– “أوعا خيَّك”، و”البطن بستان”…
***
علّق الكاتب السياسي أمين أبو راشد على مسألة الخربطة في التحالف ما بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، كاتباً عبر صفحته (Amin Abou Rashed):
أوعا خيَّك يضيع على أرصفة “جادة سلمان” !
“أوعا خيَّك”، ولو أنه كذبة نيسان،
“أوعا خيَّك”، و”البطن بستان”…،
“أوعا خيَّك” ولكن، إياك اللحاق به حتى ولو تاه وضاع على أرصفة “جادة سلمان”…
لك طريقك وله طريقه، لأن “خيَّك” باعك والتحق بالأعراب.. ولا تسألني الى أين سيرتحل…
هناك، حيث ارتحل “خيَّك” وافترق عنك، كان الشارع إسمه “الزيتونة”، وكان مكان السهر والفرح والحرِّية، وعُلب الليل، والمُجون، وأوكار الدعارة، وإنتاج الأطفال اللقطاء..
هذا الشارع اليوم، لم يعُد لدعارة الجسد، وبات لممارسة الدعارة في السياسة وإنتاج العملاء،
ولم يعُد شعار الشارع شجرة زيتون، لأن شجر النخيل ملأ قلب بيروت، غرسته أيادي قوَّادين لبنانيين لإرضاء الزبائن الخليجيين، ولممارسة الزبانية على الأصول..
دعّ “خيَّك” يرتحل معهم، حتى ولو استبدل تلك الأرزة التي يرفعها شعاراً بشجرة نخيل.. في زمن قحط المبادىء، سيما وأن هذه الأرزة تاجر بها كثيرون وباعوها حطباً!
لا، خشب الأرز لم يعُد لتصنيع سفن فينيقيا، لأن البعض لا يرغبون الإبحار نحو الغرب لتبادل الحضارات،
إنكفأوا الى الخلف، واستعاضوا عن سُفُن الأفق الرحب، بـ “سفُن الصحراء” واعتلوا ظهور النوق،
ولا تسألني الى أين يرتحلون على ظهور النوق، طالما أن ظهورهم مُنحنية، وأعناقهم مُنحنية، ورؤوسهم تلثُم الرمال حيث “الذهب الأسود” ومنبت “الأخضر الأميركي”، والكلأ على معالف الذلّ..
“أوعا خيَّك”، لأنه قد يكون على حق وأنت على خطأ،
إرتحل يبحث عن الديموقراطية في بلاد “وليّ الأمر” والسيف على الأعناق…
يستعيد حضارة 6000 سنة قد يجدها تحت خيمةٍ “يتقعمز” بها البدو الرُحَّل،
يبني قواعد حوارٍ إنساني لأتباع الديانات، مُستقاة من فكر إبن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب،
يتلقَّن دروساً في التسامح والمحبة والرأفة بين البشر، ودروساً خاصة في حقوق المرأة،
ويتبادل مع الآخر حوار الحضارات والثقافات والأدمغة،
من عندنا جبران خليل جبران، ومن عندهم ثامر السبهان،
ومقابل كل عبقريٍّ من عندنا، “جُهبذة” زمانه من عندهم، في تفاعلٍ حضاريٍّ بين الحضر وبين البدو.
وقد يعود “خيَّك” يوماً، معتلياً ناقةً.. جالساً في “هودج” المجد، وحالماً بالمجد الأعظم، طالما أنه مُتخمٌ بالأخضر الأميركي، وقد ترسو به “سفينة الصحراء” على مفترق قصر بعبدا ولكن،
مشكلة “خيَّك” أنه حالمٌ، دائماً حالم، ولم يُحقِّق في حياته حلماً واحداً لأن أحلامه كوابيس، ويحمل معه أيضاً أحلام البدو، أن لبنان، منذ قدموس، ومروراً بكل بُناة الحضارة اللبنانية، ووصولاً الى يوسف بك كرم، وحسن كامل الصبَّاح، وميخائيل نعيمة والبساتنة والرحابنة وكل عمالقة لبنان، لبنان الشهادة والتحرير والسيادة والكرامة، هذا اللبنان سيعود الى الوراء ويبني مستقبله من خيمة نبعت من تحتها بئر نفطية قد تشتري العالم ولن تشتري لبنان…