– الصراحة بنت الطهارة والكذب أخو الدعارة والدم النقي…
***
- مع غياب الطهارة تختفي كل الفضائل: روح الخدمة، سلامة النيّة، الوفاء والإخاء والحماس لكل ما هو خير وجمال…
- ما نفع التفاحة الحمراء إن كان السوس ينخرها.. من لا يعرف الكذب يصعب سقوطه في مستنقع الرذيلة. إن سراط الضمير الحي والحقيقة هو دوماً مستقيم، منفتح وواضح المعالم..
تدهشنا سير الأبطال الأقدمين ونتساءل عن مصدر قوتهم..!! بحسب مقولة هوراس الشيخ: من يحتمل ويعمل ويعرق ويتحاشى الدعارة والخمر.. (Multa tulit fecitique puer, sudavit et alsit abstinuit venere et vino)
هبّت ذات يوم عاصفة هوجاء لم كن يتوقعها أؤلئك الشبان الذين كان يبحرون غير مبالين في بحيرة بالاتون (Balaton) أظلمت الدنيا في وجه هؤلاء الشبان الذين كانوا ينظرون بهلع بعضهم إلى بعض… فمنهم من اصفرّ لونه من الخوف وآخرون انهارت أعصابهم. لا أعرف منهم سوى واحد هو تلميذي جوزف، من طلاب البكالوريا، نقي النفس طاهرها. هو الأول الذي استعاد رباطة جأشه. بينما كان الآخرون لا يزالون تحت وطأة الرعب قفز هو إلى مقود القارب وبصوت طغى على صوت العاصفة أمرهم قائلاً: هيا بنا أحبائي، إفعلوا ما أقوله لكم والاّ فسنهلك جميعاً: “تقيّد الجميع بأوامره بينما كان هو يمسك بمقود السفينة بيديه الإثنتين. أخيراً بلغ القارب إلى ضفة الأمان وتنفّس الجميع الصعداء.
من كان أشجع هؤلاء الشبّان؟ تلميذي طاهر القلب. ومن لم يُصب بزكام في اليوم التالي؟ هو أيضاً الطاهر القلب الذي أدفأته قواه الحيوية التي لم تبدّدها الخطيئة، رغم وابل الأمطار الباردة.
“سلّم سيفك” أمر اسكندر بغ (Skandarbeg) الذي هزمه الأتراك فقال لهم: إنّي أسلّم سيفي، ولكن سرّ قوتي ليس في هذا السيف بل في ذراعي كما أنّه ليس في ذراعي بل في دمي”.
في دمٍ نقيٍّ معافى لم تفسده الرذيلة…
… (ص: 67 – 180 – 182 – 183) يتبع..
***
مقدمة الـ 14 للطبعة المجرية
عن كتاب عفاف الفتوة ، تأليف المطران تيهامر طُت Thiamer Toth، ترجمة الأب نعمة الله العاقوري.
بعد 6 أسابيع من ظهور الكتاب أعيد طبعه مرة ثانية، ومرة ثالثة بعد شهرين. رواج منقطع النظير لكتابعن التربية. وهو برهان قاطع على ميل الشباب لقراءة الكتب المفيدة.
الطبعة الأولى استقبلتها البلاد بهوس كبير. حرّض وزير التربية الوطنية على وضع الكتاب بين أيدي طلاب المدارس الثانوية. إتحاد الكشاف أوصى به ككتاب مطالعة للكشافة. لجنة المطالعة للشباب نصحت المكتبات المدرسية بشرائه. ترجم الى لغات أوروبية، كما أن مؤسسة العميان نشرت قسماً منه بأبجدية (Braille) للمكفوفين.
استلم المؤلف بفرح رسائل شكر من كافة انحاء البلاد لقراء شباب لا يعرفهم. أحدهم كتب: ليباركك الرب، على عدد حروف كتابك، لا بل على عدد الآهات التي ارتفعت من قلوب الشباب”.. وتأسف الشبان لعدم صدور الكتاب منذ صغرهم..
في هذه الأيام الت نشهد فيها عالماً مضعضعاً ومهدداً بالدمار في مختلف الميادين ، لا بدّ من نهضة وصحوة إجتماعيتين بواسطة إنضباط الأخلاق والحياة النظيفة المثلى…