عَ مدار الساعة


استهداف التيار الوطني الحر يكشف ظهر المقاومة في ظل مخططات ضرب حزب الله-نسيم بو سمرا

على الموهومين بقوة فائضة لم يصنعونها هم الالتزام بالميثاق والشراكة الوطنية التي أرساها العهد 

***
في حين يعمل الغرب من واشنطن الى باريس مرورا بلندن، على وضع خطط وتجارب وسيناريوهات عسكرية على ارض الواقع في سوريا، لضرب ايران ومن ورائها حزب الله، على امل الا تنتقل هذه التجارب الى لبنان، زار قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي، لبنان والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اكد له ان لبنان لن يكون بلدا معتدياً لكنّه يرفض أيّ اعتداء على اراضيه، واضاف الرئيس عون امام الضيف الاميركي الثقيل، أن اسرائيل تواصل انتهاكاتها للسيادة اللبنانية برا وبحرا والاتصالات لانهاء التعديات على الحدود ستستأنف في الشهر المقبل.

اما موقف الرئيس عون فلم يخل بالتأكيد من الرسائل للجانب الاميركي، فكما بات معلوما عن الرئيس عون، انه القائد الرؤيوي والمسؤول المدرك للمخاطر التي تزداد على لبنان، وهو المحيط كما عادته بتفاصيل الامور وخلفياتها، يدرك الصعوبات التي يجب على لبنان ان يتحضر لمواجهتها، اولا بوحدة الصف وثانيا بوضع خطة انقاذية سريعة للتدهور الحاصل في مختلف المجالات وبخاصة الاقتصادية منها، غداة التحضير لورشة نهوض سيشهدها لبنان بعد حصول لبنان على ال 12 مليار دولار الذي خصص له في المؤتمرات الدولية واهمها مؤتمر “سيدر” في باريس، ولكن بعد الانتخابات النيابية، وبالاخص اننا في بداية مرحلة تبدل جيو- سياسي ستتغير فيها الانظمة جراء نشوء نظام عالمي جديد على ركام نظام الاحادية الاميركية، والخطر الذي يشكله هذا الانهيار التدريجي للإمبراطورية الاميركية سيكون كبيرا، على حلفاء اميركا وبالاخص على الاقرب اليها كالدول الخليجية وعلى رأسهم السعودية، التي وضعت كل ما لديها في سوريا ففشلت فشلا ذريعا بعد تحرير الغوطة الشرقية وقريبا تطهير مخيم اليرموك مما تبقى من داعش في سوريا، ولكن هذا الانهيار سيكون عظيما وسيتشظى منه العالم بأسره.

في هذا السياق، إن بداية الاشارات على التوجه التفجيري الذي يسير به الرئيس الاميركي دونالد ترامب في المنطقة، بدأ منذ انتخابه وتعزز من خلال إبعاد الفريق المعتدل الذي وصل به الى دوائر البيت الابيض ليستبدله بآخر متطرف، فبعد الضغط المالي على المصارف اللبنانية الذي مارسه فريق ترامب بعدما كان مجمدا على عهد أوباما، ليأتي اليوم الجمهوريون كما الديمقراطيون في الكونغرس، ليرفعوا من الضغوط بوجه اللبنانيين، بأداء عدواني كان آخره مشروع قانون ضد حزب الله، تقدّم به أمس السيناتور عن الحزب الديمقراطي توم سيوزي، والسيناتور عن الحزب الجمهوري آدم كينزينغر أمس للكونغرس، يدعو الى نزع سلاح حزب الله، وقد طلب سيوزي وكينزينغر من الاستخبارات الأميركية الوطنية فتح تحقيقٍ لتخمين قدرات حزب الله، وترسانته العسكرية، كما الوسائل غير الشرعية التي يستخدمها لشراء الأسلحة بحسب ما ينص عليه هذا القانون.

حزب الله في سوريا

في المحصلة، إن نجاح لبنان بإنقاذ اقتصاده يقوي من مناعته، وهذا لا يمكن ان يتحقق في ظل من يعاندون مشروع العهد الاصلاحي، كما ان الاستهداف الممنهج للشرفاء في وطننا لا يساهم بتحصين الساحة الداخلية ضد الاخطار الخارجية، وإذا خيل لهؤلاء، الذين يصعّدون بخطابهم من على المنابر كل يوم، يستهدفون من خلاله التيار الوطني الحر، انهم بهذه الطريقة يضعفون العهد، ويصبحون هم أقوى، فهم مخطئون، لأن إضعاف العهد هو اضعاف الوطن وهذا العهد الذي حلم به اللبنانيون منذ العام 1990، تحقق اليوم برئاسة العماد ميشال عون، الذي يشكل الفرصة الاخيرة لبناء دولة، التي من دونها لا يمكن الحصول على وطن، وبالتأكيد لا يحمي هذا الاستهداف للتيار، ظهر المقاومة، وهي تقوى كما اعلن مرارا الرئيس العماد ميشال عون بالوحدة الداخلية واحتضان جميع اللبنانيين لها، في حين يضعف حزب الله في هذا الجو المشحون والمتشرذم حيث ينقسم فيه اللبنانيون على بعضهم، من دون أفق ولا هدف يمكن ان يتحقق، إلا الدمار وسقوط الهيكل على الجميع، وعلى هؤلاء الموهومين بقوة فائضة لم يصنعونها هم، الالتزام بالميثاق الذ اعاد العمل به الرئيس عون بوصوله الى بعبدا، والالتزام بالشراكة الوطنية التي أرساها العهد بعد سنوات من النضال في المجلس النيابي كما في الحكومة، لأن القانون النسبي الذي ستخاض الانتخابات على اساسه، سيعطي كل ذي حق حقه وسيوصل الى المجلس النيابي كلا بحسب حجمه الفعلي، لتتمثل في البرلمان الاغلبية كما الاقلية بحسب نسبة تمثيلها الشعبي.