عَ مدار الساعة


النفوس الهزيلة.. (تيهامر طُت – Thiamer Toth)

قوّ إرادتك..

***

هي النفوس المتقاعسة الجبانة بسبب كثرة رفاهية الحياة العصرية… نفوس يرعبها القيام بأي جهد، نفوس ترتعد عند سماع كلمة عمل، واجب، ضبط نفس، إماتة…

يا للنفوس الهزيلة..!! هل تريد أنت أيضاً أن تبقى هكذا يا إبني؟

الهزال الجسدي هو نادر عند الأولاد، أمّا هزال النفس – بسبب ضعف الإرادة – فهو إرثنا كلنا منذ الولادة ويجب أن نشفى منه، ونتخلّص منه…

إنّ الذين يسقطون في ميدان الأخلاق هم الذين يستسلمون بسهولة لرغباتهم الحسيّة وليسوا سوى ألعوبة بيد غرائزهم؟ وأريد أن ألفت إنتباهك الى هذه النقطة:

عوّد جسدك على إماتات صغيرة. جرّب من وقت لآخر أن ترى إن كنت تمسك بزمام أمرك؛ حاول مثلاً، طوال ربع ساعة أن تمتنع عن الشرب، لدى عودتك إلى البيت بعد رحلة طويلة رغم ظمأك الشديد….

تعلّم أن تقول لا…

***

مقدمة الطبعة المجرية الرابعة عشرة

عن كتاب عفاف الفتوة ، تأليف المطران تيهامر طُت Thiamer Toth، ترجمة الأب نعمة الله العاقوري.

بعد 6 أسابيع من ظهور الكتاب أعيد طبعه مرة ثانية، ومرة ثالثة بعد شهرين. رواج منقطع النظير لكتابعن التربية. وهو برهان قاطع على ميل الشباب لقراءة الكتب المفيدة.

الطبعة الأولى استقبلتها البلاد بهوس كبير. حرّض وزير التربية الوطنية على وضع الكتاب بين أيدي طلاب المدارس الثانوية. إتحاد الكشاف أوصى به ككتاب مطالعة للكشافة. لجنة المطالعة للشباب نصحت المكتبات المدرسية بشرائه. ترجم الى لغات أوروبية، كما أن مؤسسة العميان نشرت قسماً منه بأبجدية (Braille) للمكفوفين.

استلم المؤلف بفرح رسائل شكر من كافة انحاء البلاد لقراء شباب لا يعرفهم. أحدهم كتب: ليباركك الرب، على عدد حروف كتابك، لا بل على عدد الآهات التي ارتفعت من قلوب الشباب”.. وتأسف الشبان لعدم صدور الكتاب منذ صغرهم..

في هذه الأيام الت نشهد فيها عالماً مضعضعاً ومهدداً بالدمار في مختلف الميادين ، لا بدّ من نهضة وصحوة إجتماعيتين بواسطة إنضباط الأخلاق والحياة النظيفة المثلى…