أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ضيف حزب الله الى الحدود اصبح رئيس لبنان

يافطة لحزب الله: الجبل الوطني الشامخ في لبنان المقاوم المنتصر . محمود زيات –

حين نظم «حزب الله» في السادس والعشرين من آب عام 2008، جولة جنوبية للعماد ميشال عون، وصلت الى تخوم الحدود مع فلسطين المحتلة، يومها اطل «الجنرال» من بلدة مارون الراس الحدودية على مستوطنة افيفيم الصهيونية المتاخمة،

وواكب الاسرائيليون عبر الحدود، الجولة التي تخللتها جلسة للزائر ـ الضيف، مع مجموعات من المقاومة الاسلامية في غرفة عمليات سرية.. يومها قرأ الجنرالات الاسرائيليون حجم التحالف القائم بين عون و«حزب الله»، والذي اثمر عن وعد صادق، ليجد الاسرائيليون بعد ثماني سنوات، ان «ضيف» حزب الله …اصبح رئيسا للبنان.
اتسعت دائرة الاهتمام بانتخاب العماد ميشال عون، لتصل الى داخل الكيان الاسرائيلي الذي يراقب عن كثب، كيف نجح «حزب الله» في ايصال حليفه الاساسي في لبنان العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، ما يعني، برأيهم،ان ذلك سيشكل ازعاجا لاسرائيل، فيما اطلقت الصحف الصهيونية العنان لاقلام كتابها لوصف ما جرى بـ «هزيمة السعودية امام حزب الله»، في وقت راحت تُطلق الاوصاف على الرئيس سعد الحريري بانه سيكون ذيلا للثعلب الايراني في لبنان.
وصول «فخامة الجنرال» الى قصر بعبدا، ترك العديد من الاصداء المربكة داخل اروقة صناع القرار الاسرائيليين، الذين قرأ بعضهم ما جاء في بيان القسم للرئيس عون، على انه تهديد واضح لاسرائيل، حين تحدث عن تحرير بقية الاراضي اللبنانية المحتلة والدفاع عن ثروات لبنان، مع ما يعنيه هذا الكلام، ولبنان يستعد لوضع الخطوات الاولى لاطلاق مشروع التنقيب عن النفط والغاز في الحقول البحرية، ومنها ما هو على تماس مع المياه الاقليمية الفلسطينية المحتلة.
ـ انتخاب عون قد يتحوّل الى ازعاج كبير لإسرائيل ـ


ويقول المحلل الصهيوني في الشؤون العربية في القناة الاولى لتلفزيون العدو عوديت غرانوت …ان انتخاب عون رئيسا للجمهورية في لبنان يعد انتصارا سياسيا لـ «حزب الله»، الذي ادى مهمته في ايصاله عون الى القصر الجمهوري ، وهذا نتيجة تراجع المعسكر اللبناني المناهض لحزب الله والمدعوم من السعودية. ..لقد عمل حزب الله على تعزيز المواقع السياسية لحلفائه في السلطة، السعوديون وقفوا دائما وراء الحريري وطلبوا منه عدم الاستسلام لـ «حزب الله»، لكنَّ قطا اسود مر بينه وبين العائلة الحاكمة، اضعف معسكره في لبنان والسعودية لم تعد تهتم بالساحة اللبنانية، وبالتالي هي تخلت عنه، وهذا ما دفع بالحريري للتنازل امام «حزب الله» وتبني مرشحه للرئاسة، واليوم يبدو (امين عام حزب الله السيد حسن ) نصرالله هو المنتصر بوصول عون الى الرئاسة، ويعد انتخاب عون انتصارا واضحا لمحور ايران وانجازا سياسيا ضخما لنصرالله، في مقابل تراجع السعودية، وكذلك الولايات المتحدة الاميركية، ولفت الى ان هناك من يقول ان الرئيس الاميركي باراك اوباما، باتفاقه مع ايران، اعطى لبنان لـ«حزب الله» وللايرانيين، وهذا تطور اقليمي مهم ومقلق ايضا بالنسبة لاسرائيل، وليس غريبا ان يكون الرئيس الايراني حسن روحاني اول المهنئين لانتخاب عون.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الصهيونية، أن انتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح الجنرال ميشال عون، كما هو معروف لدى كثيرين في لبنان، هو انتصار لـ «حزب الله» والمحور الموالي لإيران وسوريا في المنطقة، مشيرة الى انه خلال الأيام الأخيرة هبت على لبنان رياح الأمل الحذرة، بأن يعيد انتخاب عون الحياة الطبيعية الى مؤسسات الدولة، وان عون تعهد في خطابه بالوقوف أمام كل تهديد خارجي وعلى رأسه إسرائيل، ولفتت الى أن انتخاب عون كانت له اصداء كبيرة في العالم العربي، وأن عناصر مليشيات لحد السابقة تابعت بتأهب الانتخابات، وأن بعض المشاركين أمل بأن يسهل انتخاب عون عودتهم الى لبنان بواسطة عفو عام، أو اتفاق يضمن أمنهم.
اما صحيفة «يديعوت احرونوت» الصهيونية، فكتبت: بعد عامين ونصف على الفراغ الرئاسي، نجح يوم أمس الجنرال ميشال عون في تحقيق تطلعاته ليصبح رئيسًا للجمهورية اللبنانية، وهذا الانتخاب قد يتحوّل الى ازعاج كبير من ناحية إسرائيل، ورأت انه بعد إنجاز صفقة الرئاسة في لبنان، سارعت إيران الى تهنئة عون، واعتبرت انه بوصول عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية فهو لن يقدم على إزعاج «حزب الله» بالمطالبة بنزع سلاحه، فيما جاء في موقع nrg الاسرائيلي: ان أمين عام حزب الله ( السيد ) حسن نصر الله بارك انتخاب عون، وفي الواقع هو مكّن من حصوله من البداية، يبدو أن نصر الله هو المنتصر الأكبر في الانتخابات الرئاسية.
جنرال اسرائيلي في مزارع شبعا:
ـ يجب أن نعرف
ماذا يريد حزب الله لإعداد الردّ ـ
ويأتي انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، الحليف الاقوى لحزب الله، ليزيد من الهواجس الاسرائيلية من تنامي قدرات حزب الله، وسط توقعات اسرائيلية تتحدث عن حرب مقبلة مع حزب الله، انطلاقا من الجبهة الشمالية الممتدة من جنوب لبنان والجولان السوري المتاخمين للجليل الفلسطيني المحتل، وقال نائب قائد كتيبة في لواء «غولاني» الصهيوني المتمركزة في مزارع شبعا: ان «حزب الله» لم يُهمل الحدود حيث يواصل العمل هناك طوال الوقت على الرغم من انشغاله في السنوات الأخيرة بشكل خاص بالقتال الى جانب الجيش السوري ضد المنظمات المسلحة في سوريا .ورأى في حديث لاذاعة العدو انه على الرغم من الخسائر التي تلقّاها «حزب الله»، إلا أنه راكم خبرة عملياتية كبيرة، وحسَّن من قدراته وتطوره، بالطبع يواصل «حزب الله» التسلح، ربّما استعدادًا لجولة القتال التالية مع اسرائيل، لافتا الى ان الجيش الاسرائيلي يتأهب بصورة روتينية على الحدود مع لبنان، مشيرًا الى أن التحدي كبير ويجب أن نعرف ماذا يريد «حزب الله» لإعداد الردّ.
ـ الضباب في المزارع «متواطىء»
مع حزب الله! ـ
وفي السياق، تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي مناوراتها، واستجابة لتقديرات وضعتها الاجهزة الاستخبارية والامنية الصهيونية، خُصِصت مناورة للجيش الاسرائيلي، ترجمت القلق المتزايد من حصول عمليات تسلل لعناصر من «حزب الله» عبر الحدود الشمالية ( مع جنوب لبنان )، وقد أجرى سلاح المدفعية في قيادة المنطقة الشمالية مناورة تحاكي عملية تسلل إلى المستوطنات الصهيونية وفق ما ذكرت القناة الثانية في تلفزيون العدو التي لفتت إلى أن «منطقة مزارع شبعا لا يوجد فيها سياج حدودي متصل بسبب الطبيعة الجغرافية في المزارع، إنما يوجد فقط مواقع الجيش الإسرائيلي والجنود الذين يقومون بعملية الرصد، وأن السيناريو الذي تم التدرب عليه هو إعطاء الرد الأولي على عملية تسلل عبر إطلاق مكثف ودقيق لقذائف المدفعية على مزارع شبعا، وبحسب تقديرات في الجيش الإسرائيلي، فقد حصلت في السنوات العشر الأخيرة عمليات تسلل كثيرة من الأراضي اللبنانية إلى «الأراضي الإسرائيلية»!، لكن في معظم الحالات تقريباً لم ينجحوا في تشخيصها بسبب طبيعة المنطقة الجغرافية والضباب في مزارع شبعا