– أولاد الشوارع بحاجة الى حُكم “الرنجر”… ( أمين أبوراشد )
***
لن تنفع كل دعوات التهدئة التي يسعى إليها من أشعلوا نار الفِتنة في الشوارع، طالما أن وقود هذه النار أبناء شوارع..
ولا جدوى من دعوات وليد جنبلاط وطلال إرسلان ووئام وهاب، ولا مَن يُشبههم في كل منطقة لبنانية يُحرِّكها خطاب مذهبي يتحرَّك على أساسه الأغبياء، ويتشاجرون ويتعاركون ويتضاربون ويُشهرون السلاح، ويسقُط في النهاية شابٌ لبناني، البعض يعتبره شهيداً والبعض الآخر قتيلاً، ثم تنطلق مساعي التهدئة والدعوة الى تبويس اللحى، والطلب من الدولة ضبط الأمن، وألسُن هؤلاء الزعماء لا تنضبط عن فحّ السموم!
“كلام إنتخابي وغداً يومٌ آخر”، قالها أكثر من مرشَّح وأكثر من “زعيم”، والشارع اللبناني يرتشف من أفواه أهل السياسة أقذر الكلام ورمي الخصوم بالحرام، ونجَح من نجَح وسقط من ىسقط، وبدل أن يحتكم صاحب الطعن الى المجلس الدستوري، يطعن على الشاشات ويُهدِّد ويلعن ويطعن الوطن بلسانٍ سليط، والكلّ و”صرمايتو سوا”، والنواطير في الشارع يتطاعنون.
الأمن مسؤولية الدولة، هذا ما يبتدعونه دائماً عندما يتنصَّلون من مسؤولية ما زرعوا في الشارع من موبقات الكلام التحريضي، ونحن معهم، الأمن مسؤولية الدولة ولكن بشرط، أن تكون صرماية الجندي اللبناني على عُنق زعماء باتت الصرماية كما العلكة بين أحناكهم، وكلمة “طُزّ” من المُفردات المُستحدثة في ثقافتهم الدُّونية.
نعم لحذاء الجيش اللبناني على أعناق الجميع، ونعم لضبط “صُبيان الأراغيل” عديمي التربية الفالتين في الشوارع، ونعم لنيابةٍ عامة تتحرَّك لِلَجم كل من يزرع الفتنة من زعماء زواريب مذهبية ومناطقية، وإذا كان أهلُ هؤلاء الصُبيان قد أنجبوا أولادهم ليسكنوا الشارع، فإن أولاد العائلات اللبنانية يحلمون بوطنٍ طبيعي، بعيداً عن زعران يتنقَّلون على دراجات نارية، وقوى الأمن “مبطوحين” في المخافر أو في بيوتهم، والجيش اللبناني ينتعل “رناجر” تقوم القيامة لو وضعها على أعناق هؤلاء الزعران، في بلدٍ بات بحاجة الى حُكم “الرنجر” في زمنٍ أسوَدٍ قاتم، بعض زعماء آخر زمن فيه… لا يُساوون صرماية.