أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الفرزلي: أنا بمربّع رئيس الجمهورية ومنطقتي أهمّ من الكيدية وبحياتي لم أضع صورة إنتخابية

– الفرزلي: يوجد ٤٠ أو ٥٠ نائب لن يعودوا للمجلس
– كمال فغالي: فوز الفرزلي شبه محسوم

***

محمد علّوش: محامٍ متمرّس ومتحدّثٌ لبق، يُتقن فنّ السياسة كما يتقن الحائك فنّ الحياكة، حاضرٌ دائاماً في الحياة السياسية مهما تغيّرت الوجوه وتبدّلت القوى. يُعرَف بثوابته القومية والعروبية ونصرة المقاومة في الخيارات الكبرى. يراه حلفاءه ركناً ثابتاً في التحالفات السياسية الداخلية ويراه خصومه مناصراً للوجود السوري في لبنان وحليفه التاريخي.

مرشّحٌ دائمٌ هو للندوة البرلمانية، حالفه الحظّ حيناً وخالفه أحياناً، بين هذا وذاك انتُخب نائباً لرئيس البرلمان وتقلّد مناصب وزارية. له الفضل أو عليه الوزر فيما يُعرَف بمشروع القانون الأرثوذكسي لما فيه من نفحة طائفية ومذهبية قاتلة على حدّ قول البعض.

ضيف الإنتخابية لبنان اليوم معالي الوزير السابق إيلي الفرزلي نسأله عن برنامجه الإنتخابي، عن طبيعة الأحلاف القائمة. نحاول أن نستشرف معه مستقبل القوى السياسية في البرلمان المقبل من حيث الأوزان والتحالفات، فأهلاً ومرحباً بكم.

إذاً نرحّب بكم مشاهدينا وبضيفنا معالي الوزير إيلي الفرزلي، أهلاً وسهلاً بك.

إيلي الفرزلي: أهلاً، أسعد الله صباحك.

محمد علّوش: كيف الإستعداد للمعركة الإناخابية؟

إيلي الفرزلي: طبيعي وعادي، للحقيقة أنا لا أشعر بفرق كبير لأن حياتي كلها كانت، حتى في السنوات التي لا إنتخابات فيها، أعيشها كما لو أن الإنتخابات هي في كل لحظة، صدقاً، فبالتالي لا أشعر أن هناك حدث كبير إلا أنه إمتحان لا شكّ، وإلا أنه في الوقت عينه الذي يتغيّر عليك أن  قوانين اللعبة ونظام القيم الذي يحكم الحمّة الإنتخابية تختلف عمّا هو في الأربع سنوات أو في ال١٢ سنة التي تسبق إذا مُدّد للمجالس النيابية.

محمد علّوش: ألا تشعر بنوع من التهديد أو القلق من أن يثبت الإنسان لشعبيّته قدرته على التحالفات ووزنه السياسي؟

إيلي الفرزلي: طبعاً.

محمد علّوش: كيف تقيّم هذا القلق لديك في دائرة البقاع الغربي راشيا، نتكلّم عن لوائح متنافسة قوية جداً وتنوّع مذهبي وسياسي أيضاً؟

إيلي الفرزلي: لا أخفيك سرّاً، قانون الستين الذي ضُرب والذي أتباهى وأفتخر أنني دكّيت أسسه دكّاً مبيناً، لا شكّ أنه القانون الذي كان يمنع على شخص ينتمي لطائفة معيّنة في منطقة معيّنة ذات أكثرية معيّنة أن يتواجد، وبالتالي وُجد قانون آخر أفسح المجال لإمكانية أن يقوم هؤلاء الأشخاص محاولين الفوز في معركة الإنتخابات وفقاً للقانون النسبي الذي هو المدخل الطبيعي لتمثيل كل الأطراف.

لذلك أنا أعتقد أنها معركة طبيعية خلافاً لكل ما يقوله البعض، فيها غموض لكن لا صعوبة فيها.

محمد علّوش: تقصد في دائرتك أو في عموم لبنان؟

إيلي الفرزلي: في كل لبنان وفي دائرتي بشكل خاص لأن الأمر الأكيد إذا أخذت نتائج ٢٠٠٩ التي كانت قمّة الصراع المذهبي والإنقسام العمودي وقيّة في دفع المال وشراء الذمم.

محمد علّوش: أكثر من ٢٠٠٥؟

إيلي الفرزلي: طبعاً، لا مجال للتشبيه، في ٢٠٠٥ كانت مباشرةً تحت وطأة إستغلال دم دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن ال٢٠٠٩ كانت القمّة وبالرغم من ذلك نتائج ال٢٠٠٩ إذا أسقطّها على القانون الحالي يتبيّن أنهم ٣ ب٣، إذاً كل الأطراف سوف تُمثَّل بصرف النظر عمَّن، الغموض هو مَن سيكون الأطراف الذين سيمثّلون في هذه اللائحة أو تلك.

الصوت التفضيلي الذي أعطى الحق للمواطن بأن يختار المرشّح المفضّل لديه، وبرأيي أن الغموض هو سمة لزومية، ما يعني أن تجري إنتخابات وتعلم مسبقاً مَن سيفوز؟ بلا الإنتخابات فلنعيّنه تعييناً.

محمد علّوش: تقصد لو كان القانون أكثرياً.

إيلي الفرزلي: طبعاً.

محمد علّوش: صاحب جدل كبير تسمية حضرتك على اللوائح وتأخّرت تسمية اللوائح بسبب هذا الجدل، هل بالفعل كان هناك نوع من الفيتو المطلق من قبَل تيار المستقبل على وجودك على لائحة فيها تحالف بين المستقبل والتيار الوطني الحر؟

إيلي الفرزلي: كل الأطراف المعنيّة حتى بين حلفائي كانت هذه المحاولة موجودة. أنا للحقيقة بعد تصديق قانون الإنتخاب في ٢٠ أيار وجدت أن النتيجة ٣ بـ٣ بصرف النظر عن الأسماء الثلاث، وقلت لك نتائج ٢٠٠٩ أسقطّتها على القانون الحالي وجدت ٣ بـ٣..

محمد علّوش: لنوضّح للمشاهد حين تقول ٣ ب٣ تقصد ٣ من ٨ آذار و٣ من ١٤ آذار؟

إيلي الفرزلي: لم يعد شيء اسمه قوى آذار.

محمد علّوش: إذاً ماذا تقصد بهذا المصطلح؟

إيلي الفرزلي:  القوى المتصارعة في المنطقة والتي تصادف الآن وفقاً للوضع القائم، منطقتنا تضمّ أكثرية سنّية، مكوّن درزي، مكوّن شيعي، مكوّن مسيحي وهؤلاء أقليّات بالنسبة للأكثرية السنية القائمة. يوجد تحالف تيار المستقبل مع الحزب التقدمي الإشتراكي والثنائي الشيعي ممثَّلاً بحركة أمل اليوم على الأرض مع بقية القوى المستقلة شأن عبدالرحيم مراد وغيره.

حين وجدت أن النتيجة ٣بـ٣ وهذه كانت اللوائح ٢٠٠٩ عملياً، قلت لماذا تكون المعركة الإنتخابية؟ نحن لنا مصلحة لأن ندفع الأمور باتّجاه الحكمة والموعظة الحسنة أن نتّجه لمسألة إئتلاف وخصوصاً أن منطقتنا تضمّ مختلف الطوائف ولنا مصلحة أن نوقف الإنقسام العمودي، صناعة الإتّفاق والوحدة وتخفيف حدة الصراع المذهبي، تخفيف شراء الضمائر والذمم التي أحدثت لوثة في مفاهيم ونظام القيم في المنطقة وفي لبنان.

أنا ذهبت وتكلّمت مع فخامة الرئيس بهذا الموضوع، حين شرحت له الأسباب الموجبة للفكرة لأنها تتعلّق بوحدة البلد ووحدة المنطقة التي هي أنموذَج عن البلد بارك، عدت لحليفي الأستاذ عبرالرحيم مراد وضعته بالجو في شهر آب وأيلول.

محمد علّوش: قبل الحديث عن اللوائح آنذاك.

إيلي الفرزلي: قبل ذلك، أنا تكلّمت عن مبدأ الإئتلاف، مبدأ التوافق. وهنا قام الأستاذ جبران باسيل بصفته رئيس التيار الوطني الحر القريب من العهد ومن فكرة التوافق التي يقودها رئيس الجمهورية في البلاد لكي يخوض معركة اتّصالات عسى ولعلّ أن تُحدث مثل هكذا نتيجة.

من هنا أنا جلست في البيت ولم أقدم على أي حركة إسهاماً منّي في أن تنجح الأمور وتبلغ نهايتها السعيدة.

طبعاً بعض القوى في المنطقة وفي لبنان تعيش على التناقض السني الشيعي، إن لم يكن هناك تناقض سني شيعي تشعر بأزمة وبأن دورك اختفى وأنها لم تعد موجودة، وإن لم يكن موجوداً هذا التناقض تصطنعه إصطناع، وهنا لن أستطرد أكثر من اللازم.

فشلت هذه القصة وكان المُستهدَف بصورة رئيسية أن لا إيلي الفرزلي لا يكون، أنا موقعي الطبيعي والأساسي وركن أساسي في التحالف في الجبهة الثانية، هذا موضوع ليس خاضع لأيّ كان في الوقت الذي كان أحد أطراف هذه الجهة يلعب لعبة مستورة مطالباً بإبعادي.

محمد علّوش: ممكن أن نعرف مَن هي هذه الجهة؟

إيلي الفرزلي: لا.

محمد علّوش: الآن حسابات إنتخابية لا يمكنك القول؟

إيلي الفرزلي: عملياً ليس وقتها لكن نقولها بعد الإنتخابات. لإبعادي وكانت الإتّصالات هذه تجري مع الأستاذ جبران باسيل بالتحديد وكنتُ على إطّلاع عليها وعلى هذه المواقف. بالرغم من كل هذا كظمت الغيظ لماذا؟ لأن كان يهمّني أن تنجح فكرة التوافق في المنطقة التي على أساس يجب أن تنال موافقة الجميع.

من هنا جاء خطاب الأمس عندما أعلنّا اللائحة “لائحة الغد الأفضل” بالأمس والذي تقدّم به بالتحديد الأستاذ عبدالرحيم مراد قال حرفياً دعونا إليها بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يكون الذي بيننا وبينه عداوةً كإنه وليّ حميم، فأحببنا أعداءنا وباركنا عسى أن نجد تجاوباً أو تحضيراً للتجاوب. هذه هي كل القصة، لذلك هذا الجدل لأنني رفضتُ ألا أقوم براحة ضمير بمعركة صناعة توافق في المنطقة لأن منطقتي تهمّني أكثر من التفاصيل الكيدية التي تتعلّق بالصراعات.

محمد علّوش: إذا حضرتك تحرّكت على أكثر من طرف لخلق توافق..

إيلي الفرزلي: الأطراف الأساسية كان معها خبر كلها بهذا التحالف.

محمد علّوش: جيّد جداً، إذاً بادرتَ حضرتك الى خلق ومدّ جسور مع الآخر.

إيلي الفرزلي: لستُ أنا، أنا خلقت الفكرة، الذي مدّ الجسور هو رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مدّه على قاعدة صناعة التوافق.

محمد علّوش: لأسألك من باب البراغماتية الإنتخابية، كان يُفترَض بالسيد الفرزلي باعتباره يمثّل منطقة أو يترشّح في منطقة فيها أغلبية سنيّة كما قلت أن يبادر للطرف السنّي مباشرةً، قلت تيار المستقبل، دون أن يكون هناك وسيط في العلاقة. ربّما كانت المقاربة ستختلف من حيث النتيجة.

إيلي الفرزلي: هذه نظرية وهمية لأن نفس القوي السياسية الكبرى في البلد تربط المناطق بعضها ببعض. لم يكن يمكنك أن تعقد اتّفاقاً في منطقة بمعزل عن الإتّفاق في مناطق أخرى.

محمد علّوش: فبالتالي وجدت نفسك أنت مُحاصَر من هذه الناحية.

إيلي الفرزلي: لم أُقدم على أي حركة، أنا جلست في بيتي، حتى قبل بأسبوعين من تأليف لائحتي التي أنا بها الآن لم أنطق بكلمة إطلاقاً سوى الدعوة للحكمة والموعظة الحسنة لأن مصلحة منطقتي وإلغاء الإنقسام العمودي هو فوق كل شيء وأنا لستُ من هواة صناعة الصراع السني الشيعي في لبنان.

محمد علّوش: لأسألك سؤال بشكل أوضح..

إيلي الفرزلي: انظر، عليكم تأليف حزباً في لبنان للمستفيدين من الصراع السني الشيعي الذي يصطنعون هذا الصراع لكي يستقروا عليه ويبرروا أدواهم عليه، أصبحوا واضحين وتُشير إليهم بالإصبع، ليست مخابرات أجنبية إنّما هي رموز داخلية.

محمد علّوش: سيّد الفرزلي بعد إعلان اللائحة طبعاً تمّ التوضيح أنك مرشّح مستقلّ على هذه اللائحة، بعض التصريحات قالت لا، أنت مرشّح رئيس الجمهورية في هذه اللائحة.

إيلي الفرزلي: أنا أعلنتُ علناً أنني أنتمي لهذا المربّع، مربّع رئيس الجمهورية وهو ليس بالأمر الجديد.

محمد علّوش: يسبب لك إجراج هذا الموضوع؟

إيلي الفرزلي: لا شيء يسبب لي الإحراج.

محمد علّوش: دعم التيار الوطني الحر لشخصك الكريم في هذه الدائرة هل يسبب لك الحرج مع صديقك الرئيس نبيه بري؟

إيلي الفرزلي: العكس هو الصحيح. الرئيس نبيه بري يملك من الحكمة والقدرة على التمييز بالعمل السياسي، لا يفكّر بأحقاد ولا بكيدية، الرئيس بري يفكّر بعقل سياسي محترف أنا أخبر الناس به وبالتالي هو يقرأ ويرى أن تأييد ترشيح إيلي الفرزلي من قبَل التيار الوطني الحر وعلى لسان معالي الوزير السيّد جبران باسيل شخصياً هو أمر يساهم في إمكانية النجاح ويساهم في تأمين الحواصل الثلاثة التي تحدّثت عنها في بداية الحديث.

محمد علّوش: في دوائر أخرى معروف عن حضرتك تتحدّث وتدافع وتنافح عن المبادئ في العمل السياسي لكن أغلب مَن نلتقي معهم يقول أن الحاكم والفيصل في كل هذه التحالفات هو الرغبة في رفع الحاصل الإنتخابي على حساب المبادئ أحياناً، ماذا في دائرة البقاع، هل هذا قائم؟

إيلي الفرزلي: الى حدٍّ ما نعم، لكن لأقل لك أمراً، قد تكون في هذا الأمر إيجابية، هذا الإنقسام الذي سُمّي إنقسام ٨ و١٤ آذار الذي هو أمر اصطُنع خصيصاً لإدارة الصراع في لبنان، كلنا نتذكّر هذا الأمر الى عدنا لكيفية نشوء ١٤ و٨ آذار، الظروف التي أحاطت، هذا النوع من الممارسة والبراغماتية سؤدي حتماً لماذا؟ لتحالف كل الأطراف مع كل الأطراف بخلفيات إنتخابية، بخلفيات ربح وخسارة، ولكن ماذا يؤدي هذا؟ سبب تكتيكي سيؤدي إلى إنتاج تذويب وتخفيف حدّة الصراعات المذهبية والطائفية وهذا أمر لمسناه لمس اليد على الأرض، وطبعاً قانون النسبية والصوت التفضيلي بتقسيم الدوائر القائم أيضاً ساهم بتفكيك الطوائف من داخلها. لاحظ الآن لا نسمع بصراع سني شيعي، كلّه نسمع صراع ماروني ماروني، سني سني، شيعي شيعي، حتى درزي درزي، لأنه أُدخلَت النسبية لداخل الطوائف وهذا هو السبب الموجب الذي كنتُ أتحدّث عنه الأسباب الموجبة للإقتراح الأرثوذكسي الذي قلت ما له وما عليه.

محمد علّوش: سننقاش الموضوع بالتفصيل لا سيّما في ما يتعلّق بالقانون ولكن دعونا مشاهدينا أن نتعرّف أكثر على ظروف ترشّح الرئيس إيلي الفرزلي في دائرة البقاع الغربي راشيا الى جانب التحالفات والبرنامة الإنتخابي المُقدَّم في لائحته وذلك في هذا العرض مع الزميلة بيسان طرّاف.

أهلاً وسهلاً بيسان.

بيسان طرّاف: صباح الخير محمد، صباح الخير معالي الوزير. باختصار سنتحدّث عن ولادة لائحة الغد الأفضل التي كغيرها من اللوائح مرّت بعدّة مفاوضات حتى استقرّت على ما هي عليه.

مشاهدينا وُلدَت لائحة الغد الأفضل في الدائرة الثانية في البقاع الغربي راشيا بعد مفاوضاتٍ عسيرة انتهت بدخول الوزير إيلي الفرزلي الى اللائحة كمستقلّ بعد إصرار التيار الوطني الحر على أن يكون له مقعدان مسيحيان في اللائحة، واحد ماروني وآخر أرثوذكسي، فكان خيار الرئيس الفزلي إبلاغ الرئيس بري أنه سيكون على اللائحة مستقلاً ومرشّحاً باسم الرئيس العماد مياشل عون. لكن التيار الوطني الحر قرر بعد الإعلان عن اللائحة دعم الرئيس الفرزلي ولائحة الغد الأفضل التي تتنافس مع لائحةٍ تضمّ تحالف تيار المستقبل مع الحزب التقدّمي الإشتراكي.

في البقاع الغربي وراشيا حضورٌ جيّد لتيار المستقبل وهو منافسٌ رئيسيٌ للائحة التي ينضوي إلى لوائها الرئيس الفرزلي وقد رفض تيار المستقبل أن يكون الفرزلي في لائحته أثناء مفاوضاته مع التيار الوطني الحر لتشكيل لائحة مشتركة كما رفض سابقاً أن يتمّ توزيره في حكومة العهد الأولى.

الرئيس الفرزلي بما يحمله من إرثٍ سياسيٍ يخوض الإنتخابات النيابية الى جانب حلفائه في السياسة ويقول أنه متمسّكٌ بثوابت قومية ووطنية عابرة للإصطفافات المذهبية مبنية على المواطنة والمساواة وعلى مواجهة الأطماع الخارجية. يلقّبه البعض بمنظّر الجمهورية نظراً الى براعته في إستنباط الأفكار وابتكار الحلول والحوار، ويعتبره الكثيرون الأب الروحي للقانون الأرثوذكسي.

يحمل الفرزلي الى جانب شركائه في اللائحة برنامجاً بعناوين تربوية واجتماعيةٍ وزراعيةٍ وإنمائيةٍ وصحّيةٍ وسياحيةٍ وتشريعية، لكنها عناوين تراها لدى كل اللوائح، فما هو الجديد الذي يحمله الرئيس الفرزلي وزملاؤه في برنامجهم الى ناخبيهم؟

محمد علّوش: ختمتِ بسؤال ونحن بودّنا أن نطرح عليكِ سؤال.

بيسان طراف: بانتظار أن نسمع الجواب من الوزير.

محمد علّوش: أريد أن أسألك كصحافية..

إيلي الفرزلي: نحن كنّا نعتمد على عطفها وعفوها.

محمد علّوش:  باعتبارك صحافية بيسان هل تجدين شبه أو فرق ما بين القانون الأرثوذكسي الذي سمّيتيه أن معالي الوزير كان الأب الروحي له، وبين القانون الحالي؟

بيسان طراف: البعض يرى بأن الصوت التفضيلي في القانون النسبي هو وجهٌ آخر للمشاروع الأرثوذكسي، لا يمكن أن نسميه القانون الأرثوذكسي إنّما مشروع القانون الأرثوذكسي أو البعض يصفه أنه الأرثوذكسي المصغّر، والبعض الآخر يقول أنه أكثر تمثيلاً للواقع، طبعاً الجواب أيضاً مع معالي الوزير..

محمد علّوش: شكراً جزيلاً لكِ. ما رأيك بالسؤال الذي طرحته؟

إيلي الفرزلي: لأتكلّم بنقطة القانون الأرثوذكسي والقانون الحالي ويجب أن يعرفه العالم. القانون الأرثوذكسي يتحدّث بمسألتين رئيسيّتين النسبية على أن تقوم كل طائفة بانتخاب نوابها على مستوى لبنان دائرة واحدة أي أن تحافظ على وحدة البلد، نسبية ضمن الطوائف والصوت التفضيلي لتحدد ضمن كل طائفة بالنسبية مَن يكون الأول والثاني والثالث والرابع.

محمد علّوش: لكن كان طرح الصوت التفضيلي ضمن الطائفة.

إيلي الفرزلي: طبعاً. ما الذي حدث اليوم؟ يجب أن يعرف المواطنون أن قانون الستين الذي كانت تسير عليه البلد، ٨٠٪ من نوابها كانت الطوائف تنتخب نوابها. أين كانت المشكلة؟ المشكلة أن هذه الطوائف التي كانت تنتخب انظر من بشرّي الى طريق الشام كل هذه الأقضية التي كنت تنتخب مسيحية ومارونية معظمها تنتخب نوابها، طرابلس، المنية، الضنية، عكار، معظمها كذلك، الشيعة في الجنوب أيضاً.

ما الذي جرى؟ أدخلتَ النسبية الى الطوائف في هذا القانون، في هذا القانون وما كان مطروحاً في الأرثوذكسي، هذا هو بامتياز وسأقول لك أين يكمن الفرق الوحيد. ماذا جرى؟ تمّ تفكيك الطوائف من الداخل، اليوم أنت لا تسمع بصراع سني شيعي، تسمع بصراع جنبلاط إرسلان، باسيل فرنجية وجعجع، كرامي ميقاتي حريري..

محمد علّوش: وبالتالي تقصد أنها ظاهرة صحية، أن التنافس داخل الطائفة وليس صراع طائفي.

إيلي الفرزلي: طبعًا، لزومية، أين كانت المشكلة؟ وأدخلت الديقراطية بين الطوائف لأنه لم تعد ال٥٠،٥ تلغي ال٤٩،٥، أين كانت المشكلة؟ المشكلة كانت في المناطق التي به التعايش، في هذه المناطق في لبنان يجب أن يعرف الرأي العام، لا يوجد مناطق إلا وهي مناطق سنية مسيحية، شيعية مسيحية، درزية مسيحية..

محمد علّوش: أي مختلطة.

إيلي الفرزلي: لا، لا يوجد مناطق سنية شيعية، شيعية درزية، درزية سنية، لذلك كانت هذه الأقليات المسيحية نوابها مُستولَدين بكنف الطرف الآخر كلهم، ٣٢ نائب. جاء هذا الصوت التفضيلي ليعطي إمكانية لهؤلاء ألا تفرض الأكثريات نواب عليهم باسم الأكثرية وتُحضر لهم ناس في الطائرة من اللامكان وتقول لهم هؤلاء يمثّلونكم، هذا هو القانون الأرثوذكسي.

الفرق الوحيد هو في الدائرة الإنتخابية، كان لبنان دائإة واحدة، وأنا كنتُ أقول كانت أسلم وأفضل وكانت المعركة كانت اتّسمت بطابع أكثر مبدئي لو اعتُمد الأرثوذكسي وشكّل حلّ إستراتيجي للبلد، وأُعلن من اليوم أنهم سيعودون إليه تماماً.

محمد علّوش: لنستشرف مستقبل اللائحة التي تقود المعركة من داخلها إضافة الى لوائح أخرى، معنا الخبير الإنتخابي الأستاذ كمال فغالي، نرحّب بك الأستاذ كمال ومباشرةً إلى دائرة البقاع الغربي راشيا، كيف يمكن لك أن تقرأ لنا الآن خارطة الأوزان حتلياً بين اللوائح المتنافسة هناك؟

كمال فغالي: أولاً تحية لك ولدولة الرئيس. بالنسبة لدائرة البقاع الغربي راشيا هي ربّما الوحيدة التي تشبه إنتخابات ٢٠٠٩ بدون أن تكون التسميات ١٤ و٨، لكن التحالفات نفسها برموزها السياسية. والنتائج هي ستكون نفسها، لو وزّعنا نتائج ال٢٠٠٩ على النسبية كانت لتفوز كل لائحة ٣، وصعب أن تتغيّر لأن في ٢٠٠٩ بات هناك جهود كبيرة وتنظيم مكنات وأحضروا ناخبين جدد، كان هناك أكثر من ١١ ألف ناخب جديد معظمهم من الخارج استطاعوا ربّما أن يُربحوا طرف، كما قال دولة الرئيس، كانوا يحتاجون القليل فوق النصف ليوفزوا بكل الدائرة.

اليوم مهما بذلوا من جهود سيبقون ٣ ب٣، أي إذا كانت اللائحة أخذت ٣.٤ أو ٣.٥، ولائحة أخذت ٢.٨ سيربحون الثلاثة، إذا ارتفعت أو انخفضت قليلاً سيبقى النتيجة نفسها ومن الصعب أن تتغيّر، وهذا الأمر ظهر في إستطلاعات الرأي الأخيرة وتحديداً دولة الرئيس الفرزلي هو حالة خاصة بالسياسة اللبنانية لأنهم من الزعماء الأقليّة المستقلين الذين عندهم وزن إنتخابي.

هو يتكلّم الآن عن تأييد التيار الوطني الحر له هذا طبعاً يساعد ويؤكّد على الفوز، لكن عملياً في القاعدة الشعبية حجم الأصوات التي يمتلكها توازي مجموع أصوات التيار الوطني الحر، أي الناخبين المسيحيين في هذه الدائرة عددهم قليل، ربّما يصوّت ١٥ ألف مسيحي، ١٥ ألف سني و١٥ ألف درزي، وأكثرهم سنّة، ربّما السنّة ٥٠ ألف، السنّة تقريباً ٤٨٪ لكن كمقترعين يصل عددهم الى أكثر من ٥٠ ألف، إذا أخذنا الإنقسام داخل القاعدة المسيحية يوجد ٦٠٪ هم لناحية الرئيس الفرزلي والتيار الوطني الحر وأكثر من نصفهم للرئيس الفرزلي. ففوزه شبه محسوم.

محمد علّوش: شبه مضمون حتى لو كان في أي لائحة أم فقط تقصد ضمن هذه الائحة التي فرزت هذه القوى بهذه الطريقة؟

كمال فغالي: لو كان دولة الرئيس ذهب الى اللائحة الثانية أيضاً كان سيفوز، كما قال أنه جلس جانباً، وضعه وخصوصيّته في ظلّ الصيغة النسبية أينما يكون سيُعتبَر فائزاً قبل أن تصل الإنتخابات. الخيار الذي قام به هو خيار سياسي يشبه التاريخ والوضع أكثر، لكن لو قرر أن ينتقل للائحة أخرى كان أيضاً ضمن فوزه.

محمد علّوش: دخول التيار الوطني الحر في هذه المعركة وتأييده للائحة ما هل قد يؤثّر في النتيجة أو يرفع الحاصل الإنتخابي أم يُحدث شيء من الأرقام المختلفة في الأوزان والتوازنات؟

كمال فغالي: سأعطيك إياه بالأرقام، لنفترض كانت اللائحتين ستفوز ب٣، واحدة سيكون عندها ٣.٢ وتلك عندها ٢.٨، يأخذ كلّ منهما ٣. ربّما التيار الوطني حين يأتي يصبح الرقم ٣ ب٣ مثلاً، أي يرفع الحاصل للائحة دولة الرئيس بالنسبة للائحة الأخرى لكنه لم يكن ليغيّر بالنتيجة. الحجم إذا قرأت الأرقام لا يغيّر بالنتيجة. أي إذا كانت قوّة التيار الوطني ودولة الرئيس ٧٥٠٠ صوت للمسيحيين، دولة الرئيس عنده لوحده أكثر من التيار أي عندهم حوالى ٣٠٠٠ صوت فلن تتغيّر النتيجة لكن أكيد حسّنوا وأكّدوا أنه يستحيل أن تتغيّر النتيجة عن ٣ ب٣.

محمد علّوش: طبعاً نحن نتكلّم الآن عن بلوغ العتبة في الحاصل الإنتخابي للائحتين ٣ ب٣ مع كسور لكليهما. بالنسبة للائحة الأخرى التي شكّلها المجتمع المدني تقديراتك ودراساتك لا تقول بإمكانية بلوغ الحاصل الإنتخابي في الأساس؟

كمال فغالي: آخر إستطلاع رأي أجريته كان قبل إكتمال اللوائح، لا يمكنني أن أحسم ١٠٠٪ لكن من جو المستطلعين كان جوّها ضعيف. في بعض الدوائر من لاصعب على المجتمع المدني لسببين، الأول مثلاً في صيدا أو البقاع الغربي وراشيا العتبة عالية، تتكلّم عن عتبة حوالى ٢٠٪ صعب لمجموعات صغيرة أن تحصل عليها، وهذه من عيوب القانون، وأمر آخر أن في صيدا أو البقاع الغربي التيار أو الخط السياسي الذي فيه عبدالرحيم مراد ودولة الرئيس الفرزلي قريب جداً من المجتمع المدني، أي المجتمع المدني يأتي ويحارب ناس ستشارك معه بمعظم الشعارات من ناحية العلمانية الوطنية، كثير من الشعارات هي نفسها، إن كنتَ لا تعلم أن هذا موقعه السياسي وتسمع ماذا يتكلّم دولة الرئيس ولا تعلم الخلفية ممكن أن تعتقد أنه من المجتمع المدني، ماذا يختلف عنهم؟ صوته أقوى منهم بمحاربة الطائفية بكثير، وبأمور كثيرة إصلاحية أخرى. لذلك لا وجه وقوّة عندهم كما في أماكن أخرى يكون مَن هم ضدهم رموز سلطة قاسية.

محمد علّوش: عندك سؤال له معالي الوزير قبل أن نختم معه؟

إيلي الفرزلي: أولاً أريد أن أشكر الأستاذ كمال أستاذ الجميع وحبيبنا وصديقنا ونحن دائماً نسترشد بآرائه ونتابع كل العمل الذي يقوم به، في الوقت نسفه أريد لفت النظر الى نقطة أنا أشكرك على التثمين الذي أعطاني إياه لشخصي الكريم ولكن أنا أريد أن ألفت النظر أن التيار الوطني الحور في بيئتنا والبيئة العونية في بيئتنا هي بيئة ذات ثقل ووزن يُحسَب لها حساب ويجب ألا يتمّ طلاقاً إدارة الظهر للكم التابع لها، بالعكس، هي وزن هائل ودورها ضروري وهدف أساسي واستراتيجي من قبلنا. أن نحصل على دعمنا وتحالفها.

محمد علّوش: سنتكمل الحوار مع حرضتك معالي الوزير ونشكر الأستاذ كمال فغالي مدير مكتب الإحصاء والتوثيق على أمل اللقاء بك في الغد أو بعد الغد، شكراً جزيلاً لك.

نذهب الى فاصل مشاهدينا ثمّ نستأنف هذا الحوار فتفضّلوا بالبقاء معنا.

فاصل

محمد علّوش: نجدد بكم الترحيب مشاهدينا في الإنتخابية لبنان وضيفنا معالي الوزير إيلي الفرزلي وهو مرشّح عن دائرة البقاع الغربي راشيا.

معالي الوزير في لائحة معاً للغد هي لم تكن مكتملة، يوجد مقعد سنّي لم تُسمِّ اللائحة أحد عليه، بعض المحللين يقول أن هذا قد لا يكون لصالح اللائحة لأن هذا يعطي أريحية وراحة أكثر للائحة المنافسة لتذهب بصوتها التفضيلي نحو التنوّع المسيحي لأنها تضمن بكل الأحوال مقعد سنّي.

إيلي الفرزلي: أنا شخصياً لو كنتُ تعاطيت في هذه المرحلة في صناعة اللائحة، لأنني كما قلت لك أنا كنتُ منكفئ ولو كان إنكفاء له غاية عليا، لما كنتُ نصحت ببقاء المركز السني شاغر، للأستاذ عبرالرحيم مراد حقّ أن يفكّر هل إذا كان السني الذي يريد أن يتحالف معه يأخذ أصوات تفضيلية من دربه أو لا يأخذ. له الحق، لنقل ذلك، لأنه المرشّح المركزي في الدائرة السنية أقلّه إن لم يكن في اللائحة.

كان من الممكن أن يتوجّهوا للبحث عن سنّي آخر يزيد الحاصل ولا يأخذ من قاعدة الأستاذ عبدالرحيم مراد.

محمد علّوش: لكن هذا يحتاج الى ماكينة إنتخابية فاعلة دقيقة وذات مهنية عالية تكون مناسبة هذه الماكينة في اللائحة الأخرى.

إيلي الفرزلي: لسوء الحظ أنا في هذا الأمر عقلي ليس تقني، أنا صورة لا أنشر، منذ أن بدأت الى الآن لم أضع صورة إنتخابية في حياتي، لم أؤسس ماكينة إنتخابية واحدة في حياتي، لم أضع مندوب على صندوق في حياتي، هذا كلام دقيق. أنا قناعتي هي التالية، لي ثقة بالمواطن البقاعي، إرادته، ضميره، يدخل الى الصندوق، يوجد قرار بتأييدي فليلفّني بهذا العطف، لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها.

محمد علّوش: مَن هو الشخص الذي كان يمكن أن تسمّيه كسني على اللائحة هذه لو قُدّر لك أن تُعيد هندسة اللائحة؟ إضافة الى جانب الأستاذ عبدالرحيم مراد.

إيلي الفرزلي: أنا شخصياً كنتُ رشّحت الجماعة الإسلامية.

محمد علّوش: كم تملك من حواصل؟

إيلي الفرزلي: هذا كلام التقدير وليس كلام دقيق، هذا يخضع للنقاش ولا أستطيع أن أعطي رأيي لكن هذه حركة لها حيثيّتها في المنطقة.

محمد علّوش: أريد أن نناقش قليلاً في موضوع البرامج الإنتخابية، البعض يقول أن أخطر ما تعانيه البقاع الغربي الى جانب مناطق أخرى هو تلوّث نهر الليطاني. في برنامجكم الإنتخابي في حال قُدّر لكم الفوز ونتمنّى التوفيق للجميع ما إمكانية معالجة هذه الأزمة؟

إيلي الفرزلي: نحن بدأنا بها منذ التسعينيات..

محمد علّوش: إذاً لماذا الأزمة تتفاقم أكثر؟

إيلي الفرزلي: بدأنا بماكينات التكرير ووُضعَت، قرض الليطاني والقرض الإسلامي والبحيرة، لكن النبع منذ بدايته في منطقة بعلبك الهرمل التلوّث يبدأ من هناك، إذاً لا قيمة إذا وضعتَ محطات تكرير هنا وليس من الأساس النبع بدأت بها، نحن بدأنا بذلك على أيامنا، خرجنا في ٢٠٠٥ واختفت، عاد الآن النشاط المهم، نواب الجنوب ونواب المناطق قاموا ليصلحوا وأُصدر قانون بالأموال ونحن طبعاً ليس فقط نريد أن، يجب أن يُنفَّذ وليفهم الكبير والصغير كائناً مَن كان أن هذه القصة سوف تُنفَّذ.

محمد علّوش: مَن كان يعرقلها إن كانت الخطورة بهذا الشكل وتهدد المجتمع اللبناني ككل؟

إيلي الفرزلي: إذا أردت التكلّم بهذ الموضوع سيأخذ وقت كبير، برأيي هذا مرتبط بأمور تتجاوز لبنان، كما طريق ضهر البيدر وأوتوستراد العربي، سأعطيك المثال وأعطيك العنوان ونجري عليه حلقة لاحقاً.

محمد علّوش: لماذا لا تحبّ أن تُخبرنا أكثر؟

إيلي الفرزلي: لأسباب عميقة وليست سطحية لكن سأعطيك مثالاً. السبب الذي لم يتمّ حتى تاريخه الأوتوستراد العربي الذي يربط مرفأ بيروت بالداخل العربي والتأخير الذي يتمّ بتنفيذ القطعة التي يتمّ العمل عليها اليوم من المصنع الى مخفر ضهر البيدر هذه القطعة التي أخذت أوقات، حتى في قطعة صغيرة في بحمدون كانت عبارة عن نفق صغير أخذت سنوات ١٠ و١٢ تحت عنوان يوجد مال ولا يوجد، تأخرت وكذا، عناوين مختلفة. السبب لأنهم لا يريدون أن يعطوا لمرفأ بيروت صفة تفاضلية عن بقية المرافئ في حوض البحر الأبيض المتوسّط لكي يبقى مرفأ حيفا هو المرفأ المركزي الذي يأخذ الحصة الرئيسية في توزيع المغانم عندما تجري عملية السلام وتُطبَّق في المنطقة.

تقول لي ما إثباتاتك؟ عندي الإثباتات وضعتها في مذكّراتي حين تصدر.

محمد علّوش: هل الأمر مرتبط بخيارات لبنان في ما يتعلّق بالمقاومة؟ لأن السيد نصرالله يتحدّث أن ..

إيلي الفرزلي: أساساً ثقافة المقاومة وبذرتها منذ وجود إسرائيل في هذه المنطقة كان الإحتلال وكان لا بدّ من مقاومة، لكن هذا المخطط قديم، أنا يوماً ما حين تصدر المذكّرات وأتكلّم بهذا الكلام الذي وثّقته..

محمد علّوش: تكتب مذكّراتك؟

إيلي الفرزلي: شارفت على النهاية، أمدّنا الله بالعمر لنكتب مذكّرات كهذه.. لذلك الأمر نفسه حول مياه الليطاني.

محمد علّوش: أنا لفت نظري حين قارنت حضرتك بالأوتوستراد العربي لأنها فكرة عمرها أكثر من ٣٠ سنة وأهميّتها كانت تتجاوز.

إيلي الفرزلي: أنا شاب نزلت في تظاهرات عندما طرح الرئيس رشيد كرامي رحمه الله وحكومته فكرة نفق حمانا شتورة لقاء BOT أي بلا أن تدفع وكن الشركة اليابانية التي كانت ستنفّذها لقاء مبلغ بسيط ضريبة على البنزين قيمتها ٣/٤ الليرة، اسمعني ماذا أقول، نزلت تظاهرات لإسقاط الحكومة ومنع القانون. والأطراف التي دعت الى إحداث هذا الأمر وهذه التظاهرات هي أطراف كانت لها علاقة قوية بالغرب.

محمد علّوش: يعني تكملة للموضوع، الأوتوستراد العربي باعتقادي أقلّه كان سيعود بالنفع على لبنان والدول العربية، لماذا، ستقول لي إسرائيل أفهم ذلك، لكن هل الدول العربية أيضاً..؟

إيلي الفرزلي: مرفأ بيروت..

محمد علّوش: أقصد هل الدول العربية أو بعضها، متورّطة أو خائفة؟

إيلي الفرزلي: أي دول عربية؟ ذهب شمعون بيريز الى المغرب أخذ معه ١٥٥ مشروع إقتصادي من جملتهم إعتبار مرفأ حيفا العمود الفقري لكل المرافئ لتوسيع الخطة في المنطقة، مرفأ بيروت إذا أُنشئ الأوتوستراد العربي الباخرة حين ترسي في بيروت أفقرب مكان لتسويق البضاعة للمنطقة العربية هي مرفأ بيروت، له صفة تفاضلية لا يريدونه.

محمد علّوش: هل الأمر في هذه المشاريع كان مرتبط برأيك فقط بالتمويل أو بعدم قدرة لبنان؟ البعض يقول أن لبنان منتقصة سياسته.

إيلي الفرزلي: جاء التمويل للأوتوستراد العربي بالقطعة التي تعلمها ولم ينفّذوا شىء، تصادف أن الرئيس الياس الهراوي رحمه الله له مصلحة بموضوع الجسر، حمانا، والرئيس الحريري غاوي مشاريع وجسور وطرقات، نفّذوا هذه القطعة، بدأت القطعة من المصنع حدود سوريا لبنان الى ضهر البيدر الى حدّ الآن بات لها ١٣ سنة تقريباً ولم تنتهِ بعد، وهو إذا نظرت إليه ينتهي في شهرين، ولا يضعونه قيد التنفيذ.

محمد علّوش: عندكم مشاريع أخرى للبقاع الغربي؟

إيلي الفرزلي: طبعاً، نحن من الرموز التي نستطيع أن نتباهى ونقولها بكرامة، حقيقةً معروف مَن كان في اللائحة الماضية من سنة ١٩٩٢ الى الآن، نُفّذ ما نُفّذ في البقاع الغربي وكان عمل جبار خدماتياً على المستوى الفردي والخدمات العامة، هو الذي وضع الأسس لكل عكل إنمائي في المنطقة. لذلك نحن نوعيّتنا نوعية عمرانيين في المنطقة، لذلك الناس تعلم هذا الأمر وليس موضوع نقاش.

محمد علّوش: السيّد نصرالله في إحدى خطاباته تناول الباقع وذكر البقاع الغربي وراشيا وقال يبقي الملفّ الأول لدى هذه المنطقة الى جانب أهل الجنوب هو التهديدات الإسرائيلية والصراع مع العدو. طبعاً خيارات لبنان هي خيارات مقاومة أقلّه في المبيان الوزاري للحكومة وفي دعم المؤسسات الأمنية، لكن سؤالي في الواقع لأهل البقاع الغربي كيف يمكن أن يتجسّد هذا المشروع هل هو في إنتخاب لوائح قريبة من المقاومة ومؤيّدة لها أم في خياراتها الكبرى، كيف تفهمون هذا التصريح؟

إيلي الفرزلي: طبعاً ثقافة البقاع الغربي هي ثقافة عروبية يجب أن يفهم القاصي والداني والعربي أنها ثقافة كل رموزها التاريخية، منذ العشرينيات لتأخذ فكرة أنا جدّي الدكتور ملحم الفرزلي هو أمين سرّ مؤتمر الوحدة العربية الأول، فهذا الموضوع البقاع الغربي ورمزيّته العروبية والعداء لإسرائيل ورمزية رفض الإحتلال الإسرائيلي ومواجهة النوايا العدوانية الصهيونية هذا جزء من تاريخ المنطقة وأكبر دليل المقاومة التي حصلت في المنطقة من مختلف الطوائف سواءً صموداً أو رفض تعامل أو عمليات مقاومة مباشرة في منطقة البقاع الغربي راشيا، هذه القرعون وعظمتها وباقي المناطق أكبر شاهد على ذلك. لذلك هذا الموضوع لا لعب به، أهم شىء بالنسبة لنا نحن كمنطقة نموذج للعيش المشترك، كل منطق يقوم على قاعدة تفتيت هذا العيش المشترك وصناعة الإنقسامات المذهبية والطائفية على هذا المستوى عبر خلفيات هيمنة على المنطقة هو عمل تآمري على المنطقة وسمعتها وبالتالي خدمةً لطرف آخر لا أدرى مَن هو.

محمد علّوش: لكن هل يوجد تهديدات من هذا الجانب أو نوع من الهاجس على أن أحد يعمل في البقاع الغربي وفق هذه الرؤية وهي الإنقسام بهذه الطريقة التفتيتية للمجتمع؟

إيلي الفرزلي: إذا درستها بالعمق في تارخي الناس تجد نوايا لهذا الموضوع، لكن أنا برأيي أن قدرتهم على التحرّك ليترعرعوا في هذه البيئة خفّت كثيراً.

محمد علّوش: لو عدنا الى موضوع العلاقات والتحالفات السياسية الوزير أبو فاعور، طبعاً البعض شنّ حملة على شخصك، في تقرير صحافي يقول تعتبر أوساط مسيحية دون أن يسمي طبعاً، أن الهجوم العنيف الذي شنّه النائب وائل أبو فاعور على النائب إيلي الفرزلي نيابةً عن النائب وليد جنبلاط إن دلّ على شيء يدلّ على حجم النرفزة الجنبلاطية أنه لم يكن قادر على مواجهة تيار المستقبل فصوّب الى مَن هو أضعف بحسب التقرير.

إيلي الفرزلي: طبعاً نحن أضعف من تيار المستقبل. هو حصل هجوم طبعاً ولكن ليس الآن وقت الرد.

محمد علّوش: أيضاً ل٧ أيار؟

إيلي الفرزلي: في ٧ أيار بصرف النظر عن النتائج، نحن لا نرتبط بالنتائج. الحديث عن وليد بك والتفاصيل الأخرى غير مهمة. أنا أستغرب أننا تلقّفنا مسألة ترشيحه لابنه تلقّف إيجابي ووضعناه ضمن إطار إعادة صياغة الأجواء المناسبة لابنه لكي يصوغ علاقاته في البيئا السياسية اللبنانية والمجتمع اللبناني، لا أعلم لماذا يريد توريثه، عليهم أن يعرفوا ألا يستهينوا إطلاقاً بأي عمل يقومون به اليوم.

محمد علّوش: ما الضرر؟

إيلي الفرزلي: أكرر، لكي يُفهَم هذا الكلام بدقّة، نحن نقدّر زعامته ونقدر الناس الذين يمثّلهم، نحترم الناس والبيئة التي يمثّلها إحترام كامل ولهم حيثيّتهم وتقديرهم ونحن قمّة أهدافنا أن نكون على حالة إيجابية معهم، ولكن إياكم أن تعتقدوا أن أحداً يستطيع أكل رأس أحد آخر، تماماً نحن سقطنا في عام ٢٠٠٩ ولكن أسقطنا على قانون الستين، انتبه، وبالتالي نحن ياستطاعتنا كل لحظة أن نُسقط معنا أمور كثيرة، ونحن أقوى وعدنا أصلب وقدراتنا أكبر وأعظم من أن يعتقد أحد أنه يستطيع أن ينال من إرادتنا ومن تصميمنا ومن صناعة الأفكار التي تحقق الأهداف التي نرجوها.

محمد علّوش: هل من سبب للخلافات بينكما وهل دخل أحد الى الخط؟

إيلي الفرزلي: إطلاقاً، أنا ماذا يوصلني لوليد بك، وليد بيك زعيم كبير أنا مواطن عادي.

محمد علّوش: إذاً لماذا الوزير أبو فاعور شنّ حملة عليك؟

إيلي الفرزلي: أخبروني عنها ولم أسمعها، وليد بك أسمعه ولكن أنا لا أسمع دائماً هكذا..

محمد علّوش: في حال توفّقت إن شاء الله ودخلت البرلمان ستُسمّى الرئيس الحريري رئيساً للحكومة؟

إيلي الفرزلي: طبعاً أنا مؤمن بمقولة تقول التالي، لا يجوز للمكوّن إلا أن يُمثَّل بالشخصية التي يمثّلها، فإذا كان دولة الرئيس سعد الحريري هو الرئيس الذي يمثّل المكوّن وأعتقد أنه يمثّل المكوّن فأنا مع وأتعاطف في البيئة النيابية التي أكون فيها تكتّل تغيير وإصلاح أو غيرها، أنا أنصح وأوجّه وأدعم فكرة ترشيح الرئيس الحريري لرئاسة الحكوومة.

محمد علّوش: في أي كتلة سوف تكون في البرلمان؟

إيلي الفرزلي: تكتل التغيير والإصلاح.

محمد علّوش: أمر محسوم؟

إيلي الفرزلي: طبعاً.

محمد علّوش: في حال عرض عليك الأستاذ بري أن تكون في كتلته؟

إيلي الفرزلي: نحن في قلبه، الكتلة أضعف، نحن موجودن في قلبه.

محمد علّوش: تتوقّع أنه سيكون البرلمان القادم مختلف عن البرلمان الحالي؟ كيف

إيلي الفرزلي: طبعاً، يوجد ٤٠ أو ٥٠ نائب لن يعودوا للمجلس، مجرّد تغيير الوجوه.

محمد علّوش: لكن يوجد زعامات بالنهاية تقود هذه الوجوه الجديد.

إيلي الفرزلي: الزعامات تقودها ولكن أنا أوقل أنه سيكون هناك معارضة.

محمد علّوش: قبل أن نختم بسؤال أخير دولة الرئيس، تقديرك للواقع السياسي ما بعد الإنتخابات هل سيكون مختلف عمّا هو عليه حالياً بمعنى أكثر إنسجاماً وتوافقاً واستقراراً بمعزل عن الحرائق في المنطقة أم سيكون أيضاً متأثّر بشكل أو بآخر بالتداعيات القائمة؟

إيلي الفرزلي: لا يمكن عزل لبنان كثيراً عن المنطقة ولكن للحقيقة مقوّمات القوّة الذاتية التي به أثبتت، وخصوصاً وجود عنصر المقاومة ساعد مساعدة فعالة على تأمين فصل قضية لبنان عن أزمات المنطقة وتداعياتها، وأكبر دليل على ذلك لا تزال أمامنا مسألة سلسلة جبال لبنان الشرقية، لا تزال أمامنا الصراعات في المنطقة التي منعت هذه القوى بحجمها أن تنقل الصراع الى الداخل اللبناني.

محمد علّوش: لا يزال عندنا سؤال ولكن الوقت قد أدركنا ووصلنا للفقرة الأخيرة التي تتناول المذهبية، والمذهبية كما هو معروف مرضٌ صعبٌ شفاءه، في فقرة ولاد البلد نشاهد معاً.

اولاد البلد

محمد علّوش: ويبقى الفن جميل، ما تعقيبك على ما رأيناه؟

إيلي الفرزلي: طبعاً عظمة بما يختزن من طاقات وفي مقدّمتها الطاقات الفنية.

محمد علّوش: سؤال أخير معالي الوزير، مَن هو منافس لك على نيابة رئاسة مجلس البرلمان، هل أحد من التيار الوطني الحر؟

إيلي الفرزلي: الذي يريده ..

محمد علّوش: مَن ترشّحه أنت إن لم تكن المرشّح؟

إيلي الفرزلي: الذي أراه يستحقّ.

محمد علّوش: مثل الوزير بوصعب؟

إيلي الفرزلي: هو إنسان يمتلك من المواصفات ما يمكّنه ويتأهّل منأجل أن يكون نائب رئيس مجلس ونائب رئيس حكومة ووزير وأن يتبوّأ كل المراكز.

محمد علّوش: حضرتك ستترشّح؟

إيلي الفرزلي: أنا لم أترشّح بعد.

محمد علّوش: كل الشك والتقدير لك معالي الوزير ونتمنّى لك كل التوفيق. كنّا طبعاً مع نائب رئيس البرلمان الأسبق معالي الوزير إيلي الفرزلي في هذه الإنتخابية لبنان لهذا اليوم على أمل اللقاء بكم مشاهدينا في حلقة قادمة، الى اللقاء.

المصدر: الميادين