المرعبي يستغل الوضع المأساوي للنازحين لتحقيق اهداف سياسية دنيئة *نسيم بو سمرا
***
هو وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، الذي اعلن اليوم ومن دون خجل “ان التطورات الأخيرة في سوريا تعقّد عودة النازحين السوريين الى بلدهم”، وهو واذ يعترف بمأساة هؤلاء النازحين في لبنان حين يقول ” ان نحو نصف النازحين السوريين المتواجدين في لبنان لا يحصلون على كمية كافية من الطعام، والدولة اللبنانية غير قادرة على تغطية أي من احتياجاتهم”، يكمل بما يشبه منطق الابتزاز بالاشارة الى ان “تأمين معيشة النازحين والخدمات كالطبابة والدراسة وغيرها تؤمن لهم الاستقرار ما ينعكس أيضا مزيدا من الاستقرار في لبنان” ، اما تعيين هذا الوزير في منصبه فهدفه التخفيف من وطأة النازحين على المجتمع اللبناني المضيف، في حين ان مساره في الوزارة يدل الى انه متورط بمشروع دولي كبير لتجنيس النازحين في لبنان وهو متواطئ مع المنظمات الدولية لمنعهم من العودة الى سوريا ، وذلك لتحقيق مؤامرة مشروع افراغ سوريا وإغراق لبنان بهدف احداث تغيير ديمغرافي يقوي طائفة على حساب باقي الطوائف في لعبة خطرة اثبتت الحرب اللبنانية عدم جدواها في بلد التوازنات حيث لا اكثريات فيه بل مجموعة أقليات منقسمة على بعضها حتى من ضمن المذهب الواحد. وما الفرق هنا بين مجتمع دولي يسعى لتوطني النازحين في لبنان مستغلا اوضاعهم المأساوين لتحقيق اهداف سياسية في سوريا وبين المرعبي ومن يشغله، والذي بدل ان يحاول تخفيف العبئ عن الشعب اللبناني يسعى للإضرار به واستغلال اوضاع النازحين المأساوية ايضا لاهداف سياسية دنيئة.
إن عودة نحو 500 نازح سوري من منطقة شبعا في الجنوب اللبناني إلى بيت جن في سوريا، اول من امس أزعج ليس فقط المرعبي بل ايضا المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي أكدت أنها لم تشارك في تنظيم هذه العودة أو غيرها من حركات العودة في هذه المرحلة نظرا إلى الوضع الإنساني والأمني السائد في سوريا. ما دفع وزارة الخارجية الى اصدار بيان لفتت فيه “الى اصرار المفوضية مرة جديدة على رفض أي مؤشر إيجابي للعودة وعلى اخافة السوريين منها على الرغم من استقرار الحالة الأمنية في كثير من المدن السورية وعودة الحياة الطبيعية إليها، وهي لا تشجع حتى على نموذج صغير للعودة الطوعية، الآمنة والكريمة التي تتوافق مع جميع المبادىء الانسانية والأعراف الدولية، لا بل تخوّف النازحين من أية عودة في هذه المرحلة بسبب ما تذكره من وضع أمني غير مستقر. مضيفة ان هذا الأمر يؤكد مخاوفنا من وجود سعي جدي للتوطين عبر زرع الخوف والتردد في قلوبهم وتعمّد عرقلة أية جهود جدية لعودتهم والتخفيف من معاناتهم وحل مشكلة من يستطيع الرجوع سياسياً وامنيًا إلى سوريا كون العودة الآمنة والكريمة هي الحل الوحيد لأزمة النزوح.
واعتبرت ان هذا الأداء الدولي المحبط يدفع الخارجية اللبنانية الى إعادة تقييم عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في هذا الخصوص وفي هذه المرحلة بالذات، ويدفعنا لمساءلتها بحسب الأصول الدبلوماسية المتبعة خصوصاً في ظل الوضع الملتبس الذي يحيط بها. لفتنا إصرار المفوضية السؤال عن الذي لا يشجع حتى على نموذج صغير للعودة الطوعية، الآمنة والكريمة التي تتوافق مع جميع المبادىء الانسانية والأعراف الدولية، لا بل تخوّف النازحين من أية عودة في هذه المرحلة بسبب ما تذكره من وضع أمني غير مستقر.”
أما الوضع الامني في سوريا فبات مقبولا جدا لا بل مستتبا في معظم المناطق بعد دخول الجيش السوري مساء امس إلى بلدة الضمير في ريف دمشق بعد انتهاء عملية إخراج مقاتلي فصيل جيش الإسلام منها بموجب اتفاق بين الطرفين، وفق ما ذكر الإعلام السوري الرسمي. وتسعى القوات الحكومية لضمان أمن دمشق عبر إخراج المقاتلين المعارضين من مناطق “المصالحات”. وبدأت في الوقت ذاته عملية عسكرية على مناطق وجد تنظيم داعش في أحياء في جنوب العاصمة، حيث
يستقدم الجيش السوري وحلفاؤه منذ نحو أسبوعين تعزيزات عسكرية في محيط مخيم اليرموك وأحياء أخرى محاذية يوجد فيها التنظيم المتطرف في جنوب دمشق تمهيداً للعملية العسكرية التي تتيح لها السيطرة على كامل العاصمة للمرة الأولى منذ العام 2012.
*صحافي وباحث