أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


للعبرة والتاريخ مقالة الرئيس عون: لا تشهدوا زوراً

– حرية الإعلام والإعلام الحر..

***

أعادت صفحة العماد ميشال عون – General Michel Aoun نشر مقال كتبه فخامة الرئيس ميشال عون في النشرة اللبنانية بتاريخ بتاريخ 02/01/1998، من أجل العبرة والتاريخ…

“قال صحافي: أنا أحمل قلماً لا بندقية، فأُجيب: لذلك أنت الأخطر”

حرية الإعلام والإعلام الحر

نحن نؤيّد حرّية الإعلام، من دون قيد أو شرط أو حصرية،

نحن نؤيّد قانوناً ينظّم الإعلام إداريّاً ونرفض أيّ قانون آخر يحدّ من حرّيته، أو يفرض أيّ رقابة مسبقة، سواء كانت ذاتيّة أو غير ذاتيّة. فحدود الحرّية هي الحقيقة، وأيّاً يكن الجارح أو المجروح بهذه الحقيقة.

والمسؤوليّة تقع على من يتجاوز حدود الحقيقة، تزويراً أو تحريفاً أو تحويراً، والقوانين المرعيّة كافية لمنع هذه التجاوزات، ولْنقلْ هذه الجرائم.

وإن كانت حرّية الإعلام شرطاً ضروريّاً للإعلام، كي يمارس مهامّه في المجتمع الديمقراطي، يجب أن نتذكّر بأنّه شرط غير كافٍ، إذا لم يكن الإعلام نفسه حرّاً.

فالإعلام المرتهن والمنحاز، هو عدوّ ذاته ومتآمر على ذاته، وهو الذي يجنح بالحرّية إلى الهلاك.

وإنّنا نرى في كلّ يوم، نماذج عن هذا الإعلام المرتزق الذي يقوم، خلافاً لما هو مرتقب منه، بالشذوذ عن قواعد الحقيقة، ويرتكب أبشع التجاوزات.

فمن اجتزاء للكلام، ومحاكمة للنوايا، إلى كذب صريح في الوقائع، أو استنتاجات خبيثة من دون وازع أو رادع؛ كلّ هذه الأمور تجعلنا نتحفّظ على صدقيّة صاحبة الجلالة، وعلى وقارها، وتجعلنا نتساءل أيضاً عن أخلاقيّة المهنة، والأمانة في أدائها خدمة للوطن والمجتمع.

وغالباً ما تُرتكب هذه الجرائم الإعلاميّة على يد الاعلام الممسوك والمملوك، سواء كان مع السلطة او ضدها، بحسب مصدر الارتزاق، الذي يحميه من الملاحقة، ويغذّيه بالأموال، فيحميه بدوره من خلال الترويج له وتغطية فساده وتجاوزاته.

ولذلك، لا تستقيم أوضاع الحرّيات إلاّ في ظلّ حكم حرّ ونظيف، وفي وطن حرّ. فمثل هذا الحكم لا يخشى الحرّيات، بل على العكس يرى في احترامها مساعداً على اكتشاف واقع المجتمع، ومعالجته في الوقت المناسب، شرط ان يكون الإعلام حراً، وبذلك يضمن الاستقرار الحقيقي في قلب هذا المجتمع.

في ظلّ الحرّية فقط، نستطيع أن نحمي أنفسنا من الجناة، وأن نعيش واقعنا بكلّ حقائقه، وأن نحلم بما هو أفضل.

العمـاد ميشـال عـون