– “البرازيلي” الذي باع الغربة ليعود الى أرضه وناسه ( أمين أبوراشد )
***
لسنا هنا بصدد السيرة الذاتية الغنيَّة عن التعريف للمرشَّح عن دائرة البقاع الغربي – راشيا الأستاذ عبد الرحيم مراد، منذ عاد من البرازيل عام 1976 واستوطن سهل البقاع وبدأ مسيرته الإنمائية مع مجموعة من المُحسنين في بلاد الإغتراب لبناء مدرسة إبتدائية نموذجية، وتطوَّرت لاحقاً الى المتوسطة والثانوية، ومن ثم أنشأ مدينة رياضية نموذجية، فدار للأيتام ودار للحالات الاجتماعية الصعبة، واستكمل مسيرته بإنشاء المعهد التقني العالي، وتوَّج خطواته المِقدامة بتأسيس الجامعة اللبنانية الدولية التي بدأت في قلب البقاع كما الحلم، ثم انتقلت إلى المدن اللبنانية الأخرى : بيروت، صيدا، طرابلس، النبطية، الجديدة، بالإضافة الى إنشاء مؤسسات تربوية في منطقة راشيا وفي قب الياس، هذا عدا عن فروع للجامعة اللبنانية الدولية في الدول العربية من اليمن إلى السودان والسنغال وتونس والسعودية والإمارات وسورية ومصر.
وأن يكون البقاع الغربي المحروم من المدارس والمعاهد والجامعات كما المستشفيات، ويغدو بفضل شخص إسمه عبد الرحيم مراد مركزاً للصروح العلمية والأكاديمية والمهنية والإنسانية، ويصدِّر أنبل وأرقى رسالة الى عدة مناطق لبنانية ويعبر بهذه الرسالة الى الدول العربية، فإن إبن البقاع الذي كان يعيش حرمان الأرياف يُدرك بعقله وضميره وأخلاقه أن ما حقَّقه عبد الرحيم مراد يُقارب المُعجزات!
هذه الإنجازات الوطنية الرائدة، أهَّلت مراد لأن يكون نائباً مُعيَّناً ما بعد الطائف عام 1991 عن البقاع الغربي راشياُ إعترافاً بدوره الإنمائي المُذهِل، وانتُخِب على التوالي في دورات الأعوام 1992 و 1996 و 2000، مع ما تخلَّل هذه الفترة من مهام حكومية رفيعة، بدءاً من تعيينه وزيراً للتربية والتعليم العالي التي تشبهه وتُحاكي فكره، وانتهاء بوزارة الدفاع التي أسنِدت اليه عام 2004 وهي الوزارة الرابعة التي تولاها، وبدا وكأنه شخصياً لا يستسيغها، ويُفضِّل حمل القلم بدل البندقية، والى جانب القلم يهوى حمل المِعول واحتضان المُزارعين لأنهم أبناء بيئته.
نفخر نحن أبناء البقاع من مختلف الشرائح الدينية والإجتماعية، سواء كنا نسكن قرانا أو انتقلنا الى المدن سعياً وراء لقمة العيش، أن ينبُت من هذا السهل من يحمل الوفاء لسهله، و”البرازيلي” عبد الرحيم مراد الذي باع الغربة وقساوتها ليعود الى أرضه وناسه ويحقق الكثير من أحلامهم، كان له أيضاً الدور الفاعل في حسن إدارة النسيج الديني والعيش الواحد، وأياديه بيضاء في الكثير من المؤسسات الإجتماعية دون تفرقة، وكانت له المواقف الحكيمة منذ اشتعلت نار ما يُعرف بالربيع العربي وأبعد بحكمته ارتدادات ما يحصل في سوريا عن منطقته، ورغم ذلك يأتي الى البقاع الغربي وراشيا اليوم، من يدَّعي الزعامة السنِّية في لبنان ليُنزِل على البقاعيين مُرشَّحين بعضهم مارس سابقاً سياسة “حشر الأنف” عملياً في الصراع السوري وامتداداته الى عرسال، ويدَّعي اليوم النأي بالنفس ويدَّعي العِفَّة!
إننا على أبواب انتخابات، ورغم عدم وجود معرفة شخصية مع معالي الأستاذ عبد الرحيم مراد، لكننا نمتلك العقل والضمير لقراءة السيرة والمَسيرة لكل مُرشَّح، ونترك للبقاعيين خياراتهم، بين الطارئين عليهم موسمياً لبيعهم الكلام “المعلوك” إن لم نقُل الوعود الكاذبة، وبين من حَمَل القلم رسالةً واحتضن الفلاح البقاعي حامل المعول في كل ما يُساهم بتخفيف مُعاناته، وأبناء البقاع لديهم كامل الوعي لمصلحتهم، والرؤية الواضحة لمستقبل أجيالهم والإستقرار الإقتصادي والإجتماعي في بيئتهم وبيوتهم وسط سهل الخير، ولن يكون خيارهم المفضَّل هو المرشَّح الموسمي، بل سوف يختارون من يُرافقهم في كل المواسم…