– عن نسورٍ حلَّقت فوق جبال لبنان وفوق السهول والوديان…
***
استذكر الكاتب السياسي أمين أو راشد يوم التحرير والمقاومة كاتباً عبر صفحته (Amin Abou Rashed) :
…واكتب يا نزار، عن الخامس والعشرين من أيار،
أكتب بالتِبر لا بالحِبر،
عن تاريخٍ كَتَب التاريخ،
عن وطنٍ صغير انتفض من رحم أمَّة تُنازع،
جبهته عالية بِعُلُوِّ صنين عن حضيض البادية،
إشتعل وأشعل ناراً من غضب،
وقرَّر ان يحرق ماضيه، ومن رماده ينبعث الفينيق…
أكتب عن نسورٍ حلَّقت فوق جبال لبنان وفوق السهول والوديان،
وزرعت الرعب في الجهات الأربع،
ودفنت رؤوس قبائل النعام العربية،
وبين مارون الراس ووادي الحُجير، كُتِبَت الملاحم،
وقَبَّل اليهود أقدام المقاومين،
رغماً عن عملاء كانوا يقبِّلون يد كونداليزا رايس وأقدام “رُعاة البقر”…
أكتب عن عدوانٍ لملم أشلاءه من بين بقايا الفولاذ المُحترق،
وهروَل يجرُّ أذيال الهزيمة القاتلة،
وأعلِن التحرير وأعلِنت السيادة وكان الإستقلال،
وجاء النصر ثقيلاً على من لا يعرفون طعم الكرامة،
ورغماً عنهم ارتشفنا كأس الكرامة حتى الرَمَق…
أكتب يا نزار أكتب،
عن وطنٍ لن يستأذن أحداً ليُقبِّل الشمس،
ويرسم الأرزة على وجه السماء،
وعن شعبٍ يأبى العيش في أقبية المهانة،
وعن مقاومةٍ رَسَمت بالدمّ خارطة وطنٍ مستقلّ،
عن كل أمَّة العبيد والخصيان والإبل الذليلة…
أكتب يا نزار، لعلها تكون أقدس القصائد..