ماذا تقول قصة هذه الصورة ؟!
إنها مدينة هيروشيما تذوب وتصبح رماداً أمام قوّة القنبلة النوويّة. من منا لم يسمع بهيروشيما التي إختفت عن خارطة العالم بعد أن أصبحت هيكلاً فارغاً يعبث به الهواء وتفوح منه رائحة الموت. كل شيء أصبح رَماداً إلاَّ بقعة صغيرة ما زالت تنبض فيها الحياة وكأن شيئاً لم يكن.
فما قصة هذه الصورة ؟!
يُخبّر أحد الكهنة اليسوعيّين: في سنة 1945، أُسقِطت أول قنبلة نوويّة على مدينة هيروشيما في اليابان، فسقطت هيروشيما وتحوّلت المدينة إلى رماد.
كُنَّا حينها نصلّي الورديّة في بيت كما في كل ليلة ونتأمّل في حياة الرب يسوع من خلال أسرارها. وفجأة إنقلب المكان في الخارج بعد دوّي إنفجار رهيب كأنه كوكب سقط على الأرض، شعرنا بخوف رهيب يعُّم المكان وذهبنا حينها لنُلقي نظرة عبر النافذة وإذ بوشاح أزرق يَحجُب النافذة ويختفي تاركاً وراءه رائحة السلام.
جميع الكهنة بقوا سالمين و لم يتأذّى منّا أحد، فخرجنا من هذا البيت إلى الخارج لنتفقَّدّ المدينة، كان هَول الدمار رهيب ورائحة الموت في كل مكان، كل شيء أصبح رماد، إختفت هيروشيما. وفي اليوم الثاني مرَّت طائرة إستطلاع أميركيّة لتصوير نتيجة ما خلّفته القنبلة النوويّة من دمار.
و عند تحميض الأفلام في القاعدة الجويّة الاميركيّة، ظهر قرب الكنيسة أربعة أشخاص يتمشّون (كما هو ظاهر في الصورة المرفقة..) وكأن شيئاً لم يحدث.. وكأنه لم يكن هناك من قنبلة نوويّة. وسط دهشة كبيرة وتعجُّب أرسل الجيش الأميركي بعثة من أطباء ومهندسين مجهّزين بلباس وعدّة مضادة للأشعّة النوويّة.
و عند وصولهم توجهوا إلى نفس المكان الذي ظهر في الصورة وإكتشفوا أن من كان يتمشّى هُم نحن الكهنة.
ثم أجروا لنا فحوصات طبيّة فلم يجدوا أيّ أثر لتأثير إشعاع نووي. وعند ذهول الأطباء سألَنا أحدهم كيف صمدتُّم أمام هذا الوحش النووي الذي دمّر المدينة بأسرها.
فأخبرناهم أننا كنّا نصلّي الوردية لحظة الإنفجار وأننا شاهدنا وشاحاً أزرق يُغطي النافذة. فتأكدنا بعد خروجنا من المكان ومعاينة ما حلّ بالمدينة أن العذراء مريم المقتدرة حمتنا بوشاحها من الهلاك. وإن قوّة الصلاة أقوى من أي سلاح نوويّ
أكّد الكهنة الأربعة اليسوعيّون:
- هيوغو لاسال،
- هوبرت شيفر،
- يلهلم كلاينسورج،
- هوبرت سيسليك، الذين تواجدوا في بيت الكاهن التابع لكنيسة سيّدة الإنتقال أثناء إنفجار القنبلة..إن من يعيش التقوى ويصلّيّ الورديّة يتمتع بحماية الله ضابط الْكُل وشفاعة العذراء المقتدرة.
“صلّوا الوردية يوميّاً لخلاص النفوس ولإنتهاء الحروب..”.
(رسالة مريم العذراء خلال ظهورات فاطيما في البرتغال – 1917)