أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


إيلي الفرزلي، إبن السهل.. الرقمُ الصعب والواجب الوجود

أنطوان سعد وغسان السكاف وسقوط مقولة “ما لهُم ، لهُم” و”ما لنا”، لهم؟! (أمين أبو راشد)

***

كل الخلافات الإنتخابية المستفحلة بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط مُبرَّرة، سواء في إقليم الخروب أو أية منطقة أخرى للفريقين قواعدهما الشعبية فيها. وأن يتمسَّك جنبلاط بالنائب الإشتراكي وائل أبو فاعور في البقاع الغربي فهذا حقُّه، ويتمسَّك الحريري بالنائب المستقبلي زياد القادري فهذا أيضاً حقه، أما أن يكون سبب الخلاف، هو على المقعد الأرثوذكسي الذي يشغله حالياً النائب الإشتراكي أنطوان سعد، لأن الحريري اختار بديلاً عنه غسان سكاف لمواجهة إيلي الفرزلي، فلأن الفرزلي رجلٌ مستقلّ ورجلٌ حرّ، ولأن إيلي الفرزلي ليس بحاجة لأن يستعطي جماهيره السنِّية والدرزية لا من بيت الوسط ولا من المختارة، وهذه الكاريزما الشعبية الخارقة، التي تجمع حولها في صالة كنيسة أو قاعة مسجد أو حسينية أو خلوة، كل أطياف أبناء البقاع الغربي – راشيا، هي الرقم الصعب متى كان هناك عدالة في القانون وصحوة في الضمير.

لا بأنطوان سعد كان استطاع جنبلاط مواجهة إيلي الفرزلي، ولا بغسان السكاف يستطيع الحريري مقاربة الحاصل الإنتخابي للفرزلي، بدليل، أن نتائج انتخابات العام 2009 وفي ظل ذلك القانون الأكثري المَسِخ، نال النائب أنطوان سعد 33000 صوت منها 21000 من السنّة أي ما نسبته 63%، بينما نال الفرزلي 29000 صوت، منها فقط 8000 من السنَّة أي ما نسبته 27% من مُجمل أصواته، وفي ظل القانون النسبي الحالي، نال الفرزلي – وفق الخبراء ومواقع التصويت الإلكتروني- أعلى نسبة أصوات تفضيلية لأي مرشَّح في كل دوائر البقاع قاربت 53% قبل تشكيل اللوائح، في حين كانت نسبة الأصوات التفضيلية لأنطوان سعد وغسان السكاف لا تتعدى 3.5%.

لا يملك إيلي الفرزلي الدُور والقصور، ولا يملك المال لطباعة صُوَر ويافطات هو ليس بحاجةٍ إليها أصلاً، لكن إيلي الفرزلي يمتلك ما لا يمتلكه مرشَّحٌ في لبنان، لأنه إبن السهل البقاعي وإبن المُعاناة، وإبن بيئته المسيحية السنِّية الشيعية الدرزية، وسواء كان نائباً أم لم يكُن، هو من الناس الشرفاء وللناس البُسطاء، وأي إنزال جوِّي لأي مرشَّح بمواجهته بوجود العدالة النسبية وغياب المحادل الإقطاعية، “يحدله” جمهور إيلي الفرزلي، واللائحة التي تضُمَّه اليوم مع زملائه سوف تُثبت بالأرقام أنه القيمة المُضافة لمن انضموا إليه!

والسؤال الأهمّ، أين هي القواعد الإشتراكية بأوساط المسيحيين في البقاع الغربي، ليكون أنطوان سعد – ربيب المختارة – الجنبلاطي الأرثوذكسي ممثلاً للمسيحيين، وأين هي قواعد تيار المستقبل بين المسيحيين ليفرض الحريري عليهم المرشَّح الأرثوذكسي غسان السكاف؟، ولماذا في ظلّ النظام الطائفي، نعترف بحق زعماء الطوائف من السياسيين بأن يكون “ما لهُم لهُم” ويكون “ما لنا”، لنا ولهُم؟!

يحيا العدل، نقولها الآن وقبل الإنتخابات، لأن القانون النسبي رغم بعض عيوبه هو الأمثل، ولأن الآدمي الخلوق والمستقيم إيلي الفرزلي هو من القلائل الذين يصِلون الى المجلس النيابي لو كان لبنان دائرة إنتخابية واحدة، وساحة الصراع معه في البقاع الغربي – راشيا قاسية على خصومه، لأن هذه المنطقة معقله الشعبي الطبيعي ولينصرف الآخرون لمواجهة الخروقات التي ستحصل في معاقلهم الإقطاعية.

أي صراع يقوم به الحريري في البقاع الغربي، وهو في عكار مهزوم وفي طرابلس مهزوم، وفي معقله ببيروت الثانية بالكاد لغاية الآن “يخرُق” مع الوزير المشنوق، وفي معقله الأساسي بصيدا، يتفوَّق كلٌّ من عبد الرحمن البزري وأسامة سعد على العمَّة بهيَّة التي بالكاد قد تخرُق!

وأي صراع لجنبلاط على أرض البقاع الغربي، التي لا حقوق له فيه سوى بمرشَّحه النائب وائل بو فاعور؟ ومن الأجدى له أن يتفرَّغ لمعارك الإختراقات في الشوف وعاليه، سيما وأن خرق مرشَّح بمستوى وئام وهَّاب سوف يُزعزع أركان آحادية الزعامة الجنبلاطية في الجبل و”ينفقس” النجل تيمور في بداية حياته السياسية.

ختاماً، شكراً لأن إيلي الفرزلي لا يدفع لشراء الذمم، ونحن لا نقبض لبيع الكرامات، وكلمة حقّ زرعناها من زمان في سهل البقاع، ولا بُدّ لها من تنبت سنابلاً في السادس من أيار، نُكرِّرها اليوم لأجيالنا الشبابية التي لم تكُن قد وُلِدَت بعد، وهي واحدة من مآثر القيادي الشعبي وراعي العيش الواحد في كل البقاع، إيلي الفرزلي، أننا لولاه، ولولا سياسته الوطنية المُترفِّعة عن كل ما هو طائفي ومذهبي، ولولا شبكة إتصالاته الواسعة مع كل الفرقاء وشمولية وطنيته، وتشكيله “لجنة طوارىء” بالتعاون مع شخصيات وطنية كريمة باتت في دنيا الحق، من أمثال الشيخ البقاعي الفاضل قاسم القرعاوي وقائد الجيش السابق العماد اسكندر غانم، لكانت الفتنة اجتاحت البقاع الغربي وراشيا، ولكان أهلُكُم أيها الشباب البقاعيون المسيحيون خلال النصف الثاني من السبعينات والنصف الأول من الثمانينات، قد تهجَّروا من قُراهم كما تهجَّر الكثيرون من المسيحيين في تلك الحرب اللعينة، وحسبُنا اليوم أن تكونوا سنابل عرفان الجميل في سهل البقاع لإبن السهل إيلي الفرزلي، لأن من يُشبهه في بقاعنا الحبيب هو واجب الوجود في كل زمان…