهر. كما قلب مريم بظهورات فاطيما، كل أوّل سبت من كل شهر.
والأمر الثاني اللي طلبو يسوع من القديسة، هو تخصيص ساعة سجود كل اول خميس من الشهر من الساعة 11:00 وحتى 12:00 ليلاً، كذكرى لعذاباتو ببستان الزيتون، حتى يتحّد المؤمنون معه، لأنّ يسوع بهذه اللحظة كان متروك ووحيد.. وقال لتلاميذه: أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة.
اليوم الا نستطيع أن نسهر معه ساعة واحدة بالشهر. نهار الخميس.. دايماً الحجّة ما في وقت.. بس المسلسلات الرمضانية في الها وقت.
بالنهاية يطلب يسوع من القديسة “مرغريت ألا كوك” إقامة عيد رسمي، والبابا بيوس 9 هو من نشر عيد قلب يسوع سنة 1856، ضمن الكنيسة الكاتوليكية. ويقول عن الهدف: إصلاح الإعتداءات المرتكبة بحق القربان المقدس، والقلب الأقدس بالعالم.
تخليص فرنسا
ولأنّ هدف ظهورات يسوع على القديسة “مارغريت ألا كوك” ليس فقط التعويض على إلاهانات بحق قلبو القدوس. كان في هدف ثاني مهم جداً، وهو تجنيب فرنسا من الثورة الفرنسية، الذي هدفه الأساسي فقدان إيمانها المسيحي والجحود.
أرسلت القديسة رسالة لمرشد الملك لويس 14، تقول له فيها: يريد القلب الأقدس، أن يكون المحامي عن ملك فرنسا، ضدّ كل أعدائه المنظورين وغير المنظورين، عن طريق هذا التكريس (لفرنسا)، يرغب يسوع بحمايته وخلاصه الأكيد، وسوف يمنح النصر لجيشه.
وطلب أن يوضع قلب يسوع على علم فرنسا، كما جاء بظهورات فاطيما، فالمعركة ذاتها على القلبين الأقدسين من ابليس، لكن للأسف رُفض التكريس والنداء من قبل الملك…
عندها ذهبت القديسة شخصياً على قصر فرساي، لمقابلة الملك، ورغم كل شيء. الملك رفض تلبية نداء السماء. وكانت فرنسا في حينها بذروة مجدها: تقدّم صناعي وثقافي، وكان لديها أقوى جيش.. وما طلبته القديسة من الملك ليس فقط تكريس فرنسا، بل بناء كنيسة ليسوع لتكريم قلبه الأقدس.
بس أد ما كان الملك لويس 14 متكبّر، ردّ: ليه يسوع يظهر على راهبة بسيطة وأميّة ومش متعلمّة، بدل ما يظهر عليّ أنا ملك فرنسا، ويطلب منّي شخصياً التكريس.. وكان يطلق عليه لقب ملك الشمس “le Roi Soleil”..
من بعده جاء الملك لويس 15. أيضاً رفض نداء السماء بتكريس فرنسا لقلب يسوع.
بعد 100 سنة يطلب يسوع التكريس وايضاً رُفض.. عندها تندلع الثورة الفرنسية سنة 1789.
وهيدا التاريخ 1789 ، هو تاريخ شرير. وبعهد الملك لويس 16، الثوار (داعش في حينه) يعتقلون الملك والعائلة المالكة، ويقطعون رؤزسهم بالعلن، ويبدأ فصل الدين عن الدولة… ويتمّ خلق فرنسا الجديدة العلمانية..
تمّ تجريد الكنيسة من كل السلطات. ومن الأراضي والممتلكات. وبيعت بالمزاد العلني.. دمرّوا التماثيل والأيقونات بالكنائس. حرقوا الصلبان، ورميت الأجراس.
ووضعوا قوانين تطال أي كاهن لا ينفّذ أوامرهم، وتمّ قتل الآلاف ونفي الآلاف.. وقتل عدد كبير من المطارنة والكهنة والرهبان، وحصل إعدام جماعي للكهنة الأمينين على تعاليم الكنيسة..
واليوم ما زالت رواسب الثورة الفرنسية مستمرّة.. بالعائلات. فالبلدان تشرّع وصايا وقوانين ضدّ الله. في ارلندا منذ أسبوع شرعّت قانون الإجهاض. ويا لطيف الإعلام يظهّر لبضعة نسوة يحملن يا فطات “Yes” لقتل الأطفال…
الثورة الفرنسية هي حرب عَ الكنيسة بعمقها وتعاليم الكنيسة، ونبوءة النبي أشعيا الذي استشهد بها المسيح تدلّ، يقول: لأنّ هذا الشعب تحجّر قلبه.. سدّوا آذانهم وأغمضوا عيونهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم، وفهموا بقلوبهم، ويتوبوا فأشفيهم..
اهمية عبادة قلب يسوع
التعليم الكاتوليكي بالبند 470 يستشهد برسالة البابا بيوس 12، الرسالة اسمها “تستقون المياه” (Haurietis Aquas) يقول:
إنّ قلب يسوع الأقدس، الذي طُعِن لآثامنا ولأجل خلاصنا، يعدّ العلامة والرمز الجَليلين لهذه المحبة، التي يحبّ بها يسوع، محبة لا تنقطع، الآب الأزلي وجميع البشر من دون إستثناء… في الماضي وفي هذا الزمن لا تجد هذه العبادة السامية إكراماً من بعض المسيحيين، خصوصاً من الذين يدعّون التقوى.
إذا واجب علينا عبادة قلب يسوع، ليس فقط بشهر حزيران، لأن قلب يسوع هو منبع كل النِعم.. والبابا لاوون 13، سنة 1899، برسالته “السنة المقدسة” (annum sacrum) يكرّس العالم والبشرية كلها لقلب يسوع، ويضع القرن العشرين تحت ملكية المسيح، ويقول: إن عبادة قلب يسوع هي الأكثر إمتيازاً بين كل العبادات.. وكل حب وعبادة تُعطى لهذا القلب الإلهي تُعطى حقاً للمسيح نفسه..
بعد كشف سرّ قلبه الأقدس للقديسة “مارغريت ألا كوك” يعطيها يسوع وعود، وهي:
- أهِبهم النعم اللازمة لحالتهم.. (ما ينقصني روحياً يعطيني الإرادة القوية)..
- أضع السلام في العائلات التي تتكرّس لقلبي الأقدس..
- أعزيّهم في ضيقاتهم..
- أكون ملجأهم الأمين في حياتهم وخاصة في مماتهم (الميتة الصالحة)..
- أسكب بركات وافرة على جميع مشروعاتهم (الرب يرزقنا كفاف يومنا)..
- يجد الخطأة في قلبي ينبوع الرحمة غير متناهية..
- تحصل النفوس الفاترة على الحرارة، وترتقي النفوس الحارّة سريعاً الى قمة الكمال (القداسة)..
- أبارك البيوت التي تعرض وتكرّم فيها صورة قلبي الأقدس..
- أمنح الإكليروس تليين القلوب الأشد صلابة..
- من ينشر هذه العبادة، يكون اسمه مرسوماً في قلبي لا يُمحى منه أبداً..
- من يتناول أوّل جمعة من كل شهر مدة 9 أشهر متتالية، فانّ رحمة قلبي العظيمة تمنحه نعمة التوبة الأخيرة فلا يموت الاّ بحالة النعمة..
بالختام، التكريس لقلب يسوع، وخاصة العائلات، يعيد ترميم العائلات، ويصبح يسوع الملك.. وفي صلاة الأبانا، نقول:
ليأتي ملكوتك..
يعني نقول: إملك على قلبي.. على حياتي، وعلى عائلتي، وعلى بيتي.. وهذا الأمر يحصل من خلال شرطين:
1) الزواج عليه أن يكون مسيحياً
2) العائلة أن تكون مستعدّة عيش الوصايا، وحياة التوبة
وعندما يكون يسوع أساس العائلات، لن يقوى عليها الجحيم.. يعني “الجيّة” والزبالة “باي باي”، من قمار وعنف وتمرّد وأفلام إباحية من داخل البيوت..
العذراء
فهل للملك يسوع أن يملك في بيوتنا من دون العذراء مريم ملكة السموات والأرض..!!
لهذا السبب، محبة قلب يسوع النا بهالزمن، تظهر من خلال قلب أمّه الطاهر.. حبّه لنا يتمظهر بحب امّو لمساعدتنا، وكما قالت بفاطيما: يريد الله إقامة التعبّد أو التكرّس لقلبي الطاهر كآخر خشبة خلاص. لأنّو الحب المشتعل بقلب يسوع كرمال خلاص النفوس، هو نفسه الذي يشتعل بقلب مريم لخلاص النفوس. لأنو قلب مريم هوّي الصورة المثالية لقلب يسوع. وهذا الأمر يظهر من خلال ظهورات العذراء، في:
- ظهورات أمنا العذراء سنة 1830 في شارع “دوباك” – باريس
- ظهورات أمنا العذراء سنة 1846 في “لاساليت” – فرنسا
- ظهورات أمنا العذراء سنة 1858 في لورد – فرنسا
- ظهورات أمنا العذراء سنة 1870 في “بونتمان” – فرنسا
- ظهورات أمنا العذراء سنة 1917 في “فاطيما” – البرتال
- ظهورات أمنا العذراء سنة 1973 في “اكيتا” – اليابان…
- …
البشرية من دون قلبي يسوع ومريم تُصبح كما يهوذا الأسخريوطي ، لمّا فلّ ليلة العشاء السريّ، عندما ترك قلب يسوع، وفضّل قلب العالم، وروح العالم.. راح للظلمة عكس القديس يوحنا الحبيب، الذي لزّق بقلب يسوع وسِمع صوت:
“إحملو نيري عليكم، وتعلموّا منّي، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم“.
يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبنا مثل قلبك
يا قلب مريم الحلو كن خلاصنا.. آمين
رصد Agoraleaks.com