بخطا ثابتة واصلت وحدات الجيش السوري عملياتها العسكرية جنوب العاصمة معلنة تحقيق المزيد من التقدم على أكثر من اتجاه، وسط معارك عنيفة ومستمرة رغم الأمطار الغزيرة التي شهدتها دمشق أمس، وفي وقت تتحضر فيه الدفعة الأخيرة من إرهابيي يلدا وببيلا وبيت سحم للخروج صوب الشمال، تتحضر دفعة من إرهابيي ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي للمغادرة وإلى ذات الوجهة أيضاً.
مصادر ميدانية تحدثت لـ«الوطن»، أكدت أن وحدات الجيش المتقدمة من غرب الحجر الأسود ضيقت الخناق على مسلحي داعش في منطقة «الجزيرة» بعد اشتباكات عنيفة، أسفرت عن استعادة السيطرة على مسجد الشافعي وثانوية تقنيات الحاسوب وعدد من كتل الأبنية وتكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد وسط حالة من الانهيار والذعر في صفوفهم.
ولفتت المصادر إلى أن الاشتباكات ترافقت مع رمايات دقيقة من سلاح المدفعية وضربات جوية محكمة طالت تحصينات وأوكار الإرهابيين ومحاور تسللهم وإمدادهم في الجزء الشمالي والشمالي الغربي من الحجر الأسود باتجاه القسم الجنوبي من مخيم اليرموك.
على خط مواز، لفتت المصادر، إلى أن قوات الجيش المتقدمة من حي الزين جنوب حي التقدم وبعد أن وسعت من نطاق سيطرتها باتجاه الشمال ووصلت إلى مشارف شارع العروبة بحي التقدم أول من أمس، خاضت معارك عنيفة مع مسلحي داعش وكبدتهم خسائر فادحة، وأفادت مصادر ميدانية أن وحدات أخرى من الجيش سيطرت على المشفى الياباني الفاصل بين شارع فلسطين التابع لمخيم اليرموك ويقع في القسم الشرقي من المخيم، وبين بلدة يلدا وجميع الكتل المحيطة به.
وشهد محور قاطع الشهداء في القسم الجنوبي الشرقي من المخيم في شارع فلسطين معارك عنيفة وسط قصف لسلاح الجو ورمايات مدفعية وصاروخية مكثفة نفذها الجيش على نقاط الإرهابيين في هذا المحور، مع رمايات بالمدفعية استهدفت مواقع ونقاط داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود، على حين استهدف تحركات الإرهابيين بسلاح الدوشكا في محور الزبير بالجزء الجنوبي من حي التضامن، حسبما ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن».
إلى ذلك ووسط توقعات، بأن يتم إعلان بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم خالية من الإرهاب بعد إخراج الدفعة الأخيرة من الإرهابيين وعائلاتهم الرافضين للمصالحة اليوم، شهدت عملية إخراج إرهابيي ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي تباطؤاً صباح أمس، ثم عادت وتسارعت وتيرتها بعد ساعات العصر بحضور الجانب الروسي وعدد من الوسطاء والوجهاء من دون ملاحظة لوجود رسمي عند المعبر شمال مدينة الرستن.
وكشف مصدر ميداني لـ«الوطن» أن التنظيمات الإرهابية قبيل خروجها من الرستن عملت على إحراق بعض من مقراتها، لافتاً إلى أن المدينة شهدت بعض الاشتباكات والمناوشات بين مختلف التنظيمات بسبب خلافات فيما بينها تتعلق بخروجهم أو عدم خروجهم.
-الوطن-