– ألاعيب البعض ليست خافية على حارس الجمهورية وبيّ الكلّ… ( أمين أبو راشد )
***
في آخر جلسة لمجلس الوزراء يوم الإثنين الماضي وقبل دخول الحكومة مرحلة تصريف الأعمال، دُعِيَ رئيس ديوان المحاسبة القاضي أحمد حمدان للمشاركة في الجلسة، ودخل معه الوزير يوسف فنيانوس في نقاشِ حاد حول تأخير البت بملفَّات موقوفة في الديوان، لعدم إستيفائها الشروط القانونية ولِنَقص في المستندات المطلوبة، ووصلت الأمور بالوزير فنينانوس أن ضمَّن أحد الملفات عرضَين كُتبا بخطِّ واحدٍ للتمويه والتسويف والتحايل على القانون، وبتسعيرتين مُختلفتين لتمرير الصفقة ورُسُوِّها على أحد العرضَين، ولفت حمدان إلى أن الملفات الكاملة لا تتوقف طويلاً في الديوان، مورداً مثلاً عن ملفات وزارة الطاقة التي تأتي كاملة خالية من أية عيوب، خلافاً لغيرها من الوزارات.
رمزية هذه المشهدية من آخر جلسة للحكومة تمنحنا الأمل، بأن مسيرة عهد فخامة الآدمي ميشال عون،ستبدأ مع أول حكومة بتطبيق أرقى معايير الشفافية في إدارة المناقصات والقضاء على الصفقات، عبر تفعيل ديوان المحاسبة والرقابة المالية وشفافية استدراج العروض والبتّ بالمناقصات، وهذا ما بدأت بتطبيقه كتلة الوفاء للمقاومة منذ ما قبل الإنتخابات، إلتزاماً منها بمحاربة الفساد كأحد بنود برنامج عمل نواب ووزراء حزب الله بضمانة شخصية من سماحة السيد حسن نصرالله لأداء ممثِّلي الحزب في مجلسيّ النواب والوزراء، الى حدّ اعتبار سماحته أن أي نائب أو وزير يتهاون في أدائه هو خائن!
ومع انتهائنا من استنسابية “فلش” الزفت الإنتخابي، وإعلان التحالف بين النائب المُقاول و”شافط المرامل” فريد هيكل الخازن الذي إدَّعى تزفيت طرقات كسروان الرئيسية، بينما نعمة “تزفيته” انحصرت في زواريب ومداخل بيوت مناصريه، وبين تيار المردة الذي نال نعمة وزارة الأشغال لشراء الناس بالزفت الإنتخابي الإستنسابي أيضاً، من حقنا أن نصرخ كفى مع انتهاء ولاية حكومة وتشكيل أخرى يجب أن تكون على صورة العهد ومثاله.
نحن لا ننكر أننا سنشهد عراكاً و”تناتشاً” لوزارات الخدمات، ولا ننكر أيضاً قدوم وزراء بذُهنية مُقاولين ولكن:
كل من حاول أن يقطِف شعار سيِّد العهد في التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد عليه أن يُثبت في البداية أنه غير فاسدٍ على الأقل، أو أنه تاب – لا سمح الله – عن فساده، والأمور لن تكون بالنيَّات لأن الدولة لا تُبنى على النوايا، بل على المؤسسات القانونية والنظريات العلمية والمعايير الأخلاقية في إدارة الشأن العام ومُقاربة هموم الناس، وكل انتخابات والزفت الإنتخابي بخير، على أمل أن يرتقي المُقاولون في السياسة عن مستوى الأداء الزفت، ليستحقوا الشراكة يداً بِيَد مع فخامة النقي التقي ميشال عون، لأن اللعبة السياسية مسموحة ومشروعة سواء كانت في المولاة أو المُعارضة ، لكن اللعِب معه ممنوع في كل ما يرتبط بنظافة الكفّ وشفافية الأداء، وألاعيب البعض ليست خافية على حارس الجمهورية وبيّ الكلّ…