عَ مدار الساعة


القواتيون يدّعون القداسة فيما هم شياطين بلباس حملان- نسيم بو سمرا

حزب القوات المتآمر على الجيش يطلق على نفسه “حزب السيادة والاستقلال”

***

غريب أمر القوات اللبنانية في تقلّب مواقفها وشنها أشرس حملة تجني وتحريض على العهد منذ انطلاقته وتحريضه على حزب العهد وحارسه التيار الوطني الحر، في حين لم يكن حبر ورقة النوايا قد جفّ بعد، وفي وقت يوهمون الناس بحرصهم على التفاهم وطي صفحة الماضي مع التيار، فنحن بالنسبة لهم ولغيرهم كنا التيار العنصري الرافض اعطاء الجنسية لأولاد اللبنانية المتزوجة من فلسطيني او سوري واصبحنا عندهم اليوم تيار التجنيس والتوطين، اما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أصبح عندهم متآمر على لبنان، فهو الذي أفشل مؤامرة التوطين ومشروع ابقاء النازحين في لبنان ورفع الصوت في الامم المتحدة متحديا الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ومعلنا ان القرار لنا على ارضنا.

يزايدون في السيادة والحرية والاستقلال فيما هم يقحمون الأجهزة الخارجية ودولٍ في الشرق والغرب، في تشكيلِ الحكومة، سعياً وراءَ مقعد وزاريٍ إضافي، أو طلباً لوزارة سيادية أو خدماتية، في وقت باتت الاحجام التي افرزتها الانتخابات النيابية واضحة، لكن مع ذلك حساباتهم هم ان كتلة “الجمهورية القوية” التي تضم 15 نائبا توازي تكتل “لبنان القوي” الذي يضم 29 نائبا، فلا عجب ان يساوي رقم 15 ال 29، في حساباتهم التي دائما ما تأتي خاطئة وتورّط لبنان في صراعات داخلية وتعرّض مصلحته الوطنية للخطر. يطالبون ببسط الجيش سلطته على كامل الاراضي اللبنانية فيما في المقابل يسعون لمحاصرة الجيش في دوائر القرار في واشنطن، بسبب تبعيتهم للمشروع الاميركي الصهيوني، فيحرّضون على حرب اهلية في لبنان من خلال اشتراطهم على الجيش نزع سلاح حزب الله وإلا سيعملون على منع المساعدات الاميركية عنه، اما جريمتهم في حق الجيش خلال الحرب اللبنانية التي لا تغتفر فلن نذكرها هنا، ولكنها تعبّر عن نظرتهم للجيش اللبناني.

ميليشيا القوات اللبنانية

يسخّفون إنجازات العهد في الامن ومكافحة الفساد واعادة حسن سير العمل في الادارات العامة من خلال انجاز التعيينات الامنية والادارية والبلوماسية، فضلا عن تصحيح العهد لتمثيل اللبنانيين من خلال انجاز قانون عصري قائم على النسبية، هم كانوا أول المستفيدين منه، فضلا عن اعادة الانتظام المالي للدولة بإقرار موازنتين بعد غياب الحسابات لعقد من الزمن. يتهمون التيار وبتغطية من العهد بالفساد والصفقات المشبوهة، في حين شدد رئيس الجمهورية على انه لن يَتساهلَ بعد اليوم في ملفٍ يُرفع إليه او الى أجهزةِ الرقابة، اما هم فتاريخهم مليئ بالخوات وتشليح الناس وضرب الاقتصاد بواسطة اللعب بقيمة الليرة. يجندون كل طاقاتهم للتصويب على وزراء التيار الوطني الحر لمنعه من تحقيق اي انجاز لصالح اللبنانيين.، اما وزاراتهم  التي تسلموها: من الصحة الى الشؤون الاجتماعية وغيرها فحدّث لا حرج ، إذ جاءت تجربتهم فيها فاشلة بكل المقاييس، فلم يحققوا شيئا لا بل زادوا في تأزم الاوضاع في موضوع النازحين السوريين، الذي يدخل في اطار صلاحيات وزارة الشؤون الاجتماعية.

اذاً يزايدون في مرسوم التجنيس الذي اعطى ل 200 مستحق الجنسية، لا لآلاف الغرباء بمرسوم جماعي كما كان يحصل في عهود الوصاية، فهذا المرسوم اليوم يعدّ تدبيرا روتينيا ويدخل في اطار اختصاص رئيس الجمهورية ومحصّن بالمادة 65 من الدستور وهو من صلاحيات الرئيس يشترك معه في توقيعه رئيس الحكومة والوزير المختص، فيما هم اول الصامتين عن البيانات الدولية التي تدعو الى التوطين والعودة الطوعية لمليون ونصف المليون نازح سوري، في مقابل سعي وزير الخارجية جبران باسيل الى اعادتهم بالامس قبل اليوم واليوم قبل الغد الى وطنهم، وفق مبدأ العودة الامنة لا الاختيارية او الطوعية. اما بالعودة الى مرسوم التجنيس فثمة معلومات متداولة تقول ان “هذا المرسوم جنّس الرئيس السوري بشار الاسد”، وطبعا هي مزحة ولكن وصل بالبعض الى تداولها، فقط ليثبتوا وجهة نظرهم.

أخيراً هم يدّعون انهم يعملون للجمهورية القوية ويحرصون على موقع رئاسة الجمهورية في وقت يسعون لنزع ما تبقى من صلاحيات الرئيس المتمثلة بحرمانه من حصة وزارية، تكون منسجمة مع طروحاته، اما معزوفة العزل فهي أسخف ما يدّعونه، وهم الذين مارسوا في الحرب اللبنانية ابشع انواع العزل والالغاء السياسي والجسدي بحق خصومهم

في المحصلة القواتيون يدّعون القداسة فيما هم شياطين بلباس حملان.