عَ مدار الساعة


الأب مروان خوري: القديس “الحمار” غلب بيوت المال والدعارة والقمار.. (Audio)

عن بطرس الرحيم والدينونة.. عَ كميّة حُب ما حِبَيناها ورفضنا نحبها.. (التفاصيل)

***

عظة الأب مروان خوري في كنيسة القديس جرجس في الضبية في ذكرى السنة 6 لإنطلاق جماعة “أذكرني في ملكوتك”: (24 نيسان 2018)

أحبائي، أحلى لقاء نِلتقى فيه مع مَوتانا هيّ ذبيحة القداس، تجتمع الأرض بالسما.. وكل نفوس أحبائنا هنّي بأمسّ الحاجة الى رحمة الرب، اللي تتجلّى بذبيحة القداس.

إذا مِنحبّ موتانا، نتواصل مَعُن، ومِنرِدلُن الرحمة الخير، نِجي نقدّس على نيتُن.. العدرا لمّا سألوها بظهوراتها في مديوغوريه، لمّا فَرجِتهُن المطهر: ليه هالنفوس موجودي بالمطهر.. قالت: لأنو عِندُن نقص بالحب..

أكبر عملية حب صارِت بالتاريخ، بِتعوّض عن نقص حبنا، هوّي حب الله عَ الصليب.. بالقداس. ومن بعد النؤمن تبدأ الذبيحة، وكل الفترة اللي قبل، هيّي فترة إستعداد. يعني الملائكة بِتكون حاضرة حواليكم، عَم تساعد نفوسكم، لَتِتحضّر للقداس.. لأنّو من بعد النؤمن مِنبلّش بالكلام السماوي، ونتبادل ونتصافح السلام، حتى لو ما منِقرَب بعضنا.. والكاهن يدعو المؤمنين : لتكن عقولنا وقلوبنا مرتفعة الى فوق…

قبل النؤمن ، مِنكون عَم نترتّل تراتيل الأرض.. لكن من بعدا، نبدأ نشترك بتراتيل السما، وتراتيل الملائكة بعرش الله. وبِقول الكاهن: إنّه لحق وواجب أن نُمجّدك ونُسبحّك مع الملائكة، كما الكاروبيم والساروفيم الذين يسبحّوه بهتافات “قدوس قدوس..”

قدوّس هيّ ترتيلة السما.. وبلحظة الإشتراك فِيا، كان القديسين وخاصة “بادري بيو”، يشوف فوق راس الكاهن، كوّة من النار ينزل منها الكاروبيم والساروفيم مع كل القديسين، وعلى رأسُن العدرا، وبيركعو قدام المذبح.. وكل نفوس الموتى الموجودين بالسما، والموجودين بالمطهر..

https://www.youtube.com/watch?v=TbtzjJcjrD8&t=4s

الموجودين بالسما، بيِقعدو حدّ أقاربهم، إذا كانو عَم يقدسو.. والموجودين بالمطهر بكونو تحت المذبح، مادّين إيديهم، طالبين الرحمة من الناس، والصلا لراحة نفسُن.

بهيدي اللحظة بينزل يسوع مَحمول على الكاروبيم والساروفيم (عرش لهيب من النار) وبيوقف ورا رأس الكاهن.. عند الكلام الجوهري… ولحظة إتلاء الكلام على الخبز..

ويتحوّل الخبز الموجود على المذبح الى حمل مذبوح، عَم يِنزل الدم منه. وراسو رأس يسوع، وجِسمو جسم حمل..

لحظة قول الكاهن: كلام التقديس على الكاس، يتحوّل الى قلب، طالِع منّو نار.. كان “بادري بيو” يِبكي لأنّو يشوف الأعراض السرية، اللي نحنا عينَينا ما بتِسمح نشوفا.. ولمّا يناول الناس، كان يشوف إيدو عَم تفوت على قلب يسوع، ويِنشال شقفة من هالقلب، وتُعطى للناس..

وتثبيت لهيدي الرؤيا، عجيبة القربان المقدّس اللي تحولّت الى لحم حي، في “لانشيانو” بجنوب إيطاليا، وهالشي من 1200 سنة.. وقد تمّ فحصها بالمختبرات، وأكدّ أنها جزء من القلب..

وحتى اليوم، ما زالت القربانة – لَحمة طريّة..

الرب عَم يعطينا قلبو.. وأغلى ما عندو هوّي قلبو وذاتو.. وأجمل صورة إذا بِتروحو على الفاتيكان، بكاتيدرال القديس بطرس، صورة طير البجع، الذي يُشبّه بيسوع.. لأنّو هالطير بس يجوعو ولادو، بصير يشيل من لحمو ويطعميهُن..

هيدا هوّي الهنا، لمّا الإنسان كان بحاجة للحياة ، والحياة موجودي فيه.. قام الرب عطا حياتو… حتى يلغيلنا الموت ويردّلنا الحياة.. هيدا هوّي المعنى القداس.. وذبيحة القداس تُعوّض لمّا تُقدّم عن أنفس الموتى.. وعن كل النقص الحب الذي عاشوه على الأرض..

الدينونة

نحنا عَ شو نُدان بالآخرة.. مش على خطايانا.. سنُدان على كميّة حُب ما حِبَيناها.. أو رفضنا نحبها.. ميشان هيك إنجيل الدينونة عَ شو إرتكز.. ؟؟

يسوع قلّن: تعالو يا مباركي ابي رثوا الحياة، لا عَيَّط للمسيحيي، ولا للإسلام ولا للبوذية واليهود.. ما نادى الإنسان باسم ديانتو.. الله ما بيِحكي بأديان، لأن كل البشر ولادو..

عيّط قلُّن: تعالوا يا مباركي رثوا الحياة.. كنت جائعاً اطعَمتُموني.. كنت عُطشاناً سقيتموني.. كنت عُرياناً كسوتموني.. مريضاً زرتموني… محبوساً عزيتموني..

هودي أفعال حب، واعمال رحمة.. ومين هِلِك ؟ اللي سكّر قلبو على الحب، كنت جائعاً لم تطعموني.. وشو قلّن: إذهبوا عنّي يا ملاعين الى النار المعدّة لإبليس وملائكته..

الشيطان شيطان لأنّو ما بِحبّ.. لو بِحبّ ببطّل شيطان، ونهار نحنا مِنسكّر قلبنا على الحب، نصير متلو… الحب اللي بيعطي جمال، وقيمة عند الله.. ونهار بتِلغي المحبة من قلبك، بتِفقُد هويتك، لأن الرب ما رَح يسألك عن إسمك والمال واللي جِمعتو على الأرض.. رح يقِللِّك: فَرجيني قلبك قديه حبّ…

بطرس الرحيم

هالقديس العظيم، كان كتير غني، وكان حياتو كلها صرف على الترف والشهوات.. وكان في فقير كل يوم يدقّ بابو، ويقلو بدّي خبزة من عندك.. ويطبشْ الباب بوجّو.. أد ما زعجوا آخر شي، بقوم بِجيب رغيف خبز، وبيطبشو فيه على وجّو.. وبقلّو: حلّ عني ما بقا بدّي شوف صورة وجّك..؟

هالفقير رضي.. بدّو رغيف خبز يسدّ جوعو.. بالليل يُبصر بطرس منامة بنومو، بلاقي ملاك واقف، وحامل ميزان، والشاطين واقفي على كفّ الشمال، وحاطين كل سيئاتو ، وغِشيانين الضحك لأنو رِبحانين.. وملاكو الحارس قاعِد على الكفّة التانية وعَم يبكي، وفاضية ما فيشي يحطّو…

وبلحظة بِشوف ملاك جايي من السما، حامل رغيف خبز وحطلّوا ياها بهالكفّة، وقلبها.. ووِعي مرعوب.. بقول بطرس الرحيم: رغيف خبز عملتا ومش بارادتي، غَصبِن عنّي ، كانت كفيلة تغطيّلي كل سيئاتي.. فراح باع كل ثرواتو وبلّش يعمل المنيح من قلبو.. فسُميّ ببطرس الرحيم

هيدي قيمة الحياة.. هيّي أعمال الحب.. ميشان هيك نحنا وعَم نقدّس عن انفس موتانا.. نطلب بقوة الحب اللي أخدك على الصليب.. أرجوك يا الهي سكّر كل نقص موتانا..

القديس آرس

هيدي العبارة آخدها من شفيع الكهنة الخوري آرس (جان ماري فياني) ، كان هالقديس مهضوم، ولكن ما كان عندو موهبة العلم.. بس قلبو مِليان من حب الله. كان يدرس باللاهوت ويسقط..

رابع سنة وعَم يعيد سنة اللاهوت، بيِجي الإستاذ لعندو، بلاقي الورقة فاضية.. لقط الكتاب وضربو على مخّو، قلّو: حمار وبتضلّ حمار..

بيطلّع فيه الخوري آرس: بقلّو ليك، الله عطا فكّ حمار لشمشون، قتّل فيه 1000 زلمي.. كيف إذا بيعطي حمار كامل.. عَ هضامتو رسمو كاهن.. وبِقوم المطران بكبّو بمنطقة إسما “آرس”.. رعية متروكة من زمان بلا كاهن، والناس تاركي الكنيسة، (قالو هيدي رعية عَ قدّ عِلماتو) وأد ما كان فقير، حَطّ صباطو على ضهرو، وراح حافي، قلّك بوفّر نِتفة بالصباط، بضاينني أكتر..

بيِلتقى بساحة الضيعة بطفل، بقلو: دلني على الكنيسة.. بدلّو الطفل وبقلّو: يا دلّي شو ناطرك أبونا…

بردّ الخوري آرس: إنتا دِليتني على درب الكنيسة، وأنا بدّي دلّك عَ درب السما..

الخوري آرس شاف برعيتو:
– نوادي القمار
– نوادي الدعارة
– الماسونية فالحة فلاحة..

رعية مخروبة.. والشيطان مستولي على كل النفوس.. وما بيعرِف يوعظ.. أد ما كان خجول، ويِستحي.. كان يقلّو يا رب “أنا حمار” طلاع على ضهري.. وأنا باخدك لعند الناس… أنا ما بعرف إحكي..

وقلّو ليسوع: ما بعرف أوعظ.. بس رح صلّي، وانت من خلالي وْصال..

وعِرف الخوري آرس إنّو في شيطان، بدّو يِشحَطو من الرعية، نزل صوم عَ سنتين “بطاطا وماي”.. آخر شي إجا الشيطان، صار يهزّ الأنطش، ويقلّو: فل من هون، هيدي الرعية الي…

أحد الكهنة كان يقلّو: انت أَخوتْ، لأنو كان يِجي بالليل الشيطان يهزلّو الأنطش.. كأنو زلزال.. قلّو هونيك ليلة: تعا نام عندي، حتى تعيش اللي عَم إختبرو..

بِقولو الأبونا: هرب نص ليل، ما كفّى ليلتو..

بالنهاية من بعد ما تحرّرت الرعية، بلش يسكّر نوادي الدعارة والقمار.. وبلش يِدعي الناس للعودة للكنيسة.. وعطاه الرب موهبة يِقدر يقرا القلوب، شو مخبّا فِيا من خطايا… ومش عن عبث يوم من الإيام عينتّو الكنيسة شفيع الكهنة.. هيدا كفّ النا، حتى يقلنا الرب، منّي عايِز شهاداتك، ولا الدكتوراه تبعك.. ولا لاهوتك.. أنا عايِز قلبك، متل الخوري آرس، حتى إعبر من خلالك..

بآخر إيامو صارت العالم تقصدو من مناطق بعيدي.. أد ما صارت مواهبو كبيري.. ومرّة يتوفّى حدا من أصحابو، بشوفو هوّي وعَم يقدّس.. بشوفو عَم يتعذّب بالمطهر..

خِوِت.. بحبّو كتير.. جنّ شو بدّي إعملو..؟ صار يصرّخ؟؟ بس قال الكلام الجوهري، بتِجي رؤيا.. بقول: يسوع هون، لقَطو وقلّو: مش فالتك، رح ضلني ملقّط فيك، حتى تِفلتلي صاحبي من المطهر..

ورح إعمل أنا وياك مبادلة.. انا وقت المناولة رح إنزل أعطيك للناس، بس بدّي ياك، بالمقابل، تاخود نفس صاحبي، وتَعطيها لبيّك السماوي.. بكل ثقة، بينزل على المناولة.. ولحظة بس يبلّش يناوِل، بحسّ بفرح غَمَر قلبو.. وهوّي راجع على المذبح، بيطلّع فوق المذبح، بلاقي ملاكين حاملين نفس صاحبو وطالعين فيه عَ السما..

بِقول الخوري آرس: الله قِبِل بالمبادلة.. 

بذبيحة القداس، ما نقدّس متل كأنو عادة.. بتِجي حزين، وبتفلّ حزين.. بتِجي بأفكار هالعالم، وبِتفلّ بأفكار هالعالم.. فتاح مجال للرب يفوت بنورو عَ قلبك.. حتى تعرِف إنّو الموت، مش حاطّو الرب بحياتك، حتى يقشط اللي بِتحبُّن، ولا حتى يِقهرك.. الموت هوّي حقيقة الولادة الثانية الروحية..

متل ما الإم تُضهر  ابنا حتى ما يموت من رحمها وقت الولادة، والولد ما بِكون حابِب.. هيك ذات الشي بس تجي لحظة الموت.. الله مِتِل الأم، بيدِفشك للحياة التانية، لأنها ملكوت الرب، والحياة الأبدية..

من هيك، لازم نصلّي لأحبائنا حتى يستحقوا هالحياة، وبدنا نطلب صلاتُن، حتى يساعدونا، إنّو بآخرتنا نِجتمع فِيُن، حيث يقول الكتاب المقدّس ، في سفر الرؤيا: سيَمسَح الله كل دمعة من عيوننا، ويجمعنا بحياة ما فيها موت ولا نوح ولا بكي.. له المجد آمين..

رصد Agoraleaks.com