– المفوضية تبث الخوف لدى النازحين، ولكن هل الإقامة بالمخيمات آمنة وكريمة لحياة الإنسان..؟؟
***
مقتطف من حديث منسقّة لجنة النازحين في التيار الوطني الحرّ الدكتور علا بطرس، لقناة الـ”OTV” حول موضوع مؤتمر “بروكسل”: (24 نيسان 2018)
المؤتمر بالعام المنصرم، طالب لبنان 3،5 مليار$، وصل حوالي النصف. هذا العام يطالب لبنان بحوالي 4 مليار $، ومن المتوقع الاّ يأتيه سوى نصف المبلغ.
هناك إشكالية يعبّر عنها وزير الخارجية جبران باسيل، وهي تتلخص:
- المساعدات المالية يجب أن تمرّ من خلال الحكومة اللبنانية، لا المنظمات الدولية.
- المساعدات يجب ان تساوي بين اللبنانيين والسوريين.
- المساعدات يجب أن تكون في دولة المنشأ في سورية، لتسهيل عودتهم الآمنة والكريمة..
سؤال كتير كبير، برسم مفوضية السامية للأمم المتحدة للشؤون اللاجئين، ولبنان تحمّل تداعيات كبيرة، ووصلت الكلفة على الخزينة العامة 18 مليار $ السنة الماضية، وحسب خبراء إقتصاديين لبنانيين، الرقم وصل هذا العام الى 20 مليار $.
إذا كان هدف الأمم المتحدة، إحلال الأمن والسلام، في العالم، لماذا لا يتحركوا بإعادة النازحين الى سورية طالما الأمن والسلام في لبنان بات في خانة التهديد.
لبنان هو الدولة الأكثر بالعالم إستقبالاً للنازحين، حيث يتخطى فيها النازحون 35% من عدد سكانه، والفقر وصل الى 58% ، البطالة 35% ، النمو تراجع من 8% الى 1%..
النازح السوري يتقاضى مساعدات من الأمم المتحدة، وهو ينشط بالقطاعات غير المسموح العمل فيها بلبنان، وهو يعبّر عن رغبته بالعودة الى سورية، وعاد نازحون سوريون من شبعا اللبنانية الى “بيت جن” والمزارع في ريف دمشق، والمفوضية إستاءت من الموضوع..
لماذا المفوضية لدى الأمم المتحدة تبثّ الخوف في نفوس النازحين، خاصة أن المقلب الآخر من الحدود اللبنانية آمن ومستقر في كل محافظات سورية، فقط محافظة إدلب غير آمنة وهي لا تشكّل اكثر 3,29% من مساحة سورية. أي 6.100 كلم2. وهي بعيدة عن الحدود اللبنانية، وقريبة من الحدود التركية.
وبينما محافظة حمص القريبة من لبنان هي أربعة أضعاف مساحة لبنان، 42.220 كلم2، تشكل 22,8% من مساحة سورية، وهي مستقرّة بالكامل.. لماذا لا يحق لهم العودة الى بلادهم..؟؟
واقع النازحين السوريين في لبنان لا يمتّ بالكرامة بصلة، النازح السوري بأغلبهم يعيشون بالمخيمات.. هل الإقامة بالمخيمات آمنة وكريمة ولائقة لحياة الإنسان..؟؟
في تجارب أخرى حصلت، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللائجين كان قرارها أفضل بكثير مما تفعله في لبنان، فالباكستان عندما أخذت قراراً بإعادة اللاجئين الأفغان الى ديارهم، بقرار سيادي، مفوضية الأمم المتحدة إمتثلت لقرار الدولة ووضعت برنامج لتنشيط عودتهم، عبر إعطاء 400$ لكل لاجئ أفغاني في باكستان، رغم وضع أفغانستان غير المستقرّ.
مساحة سورية، 180 الف كلم2، وفيها مساحات شاسعة، ويوجد 14 محافظة ، 13 منهم باتوا آمنين، ومسألة الغوطة انتهت.. كما أن النازح السوري الذي جاء لبنان بأغلبه لم يأتي من المناطق المحاذية الحدودية، التي هي دمشق ومحافظة حمص.. جاءوا من محافظات الحسكة، ودير الزور، والرقة، وادلب.. وهذا ما يؤكد تصنيف ما يقوله فخامة الرئيس الجمهورية والوزير باسيل، أنّهم مصنفين ضمن فئة النازحين الإقتصاديين.
في إتفاقية الأمم المتحدة حول وضع اللاجئين، الصادرة عام 1951 ، النص واضح وهو يتحدث:
- إيجاد دولة ثالثة
- العودة الطوعية
- الإندماج والتوطين
سنة 2016، تقرير “بان كي مون” كان واضح، وأشاد بالإندماج والتوطين بالدول المضيفة، وهذا ما حدى بوزير الخارجية جبران باسيل بعدم استقباله في بيروت، لأننا نحن كلبنانيين نرفض التوطين، وهذا واضح في مقدمة الدستور. لأنه يشكّل خطر حقيقي على لبنان ووجوده.
صار في مؤتمر بأيلول 2016، بحضور الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، حول موضوع اللجوء والهجرة، لم يجدوا حل سوى الإندماج والتوطين في الدول المضيفة، واذا قارناها بسياسات الدول الأوروبية باقفال حدودها وتعديل اتفاقية “دبلن” ، وبترك النازحين بالمجتمعات المضيفة، من خلال تَنقيط المساعدات.. حتى ما تشكّل خطر، وحتى لا تشكّل موجات جديدة للنازحين تجاه أوروبا..
الحل الوحيد لهذه الأزمة هي بعودة النازحين السوريين الى ديارهم بشكل تدريجي، وبكرامة، ولبنان منسجم مع مبادئ القانون الدولي، وهو ضدّ الإعادة القسرية، لأنه مع العودة الآمنة.. والنازح يعبّر عن رغبته بالعودة الطوعية.
رصد Agoraleaks.com